النائب الطراونة :يطالب بعقد مؤتمر وطني يتحمل تكلفته القطاع الخاص
وأكد الطراونة على ضَرُورَةُ إِشْرَاكِ النِّقَابَاتِ الْمِهْنِيَّةِ فِي تَحْقِيقِ أَهْدَافِ خُطَّةِ التَّحْدِيثِ الْاقْتِصَادِيِّ؛ لما تُمَثِّلُهُ من بُيُوتِ خِبْرَةٍ وَكَفَاءَاتٍ وَطَنِيَّةٍ.
وطالب الطراونة بزِيَادَةُ النَّفَقَاتِ الرَّأْسْمَالِيَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِمَجَالِسِ الْمُحَافَظَاتِ فِي مُوَازَنَةِ الْعَامِ الْمُقْبِلِ 2026، حَتَّى تَتَمَكَّنَ مِنْ إِنْجَازِ مَشَارِيعِهَا الْعَالِقَةِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ، وَحَتَّى نُبَدِّدَ شُعُورَ الْمُوَاطِنِينَ بِغِيَابِ الْعَدَالَةِ التَّنْمَوِيَّةِ.
بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
وَالصَّلَاةُ
وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ الْهَاشِمِيِّ الْأَمِينِ.
سَعَادَةُ
الرَّئِيس
السَّيِّدَاتُ
وَالسَّادَةُ النُّوَّاب،
لَقَدْ
عَانَى الشَّعْبُ الْأرْدُنِيُّ مِنْ سَنَوَاتٍ عِجَافٍ طَوِيلَةٍ، تَعَدَّدَتْ مَعَهَا
الْأَسْبَابُ وَالْمُبَرِّرَات، وَمُوَازَنَاتٌ أَثْقَلَتْهَا أَعْبَاءُ الظُّرُوفِ
وَالْأَزَمَاتِ الْإِقْلِيمِيَّةِ وَالْعَالَمِيَّة، وَفَوَاتِيرُ اللُّجُوءِ وَالْحُرُوبِ
عَلَى الْإِرْهَابِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالْعُدْوَانِ الَّذِي لَا يَنْتَهِي عَلَى
فِلَسْطِينَ وَغَزَّةَ خُصُوصًا.
إِنَّ
هَذَا الْوَطَنَ يَحْتَاجُ مِنَّا جَمِيعًا شَجَاعَةَ الرَّأْيِ وَصَرَاحَةَ الْمَوْقِف،
فَمَشْرُوعُ الْمُوَازَنَةِ لَيْسَ وَثِيقَةً اقْتِصَادِيَّةً، بَلْ إِنْعِكَاسٌ وَاضِحٌ
لِرُؤْيَةِ الْحُكُومَةِ وَلِنَهْجِهَا فِي مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الْاقْتِصَادِيَّة.
لِذَا فَإِنَّ دَوْرَنَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى الْمُصَادَقَةِ أَوْ الِاعْتِرَاضِ،
بَلْ السَّعْيُ لِتَوْجِيهِ هَذِهِ الْمُوَازَنَةِ نَحْوَ تَحْقِيقِ الْعَدَالَةِ وَالنُّمُوِّ
الْاقْتِصَادِيِّ الْمُسْتَدَام.
فَهَذَا
الْمَجْلِسُ يَضُمُّ فِي عُضْوِيَّتِهِ خِبْرَاتٍ وَكَفَاءَاتٍ مُتَنَوِّعَةً. فَلَا
يَجِبُ عَلَى أَحَدٍ أَنْ يَتَثَاقَلَ أَوْ يَتَحَسَّسَ مِنْ مَدَاخَلَاتِنَا وَمُلَاحَظَاتِنَا،
بَلْ يَجِبُ أَخْذُهَا عَلَى مَحْمَلِ الْجِدِّ وَالِاهْتِمَامِ مِنْ أَجْلِ الْمَصْلَحَةِ
الْوَطَنِيَّة.
وَإِنَّنَا
نُدْرِكُ حَجْمَ التَّحَدِّيَاتِ الَّتِي تُوَاجِهُ وَطَنَنَا، مِنَ ارْتِفَاعٍ فِي
الدَّيْنِ الْعَامِّ، إِلَى الْبِطَالَةِ، وَالْفَجْوَةِ بَيْنَ الْمَوَارِدِ وَالِاحْتِيَاجَات،
وَلَكِنْ فِي الْمُقَابِل، تُوجَدُ لَدَيْنَا الْإِمْكَانِيَّاتُ وَالْفُرَصُ، إِذَا
مَا أَحْسَنَّا إِدَارَةَ الْأُمُور.
سَعَادَةُ
الرَّئِيس
الزَّمِيلَاتُ
وَالزُّمَلَاء،
بِدَايَةً،
أُؤَكِّدُ عَلَى مَا صَدَرَ مِنْ تَوْصِيَاتٍ عَنْ اللَّجْنَةِ الْمَالِيَّةِ النِّيَابِيَّةِ،
خَاصَّةً الْمُتَعَلِّقَ مِنْهَا بِزِيَادَةِ رَوَاتِبِ الْعَامِلِينَ الْمَدَنِيِّينَ
وَالْعَسْكَرِيِّينَ وَالْمُتَقَاعِدِينَ. وَعَدَمِ
الْحَجْزِ عَلَى الْمُوَاطِنِينَ الَّذِينَ تَرَتَّبَتْ عَلَيْهِمْ ذِمَمٌ مَالِيَّةٌ
لِلْكَهْرَبَاءِ وَالْمِيَاهِ إِلَّا بِقِيمَةِ الْمُطَالَبَات، وَضَرُورَةِ خَفْضِ
ضَرِيبَةِ الْمَبِيعَاتِ لِتَحْقِيقِ الْعَدَالَةِ الضَّرِيبِيَّة.
وَبَعْدَ
أَقُولُ: لَقَدْ آمَنَّا يَا دَوْلَةَ الرَّئِيسِ (عَبْرَ الرِّئَاسَةِ) بِخُطَّةِ
التَّحْدِيثِ الْاقْتِصَادِيِّ، وَنُؤْمِنُ بِضَرُورَةِ تَكَاتُفِ الْجُهُودِ لِتَوْفِيرِ
الظُّرُوفِ وَالْمُقَدِّمَاتِ الْكَفِيلَةِ بِإِنْجَاحِهَا وَتَحْقِيقِ أَهْدَافِهَا،
وَلَكِنْ ثَمَّةَ مُلَاحَظَاتٍ رَصَدْتُهَا مِنْ خِلَالِ مُنَاقَشَةِ اللَّجْنَةِ الْمَالِيَّةِ
لِبَيَانِ الْمُوَازَنَةِ عَلَى مَدَارِ نَحْوِ ثَلَاثَةِ أَسَابِيعَ.
وَقَدْ
أَصَابَنِي الذُّهُولُ وَنَحْنُ نَسْتَعْرِضُ خُطَطَ الْوِزَارَاتِ الَّتِي غَابَ عَنْ
بَعْضِهَا أَيُّ ارْتِبَاطٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ خُطَّةِ التَّحْدِيثِ الْاقْتِصَادِيِّ،
فَهِيَ خُطَطٌ قَصِيرَةُ الْأَمَدِ تَسْتَمِرُّ لِعَامٍ بِأَحْسَنِ الْأَحْوَال. عِلْمًا أَنَّ جَلَالَةَ الْمَلِكِ، حَفِظَهُ اللَّهُ،
قَدْ أَكَّدَ أَنَّ خُطَّةَ التَّحْدِيثِ عَابِرَةٌ لِلْحُكُومَاتِ ولَيْسَتْ مُرْتَبِطَةً
بِوَزيرٍ بِعَيْنِهِ.
إِنَّ
اتِّبَاعَ نَفْسِ الْمُقَدِّمَاتِ وَالنَّهْجِ لَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى نَتَائِجَ مُخْتَلِفَةٍ،
فَأَيْنَ الِاخْتِلافُ بَيْنَ هَذِهِ الْمُوازَنَةِ وَسَابِقَاتِها حَتَّى نَتَجَنَّبَ
الْنَّتَائِجَ ذاتَها أَيْ مَزِيداً مِنَ الْعَجْزِ وَالْمَدْيُونِيَّةِ واْسْتِمْرارَ
الْضَّغْطِ على حَياةِ المُواطنين؟
وَبِالْحَدِيثِ
عَنْ ظُرُوفِ الْمُوَاطِنِينَ، فَقَدِ اسْتَبْشَرْنَا خَيْرًا يَا دَوْلَةَ الرَّئِيس
(عَبْرَ الرِّئَاسَةِ) حِينَ كَسَرْتُمُ الْحَاجِزَ بَيْنَ الْحُكُومَةِ وَالشَّارِعِ
بِجَوْلَاتِكُمُ الْمَيْدَانِيَّةِ الْمُعْلَنَةِ وَغَيْرِ الْمُعْلَنَةِ، وَنَقْلِكُمُ
اجْتِمَاعَ مَجْلِسِ الْوُزَرَاءِ إِلَى الْمُحَافَظَاتِ، وَمُعَالَجَتِكُمُ الْمُلَاحَظَاتِ
الَّتِي رَصَدْتُمُوهَا بِنَفْسِكُمُ. وَنَشْكُرُ وَنُثَمِّنُ هَذَا النَّهْجَ، وَلَكِنْ
نُرِيدُ أَنْ تَنْتَقِلَ عَدْوَى هَذَا النَّهْجِ إِلَى بَاقِي الْوِزَارَات.
وَهُنَا
أَدْعُوكُمْ، يَا دَوْلَةَ الرَّئِيس (عَبْرَ الرِّئَاسَةِ)، إِلَى أَنْ تَقُومُوا
بِزِيَارَاتٍ غَيْرِ مُعْلَنَةٍ لِلْوِزَارَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ الْخِدْمِيَّةِ لِتَرَوْا
بِعَيْنِكُمْ حَجْمَ الْبِيرُوقْرَاطِيَّةِ وَالتَّعْطِيلِ وَالتَّأْخِيرِ غَيْرِ الْمُبَرَّرِ
لِمُعَامَلَاتِ الْمُوَاطِنِينَ وَالْمُسْتَثْمِرِينَ.
وَدَرْءًا
لِشُبُهَاتِ السَّوْدَاوِيَّةِ وَالْعَدَمِيَّةِ، وَحَتَّى لَا نُصَنَّفَ مَعَ الْمُتَّخِذِينَ
مِنَ النَّقْدِ وَالِاعْتِرَاضِ مِهْنَةً، فَإِنَّنِي أَعْرِضُ أَمَامَكُمْ جُمْلَةَ
مُقْتَرَحَاتٍ، وَاضِعًا مَصْلَحَةَ الْوَطَنِ فَوْقَ كُلِّ اعْتِبَارٍ.
أَوَّلًا: تِعَقْدُ مُؤْتَمَرٍ اقْتِصَادِيٍّ وَطَنِيٍّ يَضُمُّ الْفَرِيقَ الاقْتِصَادِيَّ الْحُكُومِيَّ، وَالْقِطَاعَ الْخَاصَّ، وَالْمُسْتَثْمِرِينَ، وَاللَّجْنَةَ الْمَالِيَّةَ النِّيَابِيَّةَ، لِنَجْلِسَ عَلَى طَاوِلَةٍ وَاحِدَةٍ، نَسْمَعُ مِنْ بَعْضِنَا، وَنَتَحَدَّثُ مَعَ بَعْضِنَا، حَتَّى لَا يُغَرِّدَ كُلٌّ مِنَّا مُنْفَرِدًا فَتَضِيعَ الْبُوصَلَةُ. لَعَلَّنَا نَصِلُ إِلَى نَتِيجَةٍ تُذَلِّلُ كُلَّ الصُّعُوبَاتِ وَالتَّحَدِّيَا،
وَسَنَسْعَى، يَا دَوْلَةَ الرَّئِيسِ (عَبْرَ الرِّئَاسَةِ)، أَنْ يَتَحَمَّلَ الْقِطَاعُ
الْخَاصُّ كُلْفَةَ عَقْدِ الْمُؤْتَمَرِ حَتَّى لَا تَتَحَمَّلَ الْخَزِينَةُ الْعَامَّةُ
أَعْبَاءً إِضَافِيَّةً.
ثَانِيًا:
ضَرُورَةُ إِشْرَاكِ النِّقَابَاتِ الْمِهْنِيَّةِ فِي تَحْقِيقِ أَهْدَافِ خُطَّةِ
التَّحْدِيثِ الْاقْتِصَادِيِّ؛ لما تُمَثِّلُهُ من بُيُوتِ خِبْرَةٍ وَكَفَاءَاتٍ
وَطَنِيَّةٍ.
ثَالِثًا:
الِالْتِزَامُ بِصَرْفِ جَمِيعِ الْمَبَالِغِ الْمُخَصَّصَةِ لِلنَّفَقَاتِ الرَّأْسْمَالِيَّةِ
ضِمْنَ الْبُنُودِ الْمُخَصَّصَةِ لَهَا، وَعَدَمُ إِجْرَاءِ مُنَاقَلَاتٍ مِنْهَا
إِلَى النَّفَقَاتِ الْجَارِيَةِ كَمَا جَرَتِ الْعَادَةُ.
رَابِعًا:
زِيَادَةُ النَّفَقَاتِ الرَّأْسْمَالِيَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِمَجَالِسِ الْمُحَافَظَاتِ
فِي مُوَازَنَةِ الْعَامِ الْمُقْبِلِ 2026، حَتَّى تَتَمَكَّنَ مِنْ إِنْجَازِ مَشَارِيعِهَا
الْعَالِقَةِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ، وَحَتَّى نُبَدِّدَ شُعُورَ الْمُوَاطِنِينَ بِغِيَابِ
الْعَدَالَةِ التَّنْمَوِيَّةِ.
خَامِسًا:
مُرَاجَعَةُ الْعِبْءِ الضَّرِيبِيِّ وَتَحْقِيقُ الْعَدَالَةِ الضَّرِيبِيَّةِ بَيْنَ
شَرَائِحِ الْمُجْتَمَعِ، وَعَدَمُ التَّوَسُّعِ فِيهَا.
سَادِسًا:
تَوْحِيدُ الْمَرْجِعِيَّاتِ الَّتِي تَمْنَحُ الْقُرُوضَ وَالْمِنَحَ لِلْمَشَارِيعِ
الصَّغِيرَةِ وَالْمُتَوَسِّطَةِ، خَاصَّةً لِفِئَةِ الشَّبَابِ وَالْمَرْأَةِ، بِفَوَائِدَ
مُنْخَفِضَةٍ، لِتَوْجِيهِ الْقُرُوضِ لِغَايَاتِهَا بِشَكْلٍ يُمَكِّنُ الْمَشَارِيعَ
مِنَ النَّجَاحِ وَتَوْفِيرِ فُرَصِ عَمَلٍ تُخَفِّفُ الضَّغْطَ وَالْعِبْءَ عَنْ الْجِهَازِ
الْحُكُومِيِّ، وَتَدْفَعُ الْفِئَةَ الْمُسْتَهْدَفَةَ إِلَى إِطْلَاقِ مَشَارِيعَ
تَنْمَوِيَّةٍ تُرْفِدُ الاقْتِصَادَ الْوَطَنِيَّ وَتُعَزِّزُ نُمُوَّهُ.
سَابِعًا:
مُرَاجَعَةُ السِّيَاسَاتِ النَّقْدِيَّةِ بِمَا يَضْمَنُ عَدَمَ تَغَوُّلِ الْبُنُوكِ
وَشَرِكَاتِ التَّمْوِيلِ عَلَى دَخْلِ الْمُوَاطِنِينَ، دُونَ رِقَابَةٍ صَارِمَةٍ
مِنَ الْبَنْكِ الْمَرْكَزِيِّ.
ثَامِنًا:
إِعْفَاءُ الْمُقْتَرِضِينَ مِنْ صُنْدُوقِ الْإِقْرَاضِ الزِّرَاعِيِّ مِنَ الْفَوَائِدِ
الْمُتَأَخِّرَةِ وَالْمُتَرَاكِمَةِ، وَإِيجَادُ حُلُولٍ لِتَسْوِيَةِ أَوْضَاعِهِمْ.
سَعَادَةُ
الرَّئِيس،
الزَّمِيلَاتُ والزملاء،
مَا كُنْتُ
يَوْمًا إِلَّا أرْدُنِيَّ الْهُوِيَّةِ وَالْهَوَى، وَلَمْ يَكُنْ خِطَابِي وَسُلُوكِي
يَوْمًا مَنَاطِقِيًّا أَوْ فِئَوِيًّا. فَأَنَا أُحِبُّ تُرَابَ الْأُرْدُنِّ مِنْ
شِمَالِهِ إِلَى جَنُوبِهِ، وَمِنْ شَرْقِهِ إِلَى غَرْبِهِ، وَلَا فَرْقَ عِنْدِي
بَيْنَ تُرَابِ الْكَرَكِ وَتُرَابِ بَاقِي الْمُحَافَظَاتِ.
وَلَكِنَّهُ
عِبْءُ الْأَمَانَةِ الَّتِي حَمَّلَنِي إِيَّاهَا أَهْلِي فِي مُحَافَظَةِ الْكَرَكِ،
حِينَ حَمَلُونِي إِلَى هَذَا الْمَجْلِسِ بثِقَتِهِمْ. أَبْنَاءُ الْكَرَكِ وَالْجَنُوبِ،
الَّذِينَ شَقُّوا عَلَى جَبِينِ الصَّحْرَاءِ أُسْطُورَةَ الصَّبْرِ، وَخَطَّتِ الشَّمْسُ
عَلَى جِبَاهِهِمْ حِكَايَاتِ الْوَطَنِ، الْأَقْرَبَ إِلَى قَلْبِ الْوَطَنِ رَغْمَ
بُعْدِ الْمَسَافَاتِ وَالتَّهْمِيشِ.
مَا يُحَتِّمُ
عَلَيَّ أَنْ أُلْفِتَ نَظَرَ الْحُكُومَةِ إِلَى تَحَدِّيَاتِهِمْ وَمَطَالِبِهِمْ.
لَقَدْ
عَانَتِ الْكَرَكُ مِنْ ضَعْفِ مُخَصَّصَاتِهَا الْمَالِيَّةِ فِي مُوَازَنَةِ الدَّوْلَةِ،
فَكَانَتِ الْأَقَلَّ بَيْنَ شَقِيقَاتِهَا مِنْ بَاقِي الْمُحَافَظَاتِ، وَاللَّهِ
لَنْ نَقْبَلَ، كَمَا لَا يَقْبَلُ أَيُّ أُرْدُنِيٍّ، أَنْ تَبْقَى الْكَرَكُ أَرْضًا
مُهْمَلَةً عَلَى هَامِشِ أَوْلَوِيَّاتِ الْحُكُومَاتِ.
وَإِنْ
قَصَّرْنَا تُجَاهَ الْكَرَكِ، فَسَيَلْعَنُنَا أَجْدَادُنَا وَآبَاؤُنَا الَّذِينَ
قَدَّمُوا الدِّمَاءَ وَبَذَلُوا التَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ إِقَامَةِ وَتَأْسِيسِ
وَاسْتِقْلَالِ وَنَهْضَةِ وَنُمُوِّ هَذَا الْوَطَنِ.
مِنْ
هُنَا، أُطَالِبُ بِتَعْوِيضِ مُحَافَظَةِ الْكَرَكِ بِإِدْرَاجِ الْمَشَارِيعِ الْعَالِقَةِ
مُنْذُ سَنَوَاتٍ، مِثْلَ "مَشْرُوعِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ فِي قَصَبَةِ الْكَرَكِ
وَلِوَاءِ مُؤَابَ” وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَشَارِيعِ، ضِمْنَ قَائِمَةِ الْمَشَارِيعِ
الْمُزْمَعِ تَمْوِيلُهَا مِنَ الْمِنَحِ الْخَارِجِيَّةِ، إِلَى أَنْ يُصَارَ فِي
مُوَازَنَةِ الْعَامِ الْمُقْبِلِ إِلَى تَعْدِيلِ مُوَازَنَتِهَا وَمُخَصَّصَاتِهَا.
وَسَأَبْقَى
أُذَكِّرُ دَوْلَةَ الرَّئِيسِ، دُونَ مَلَلٍ، بِضَرُورَةِ إِنْشَاءِ مُسْتَشْفًى تَعْلِيمِيٍّ
فِي الْجَنُوبِ يَتْبَعُ كُلِّيَّةَ الطِّبِّ فِي جَامِعَةِ مُؤْتَةَ، لِمَا لِهَذَا
الْمَشْرُوعِ مِنْ أَهَمِّيَّةٍ بَالِغَةٍ فِي تَحْسِينِ وَتَجْوِيدِ الْخِدْمَاتِ
الصِّحِّيَّةِ فِي الْإِقْلِيمِ والتَّخْفِيفِ مِنْ مُعَانَاةِ الْأَهَالِي.
وَلِأَنَّنِي أُدْرِكُ، كَمَا أَسْلَفْتُ سَابِقًا، تَحَدِّيَاتِ مُوَازَنَةِ الْعَامِ
الْحَالِيِّ، فَإِنَّنِي أَقْتَرِحُ وَضْعَ خُطَّةٍ لِإِنْشَاءِ الْمُسْتَشْفَى عَلَى
أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ، تُمول من مُوَازَنَةِ مَجَالِسِ الْمُحَافَظَاتِ وَالْمِنَحِ الْخَارِجِيَّةِ
وَالشَّرِكَاتِ الْوَطَنِيَّةِ فِي الْجَنُوبِ.
كَمَا
أُذَكِّرُ دَوْلَةَ الرَّئِيسِ (عَبْرَ الرِّئَاسَةِ)، بِضَرُورَةِ تَنْفِيذِ تَوْجِيهَاتِ
جَلَالَةِ الْمَلِكِ خِلَالَ زِيَارَتِهِ الْأَخِيرَةِ لِمُحَافَظَةِ الْكَرَكِ، خَاصَّةً
الْمُتَعَلِّقَ مِنْهَا بِتَوْجِيهِهِ لِلْحُكُومَةِ بِالِاهْتِمَامِ وَالتَّرْكِيزِ
عَلَى الْمَوَاقِعِ السِّيَاحِيَّةِ الْبِيئِيَّةِ وَسِيَاحَةِ الْمُغَامَرَاتِ فِي
الْكَرَكِ، مِثْلَ وَادِي بْنِ حَمَّاد وَوَادِي الْمُوجَبِ.
فِي الْخِتَامِ،
أُؤَكِّدُ الْتِزَامِي بِكَلِمَة كُتْلَةِ حِزْبِ الْمِيثَاقِ الْوَطَنِيِّ.
وَنُجَدِّدُ
الْعَهْدَ لِلشَّعْبِ الْأرْدُنِيِّ الْعَظِيمِ، بِأَنَّنَا سَنَكُونُ مُخْلِصِينَ
وَمُدَافِعِينَ عَنْ حُقُوقِهِمْ.
حَفِظَ
اللَّهُ جَلَالَةَ الْمَلِكِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ، وَسَدَّدَ خُطَاهُمَا.
عَاشَ
الشَّعْبُ الْأرْدُنِيُّ الْعَظِيم،
عَاشَ
الْأرْدُنُّ سَيِّدًا مُسْتَقِرًّا مُسْتَقِلًّا،
عَاشَتْ
فِلَسْطِينُ حُرَّةً أَبِيَّةً عَرَبِيَّة،
وَالْمَجْدُ
وَالْخُلُودُ لِلشُّهَدَاء.
وَالسَّلَامُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.