ترامب وعقيدة الجنون.. اللعب على حافة الهاوية.. د.منذر الحوارات

{title}
أخبار دقيقة - من يستمع أو يشاهد الرئيس الأميركي الجديد وهو يطلق الوعود ويهدد، يصل إلى قناعة أن هذا الرجل يمكن أن يفعل ما يحلو له سواء كان الطرف الآخر حليفاً أو خصماً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ما يقوم به دونالد ترامب مجرد أفعال عبثية؟ أم أنها جزء من استراتيجيته للحصول على ما يريد؟ لا شك أن ما يفعله ترامب جزء من استراتيجية يطلق عليها (عقيدة الجنون) وهذه واحدة من أكثر أدوات السياسة تعقيداً واستخدمها اول الأمر الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وبعده الرئيس رونالد ريغان، ومع عودة ترامب يتم احياؤها بأسلوب جريء وغير تقليدي، وهي تقوم على إثارة الشك لدى الخصوم والشركاء على حد سواء تجعلهم يعتقدون ان الرئيس غير متوقع ومستعد لاتخاذ خطوات مدمرة إذا لزم الأمر مما يدفعهم لتقديم التنازلات، بالتالي فهي تجبر خصومه على التعامل معه بحذر وتمنحه موقفاً تفاوضياً اقوى.
لم يتأخر ترامب كثيراً في اللجوء لهذه الاستراتيجية فمنذ لحظة تنصيبه، بدأ بتهديد حلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي والصين، وهنا كشف عن نظريته عندما سأله احد الصحفيين وماذا لو لم تطبق الصين؟ ماذا تقول؟ رد ترامب ستطبق! لأن الرئيس شي يعلم أنني مجنون هكذا بالحرف الواحد، اذاً هو يجاهر بنظريته، ولم يستثن ترامب احداً من تهديداته ايران وروسيا وكوريا واليابان، لكن الأخطر هو حديثه عن ضم جزيرة غرينلاند واحتلال كندا وقناة بنما، أما في المنطقة العربية فقد حدد سعره العربي سلفاً، بينما أبقى الدعم المطلق لإسرائيل، لكن لندقق قليلاً ما الذي يقوم به ترامب هل هو جنون حقاً أم جزء من خطة لقلب موازين العلاقات الدولية ؟ جميع ما يقوم به ترامب هو جزء من خطته لقلب موازين العلاقات التجارية لأميركا لمصلحتها فقط تحت شعار اميركا اولاً، لكنه في نهاية الامر سيغير خريطة العلاقات الدولية برمتها، وهو الأمر الذي يخبئ في ثناياه انعكاسات خطيرة على العالم والولايات المتحدة لن تتوقف عند فقدان الثقة بها والانتقال إلى حلفاء آخرين بل ربما تؤدي إلى إضرابات على مستوى الدول المختلفة وقد تطال الولايات المتحدة الأميركية ذاتها.

تصميم و تطوير