#عاجل..هل تغير إعادة فرز الأصوات نتيجة الانتخابات الأميركية؟

{title}
أخبار دقيقة -

تبدو انتخابات عام 2024 متقاربة للغاية في استطلاعات الرأي، وإذا كانت النتائج الفعلية متقاربة إلى هذا الحد بعد يوم الانتخابات، فمن الممكن أن تتوقف النتائج في ولاية أو أكثر من الولايات المتأرجحة السبع على إعادة فرز الأصوات وهي بنسلفانيا وميشيغان ووسكنسن وجورجيا ونورث كارولاينا وأريزونا ونيفادا.

مع احتمالات تقارب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بصورة كبيرة وفقاً لما تشير إليه استطلاعات الرأي وإثارة المرشح الجمهوري دونالد ترمب الشكوك بصورة مستمرة حول نزاهة الانتخابات إذا خسرها يراهن البعض على إعادة فرز الأصوات في الولايات التي تتقارب فيها النتائج على أمل تغيير النتيجة النهائية في ولاية ما بما يمكن أن يتغير معه اسم المرشح الفائز. فما الآلية التي تحدد إعادة فرز الأصوات؟ وما الذي تشير إليه التجارب السابقة؟ وإلى أي مدى أحدثت تغييرات في النتائج النهائية؟

 

أهمية إعادة فرز الأصوات

تبدو انتخابات عام 2024 متقاربة للغاية في استطلاعات الرأي، وإذا كانت النتائج الفعلية متقاربة إلى هذا الحد بعد يوم الانتخابات، فمن الممكن أن تتوقف النتائج في ولاية أو أكثر من الولايات المتأرجحة السبع على إعادة فرز الأصوات وهي بنسلفانيا وميشيغان ووسكنسن وجورجيا ونورث كارولاينا وأريزونا ونيفادا، لكن القواعد المتعلقة بموعد إعادة فرز الأصوات والإجراءات التي تتضمنها تختلف من ولاية إلى أخرى، إذ تدار الانتخابات محلياً من قبل سلطات الولاية، وبناءً على القوانين والقواعد التي حددتها، وبصفة عامة تطلق بعض الولايات عملية إعادة فرز الأصوات بصورة تلقائية إذا كانت النتائج ضمن هامش معين، بينما تعتمد ولايات أخرى على طلب المرشحين أو الناخبين ذلك، واعتباراً من أبريل (نيسان) الماضي، كان لدى 27 ولاية حكم قانوني يسمح بإعادة الفرز التلقائي، وكان لدى 43 ولاية حكم قانوني يسمح بطلب إعادة الفرز.

وعلى رغم أن القواعد الخاصة بإعادة الفرز ظلت مثيرة للجدل وسلطت عليها مزيداً من الأضواء بعد فوز جو بايدن عام 2020 بهامش ضئيل للغاية في عدد من الولايات الرئيسة المتأرجحة، فإن إعادة فرز الأصوات في هذه الولايات، والتي تمت الموافقة عليها بعد طلب ذلك من الرئيس السابق دونالد ترمب، لم يسفر أي منها عن تغيير في نتيجة الانتخابات.

ومع ذلك ستتجه الأنظار في يوم الانتخابات وما بعده على القواعد التي تعمل على أساسها الولايات السبع التي ينتظر أن تكون نتائج الانتخابات متقاربة والتي نوجزها هنا:

أريزونا

لا يطلب المرشحون إعادة فرز الأصوات في أريزونا، لكن الولاية تشترط إعادة فرز الأصوات تلقائياً إذا فاز أحد المرشحين بهامش أقل أو يساوي 0.5 في المئة من الأصوات المدلى بها في السباق، وهو هامش أقل من العتبة التي تم تحديدها عام 2020، وهي 0.1 في المئة، قبل أن تصدر الولاية قانوناً يرفع عتبة إعادة الفرز التلقائي إلى 0.5 في المئة. كما وافق المشرعون من الحزبين في الولاية على تدابير جديدة عام 2024 من شأنها تقصير الوقت اللازم لإعادة فرز الأصوات المحتملة، وهذا يعني أن أريزونا ستكون قادرة على التعامل مع إعادة فرز الأصوات وعدم تفويت الموعد النهائي حتى اجتماع ديسمبر (كانون الثاني)، حيث يدلي أعضاء الهيئة الانتخابية بأصواتهم.

وكان بايدن قد فاز بالولاية عام 2020 بفارق 0.3 نقطة مئوية، عندما كانت عتبة إعادة الفرز التلقائي 0.1 في المئة من إجمالي الأصوات للمرشحين الذين يحتلون المراكز الأولى في السباق الانتخابي.

جورجيا

في ولاية جورجيا يمكن للمرشح أن يطلب إعادة فرز الأصوات إذا كان هامش السباق في حدود 0.5 نقطة مئوية، طالما قدم الطلب في غضون يومي عمل من التصديق على نتيجة الانتخابات من الجهة المعنية بذلك في الولاية، كما يسمح قانون الولاية لمسؤولي الانتخابات بطلب إعادة فرز الأصوات إذا كان هناك خطأ مشتبه فيه أو تناقض في النتائج، ويمكن لسكرتير الولاية أن يطلب إعادة الفرز إذا كان المرشح يعتقد أن خطأ مشتبهاً به أو تناقضاً قد حدث خلال العملية الانتخابية بما يؤدي إلى تغيير النتيجة.

ومن المرجح أن تحظى انتخابات الرئاسة في جورجيا هذا العام بتدقيق مماثل للتدقيق الكبير الذي حظيت به عام 2020 في الأيام التي أعقبت يوم الانتخابات، نظراً إلى الهوامش الضيقة للفوز التي بلغت 12 ألف صوت فقط ومزاعم ترمب في شأن الاحتيال على نطاق واسع.

وأدت هذه المزاعم إلى إحصاء مسؤولي الانتخابات ما يقارب 5 ملايين بطاقة اقتراع مرة أخرى بصورة يدوي بعد الانتخابات، كجزء من تدقيق على مستوى الولاية للحد من الأخطار بموجب قانون جديد في الولاية، وبعد أن صدقت الولاية على فوز جو بايدن بالرئاسة، طلبت حملة ترمب مرة أخرى إعادة فرز الأصوات آلياً بموجب قانون الولاية، لكن إعادة الفرز مرة ثانية لم تغير النتيجة أيضاً.

ميشيغان

ينص قانون ميشيغان على إعادة فرز الأصوات تلقائياً إذا كان هامش الفوز في السباق 2000 صوت أو أقل، كما يسمح للمرشح بطلب إعادة فرز الأصوات إذا كان لديه اعتقاد حسن النية بأنه لولا الاحتيال أو الخطأ، لكان المرشح لديه فرصة معقولة للفوز.

وفي حين أدخلت الولاية أخيراً تغييرات على قانون إعادة فرز الأصوات في ميشيغان، فإنها لن تدخل حيز التنفيذ قبل يوم الانتخابات.

نيفادا

لا يوجد شرط لإعادة فرز الأصوات تلقائياً في ولاية نيفادا، لكن يمكن للمرشح طلب ذلك، طالما أنه يغطي كلفة إعادة الفرز ويقدم الطلب في غضون ثلاثة أيام من التصديق على نتيجة الانتخابات من قبل المسؤولين في الولاية.

نورث كارولاينا

يمكن للمرشح في الانتخابات طلب إعادة فرز الأصوات في السباق إذا كان هامش الفوز في حدود 0.5 في المئة من الأصوات المدلى بها، أو 10000 صوت، أيهما أقل.

بنسلفانيا

تطلق الولاية تلقائياً إعادة فرز الأصوات إذا كان الهامش بين أعلى مرشحين في حدود 0.5 في المئة، وهي عتبة أقل من تلك التي كانت قائمة عام 2020، حين فاز بايدن بالولاية بنسبة 1.2 نقطة مئوية، ومع ذلك يمكن لثلاثة ناخبين أيضاً طلب إعادة فرز الأصوات في دائرة انتخابية محددة إذا زعموا وجود احتيال أو خطأ في تلك الدائرة.

ويسكنسن

تسمح الولاية للمرشحين بطلب إعادة فرز الأصوات، كما فعل الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2020، لكن المرشح الذي يطلب إعادة فرز الأصوات يجب أن يتحمل النفقات إذا كان هامش الفوز أكبر من 0.25 نقطة مئوية، وهو ما فعله ترمب عندما دفع 3 ملايين دولار لإعادة فرز جزئي للأصوات داخل الولاية أسفرت عن زيادة صغيرة جداً في صافي الأصوات للرئيس بايدن، الذي فاز بهامش 0.6 نقطة مئوية.


عملية نادرة

وفقاً لتقرير صدر أخيراً من مؤسسة "فير فوت" أو صوت عادل، فإن عمليات إعادة فرز الأصوات على مستوى الولاية نادرة في الولايات المتحدة، فمن بين 6929 انتخابات عامة على مستوى الولاية بين عامي 2000 و2023، بما في ذلك انتخابات الرئيس وعضو مجلس الشيوخ الأميركي وحاكم الولاية وسكرتير عام الولاية والمناصب الأخرى، كان هناك فقط 36 عملية إعادة فرز أصوات على مستوى الولاية، 23 منها تمت بصورة تلقائية و13 طلبها المرشحون أو الناخبون، وهذا يعني أنه كانت هناك إعادة فرز واحدة لكل 192 انتخابات على مستوى الولاية. كما أن عكس النتائج أمر نادر الحدوث أيضاً، إذ أسفرت عمليات إعادة الفرز عن ثلاثة انتخابات انتهت بعكس النتيجة، أي الإقرار بفوز المرشح الآخر، وبذلك يكون هناك عكس للنتيجة بمعدل مرة واحدة فقط من كل 2310 انتخابات على مستوى الولاية، وعندما حدث ذلك كان هامش الفوز أقل من 0.06 في المئة من جميع الأصوات المدلى بها للمرشحين اللذين تبوَّآ المركزين الأول والثاني، وكان آخر عكس لنتائج إعادة الفرز على مستوى الولاية في سباق مجلس الشيوخ الأميركي عام 2008 في ولاية مينيسوتا.

وكان عام 2004 هو أكثر الأعوام التي شهدت إعادة فرز، إذ شهد ست عمليات إعادة فرز للأصوات بينما شهد عام 2000 خمس عمليات إعادة فرز، بما في ذلك إعادة فرز الأصوات الرئاسية التي تمت مراقبتها من كثب في فلوريدا حينما كان السباق متقارباً للغاية بين المرشح الديمقراطي آل غور والمرشح الجمهوري جورج دبليو بوش.

نتائج متغيرة

ولم تسفر سوى ثلاث عمليات إعادة فرز من أصل 36 عملية من عام 2000 وحتى عام 2023 عن نتائج متغيرة، إذ كانت جميع هذه الانتخابات بهامش متقارب بصورة استثنائية في الفرز الأولي، وعلى سبيل المثال، أعلنت انتخابات حاكم ولاية واشنطن عام 2004 في البداية لمصلحة الجمهوري دينو روسي، الذي كان متقدماً بفارق 261 صوتاً على مستوى الولاية، أو بنسبة 0.01 في المئة فحسب، وبعد إعادة الفرز، فازت الديمقراطية كريستين غريغوار بفارق 129 صوتاً من أصل 2746593 صوتاً تم الإدلاء بها، أو بنسبة 0.005 في المئة، وتسببت إعادة الفرز في تغيير الهامش بفارق 390 صوتاً، وهو تغيير بنسبة 0.01 نقطة مئوية.

كما تضمنت انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي في ولاية مينيسوتا عام 2008 إعادة فرز عالية المستوى غيرت النتيجة الأصلية، ولأن قانون مينيسوتا ينص على أنه إذا قل هامش الفوز من إجمالي الأصوات الأصلية عن 0.5 في المئة، فإن ذلك يؤدي تلقائياً إلى إعادة فرز الأصوات، ولهذا دخل المرشح الديمقراطي آل فرانكن عملية إعادة فرز الأصوات المفروضة من قبل الولاية متأخراً بفارق 215 صوتاً فحسب، أو 0.01 في المئة، ضد المرشح الجمهوري نورم كولمان.

وبعد عملية قانونية استمرت أشهراً واعتمدت، إلى حد كبير، على أسئلة حول نية الناخبين في ملء بطاقات الاقتراع الورقية، انتهى فرانكن بـ225 صوتاً أكثر من كولمان، وأسفرت عملية إعادة الفرز عن تأرجح 440 صوتاً لمصلحة فرانكن، أي 0.02 في المئة فقط من إجمالي الأصوات بين المرشحين.

وإذا خسر ترمب أو هاريس الانتخابات بهوامش ضئيلة للغاية في أكثر من ولاية متأرجحة، فمن المتوقع أن نشهد عمليات إعادة الفرز بما يتماشى مع قانون وقواعد كل ولاية، وسينتظر الجميع ما إذا كانت النتائج ستختلف مثلما حدث في ثلاث حالات نادرة على مدى نحو نصف قرن أم ستنتهي النتيجة بتأكيد الفائز الذي أعلن عن فوزه أولاً.









تصميم و تطوير