المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة

{title}
أخبار دقيقة -

كتب -كريستين حنا نصر
    منطقة المغطس المميزة ، فيها يتجلى تاريخ  عظيم للأماكن الدينية الاسلامية والمسيحية ، هذا التاريخ المتمثل بالمقدسات المتشرة شرق نهر الأردن وغربه، حيث المغطس الأردني باطلالته المشرقة على الضفة الغربية، مشهد له معناه الكبير في إبراز مدى الانسجام في منطقة نهر الأردن لتظهر وحدة الضفتين جغرافياً ودينياً، التي كان له الدور في الجمع بين المقدسات الاسلامية والمسيحية،  المنتشرة في بيت المقدس إمتداداً للمغطس الاردني شرقي النهر ، وما بينها أيضاً من مدن دينية تاريخية مثل الناصرة وبيت لحم والقدس، هذه المدينة المقدسة حيث المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وغيرها، لتتوحد بذلك الأديان المختلفة على ضفاف جغرافية هذا النهر التاريخي المقدس، الذي نجح في إن يجمع بين هذا الاماكن المقدسة التي سمتها التعايش المتين والمواطنة الوثيقة بين شعوب هذه الأديان السماوية .
لنكون في منطقتنا والعالم أمام منطقة مقدسة لها تاريخ حافل، يقدم إنموذجاً للتعايش عبر العصور التاريخية، بما في ذلك وجود الكنائس الاثرية ومقامات الصحابة المسلمين إضافة للمساجد أيضاً، كل ذلك عبر ما مدة تقارب اربعة عشر قرناً من الزمان من الماضي وحتى اليوم ، ليتكلل كل ذلك في الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وما رافقها من سخاء المنح والمبادرات الهاشمية في القدس ، وداخل المملكة الاردنية الهاشمية أيضاً مثل اعمار مقامات الصحابة واعمار وصيانة العديد من المساجد مثل المسجد  العمري أو الحسيني في العاصمة عمّان ومسجد الشريف الحسين بن علي في مدينة العقبة وغيرها من المبادرات والتوجيهات الملكية السامية ، والتي توجت في افتتاح كنيسة اللاتين في المغطس ، بتقديم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لقطعة الأرض التي بنيت عليها كنيسة اللاتين ، والتي تمّ بناؤها من قبل عدة متبرعين .
    وكان من أبرز المساهمين  في تمويل بناء الكنيسة وبشكل كبير السيد نديم المعشر الأردني الكاثوليكي الذي تبرع بمبلغ  مالي كبير لذكرى أبنه الراحل ،  وبعد أن حصلت بطريركية القدس اللاتين على قطعة الارض مساحتها 30 دونماً ، وقد وضع البابا بندكتس السادس عشر حجر الأساس لها خلال زيارته المقدسة لمنطقة المغطس  عام 2009م، ليتم بعد ذلك تدشين الكنيسة من قبل المبعوث البابوي الكاردينال بيترو بارولين أمين سر حاضرة الفاتيكان في العاشر من ديسمبر 2025م ، وبحضور سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته ورئيس مجلس أمناء موقع المغطس ، مندوبًا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ، وبمشاركة الاف الحجاج من الاردن وخارجها ، متوجاً بذلك معمودية السيد المسيح في نهر الاردن من يوحنا المعمداني .
ويعتبر موقع المغطس واحداً من مواقع التراث العالمي والذي تم اعتماده من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) ، وله اهمية ايضاً في مسار الحج المسيحي في المنطقة المتمثل بكنيسة سيدة الجبل وتل مار الياس ومكاور وجبل نيبو في مدينة مادبا ، وختاماً  أريد ابراز اهمية هذه المناطق الدينية في انعاش السياحة في المنطقة المحادية للبحر الميت ونهر الأردن والمتصلة بطبيعة الحال بمنطقة مكاور  الدينية الهامة، باعتبارها مركز ديني مسيحي أي مكاور رافدة للمغطس، كل ذلك يستوجب انشاء بنية تحتية وخدمات بما فيها الطرق المعبدة السهلة للتنقل من أجل ضمان هذا الربط التاريخي السياحي الديني بين المواقع ،  كما انه وللاسف  لا توجد مشاريع سياحية في منطقة مكاور من شأنها تعزيز الواقع السياحي ، مما يدعو الجهات المعنية الى  ضرورة اتخاذ خطوات عملية لزيادة الاهتمام السياحي فيها بشكل أكبر وأكثر شمولاً.
تصميم و تطوير