جهاد ابو بيدر : دوام رمضان ..وكأنه لمواطن يعيش في سنغافورة
أخبار دقيقة -
خمس ساعات هي معدل العمل الذي سيقوم به الموظف الحكومي خلال شهر رمضان المبارك اي من الساعة العاشرة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر وقد ينسحب القرار أيضا على القطاع الخاص مما يعني ان معدل العمل طيلة الشهر الفضيل لن تتجاوز ال١١٠ ساعة عمل من أصل ١٧٦ ساعة وطبعا نحن نعلم علم اليقين ان نصف هذا الوقت يضيع في قضايا ثانوية في معظم الدوائر الرسمية
احد وزراء حكومة الرزاز وأثناء أزمة الكورونا أخبرني ان وزراته وبثلث عدد الموظفين فاق إنجازها بكثير مما كان عليه وكل الموظفين بالدوام بمعنى ان الزحام الوظيفي كان عائقا أمام الإنجاز.
نعلم علم اليقين ان الذنب ليس ابدا ذنب الموظف على اعتبار ان فرص العمل في الأردن شحيحة جدا وحتى تحصل على وظيفة حقيقية يجب عليك أن " تضرب بالمندل" وقد تحصل عليها او لا تحصل .او انك تستغل انصاف الفرص من واسطات وعلاقات حتى تحصل على وظيفة ترتكز عليها في حياتك رغم ان دخلها او راتبها اطلاقا لن يجعلك مكتفيا وملبيا كل حاجاتك وطلباتك الحياتية
نتحدث دائما عن الإنتاجية وعن الاعتماد على الذات في ندواتنا ومؤتمراتنا وخططنا ولكن عند التنفيذ نبدع في ايجاد الأسباب التي تقف عائقا أمام الإنتاجية والاعتماد على الذات فما الذي سينجزه الموظف الحكومي خلال خمس ساعات من العمل ؟ وهو يعلم تمام العلم انه وخلال الخمس ساعات هذه سوف يغادر وحينما تحتج او تقول شيئا كمراجع عن إنجاز معاملتك يرد عليك قائلا " مشيها الدنيا رمضان"
نحن دولة نعيش تحت وطأة ديون غير مسبوقة والدين في ارتفاع مستمر وينعكس بشكل او بآخر على دخل الافراد من ارتفاع أسعار السلع والفواتير وغيرها من متطلبات الحياة العادية ..دوام الخمس ساعات هذا ينفع بدولة يعيش مواطنها برفاهية ودون ضغوط تذكر أما دولة مديونة ونسبة البطالة فيها عالية جدا وجيوب الفقر منتشرة في كل البلاد فدوام الخمس ساعات هذا ترف ما بعده ترف
الأولى كان بدلا من اجتماع مجلس الوزراء لساعات طويلة لتحديد ساعات الدوام ان يكون هذا الاجتماع لإيجاد حلول خلال هذا الشهر لزيادة الإنتاجية وتشجيع المواطنين على العمل الإضافي للحصول على مبالغ أكثر تساعدهم في تحمل أعباء الشهر الفضيل والعيد فكم من القطاعات سوف تتأثر من هذه الخطة الحكومية وكم من العاملين في القطاع الخاص سوف يتأثرون ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي ستحدث ضمن إطار العائلة الواحدة .فهل يعلم الذين يخططون ان بعض الآباء يذهبون لبييوتهم وهم مكسوري الخواطر لأنهم غير قادرين على توفير احتياجات اطفالهم ..والا يعلم هؤلاء ان البعض ينتظر الجمعيات الخيرية حتى تعطيه طرد خير او كوبون لشراء ما يستطيع من قوت" عياله"
يا سادة قد يغضب مني البعض ولكننا لسنا بحاجة لدوام مجزوء وغير منتج ولن يقدم او يؤخر .نحن بحاجة ماسة لافكار خارج الصندوق يتم من خلالها تحسين الوضع المعيشي للمواطن ..رمضان شهر عمل وليس شهر نوم ويكفينا ان معظم غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام كانت في رمضان