الأردن يكسر الحصار على غزة ويتصدر جهود الإغاثة عبر الإنزالات الجوية
أخبار دقيقة -
في خضم تصاعد الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية، جسد الأردن بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني نموذجًا للريادة في الإغاثة الإنسانية من خلال عمليات الإنزالات الجوية، حيث بادر سلاح الجو الملكي بتنفيذ 121 إنزالًا جويًا، من بين إجمالي 387 إنزالًا نفذته دول شقيقة وصديقة، ما يُظهر تفاني الأردن في مساندة من يحتاجونه من المواطنين الفلسطينيين.وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية جلالة الملك، الذي قاد جهودًا مكثفة لإيجاد سُبل فعّالة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة. إضافة إلى القوافل البرية التي تعاني من صعوبات كبيرة في الوصول، كانت الإنزالات الجوية هي الخيار الأمثل لتجاوز العوائق والتحايل على الوضع الأمني الصعب. ففي اجتماع رفيع المستوى بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي العنيف، أُقرّت خطة تنفيذ هذه الخطوة الرائدة من قبل الأردن.بحسب وثائقي بثته قناة المملكة مساء اليوم الاثنين، فقد تميزت الإنزالات الجوية ليس فقط بكونها وسيلة لإيصال المساعدات، بل لتعزيز صمود الأهالي في غزة الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وأظهرت التقديرات الأممية أن مناطق معينة في غزة كانت مرشحة لمجاعة وشيكة، لذا جاء دور القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ليكون سندًا لهم في تلك المرحلة العصيبة.وقال متحدثون في التقرير الوثائقي: "إلا أن تنفيذ مثل هذه العمليات لم يكن سهلاً، ويتطلب تنسيقًا عسكريًا ولوجستيًا معقدًا. جلالته أظهر إصرارًا كبيرًا على التخطيط لهذه العمليات حتى وسط الظرف الأمني الحرج. وتم التركيز على اختيار مواقع الإنزال بعناية، حيث تم اتخاذ القرار بالتركيز على مناطق قريبة من التجمعات السكانية لتسهيل وصول المساعدات”.وأضاف أن الإشراف المباشر لجلالة الملك على العمليات الجوية كان رمزًا للإدارة الفعّالة والاحترافية العالية التي تميز بها الجيش العربي، الذي كان متأهبًا على الدوام لتحمل المخاطر في سبيل إيصال المساعدات. وتم تحديد النقاط المناسبة لإنزال المواد الغذائية والدوائية وفقًا للاحتياجات الأساسية للأهل في غزة، حيث كان التركيز ينصب على المواد ذات القيمة الغذائية العالية.وتابع التقرير: "إن العديد من السكان في غزة أقروا بأن إنزال المساعدات الجوية كان الوسيلة الأسهل والأسرع للوصول إلى حاجاتهم. لكن لا يمكن إغفال التحديات التي صاحبته، مثل الظروف الجوية الصعبة وإمكانية التعرض للاستهداف في أجواء القتال. وقد استدعى ذلك تعاونًا بين الطيارين والفريق على الأرض لضمان توجيه المظلات بشكلٍ صحيح، ما يضمن إيصال المساعدات إلى المستفيدين دون مشاكل”.ونجح الأردن في قيادة حملة دولية لجمع الدعم ليس فقط من الدول العربية، بل أيضًا من الدول الغربية التي انضمت إلى جهود تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. هذا الأمر يعكس المصداقية العالمية التي يتمتع بها الأردن، وقدرته على كسب ثقة المجتمع الدولي في مثل هذه الأزمات.وتعد عملية الإنزالات الجوية تلك واحدة من أكبر عمليات الإغاثة الجوية في التاريخ الحديث، حيث أُرسل خلالها أكثر من 53 طائرة شحن للمساعدات إلى غزة، في واحدة من أكبر العمليات التي شهدها الإغاثة الإنسانية. وقد أظهرت هذه الحملة العسكرية تثمينًا لأهمية المساعدات الإنسانية، التي تتجاوز مجرد إرسال الإغاثة، بل تعبر عن مواقف سياسية إنسانية راسخة لدى الدولة الأردنية.وتمكن الأردن من إرسال أكثر من 3500 شاحنة محملة بالمساعدات، تحمل على عاتقها مسؤولية إغاثة سكان غزة عبر المعابر المصرية. وفي حالة حدوث أي تعطل للمعابر البرية، استجابت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بشكل فوري لتقديم المساعدات عبر الإنزالات الجوية، ما يبرز التزام الأردن الثابت بدعم الأشقاء في غزة.ويشير التقرير إلى أن الأردنيين سيبقون دائمًا على العهد في دعم صمود الأشقاء في غزة، وإن عملية الإنزالات الجوية الأردنية لم تكن مجرد مهمة إنسانية، بل تجسيد لجهود وطنية تسعى لتوحيد العالم العربي ودعمه في أوقات الأزمات.إن تضافر الجهود الأردنية مع المجتمع الدولي، ليس فقط من أجل تقديم المساعدات، بل لإنقاذ الأرواح واستعادة الأمل في مناطق تعاني من ويلات الحروب، وبذلك، يبرز الأردن كنموذج يُحتذى به في العمل الإنساني، ويحمل لواء الإغاثة للأشقاء في غزة.–