وعود سوريا للأردن لم تفلح بشل حركة المخدرات.. والأمن: مداهمات قادمة

{title}
أخبار دقيقة -
تعاملت الأجهزة الأمنية والجيش خلال العام 2023 مع منعطفات مفصلية وتحديات كبيرة لعل أبرزها عمليات إحباط وتهريب المخدرات سواء على الواجهات الحدودية أو خلال المداهمات التي تتم بين الفترة والأخرى في المحافظات على أوكار التجار والمهربين ، والتي كان آخرها عملية نوعية في الرويشد تم خلالها القبض على 33 مطلوبا ومشتبها بينهم 4 يرتبطون بعصابات إقليمية ، فيما تعاملت القوات المسلحة وفي خضم الاشتباكات المستمرة على الحدود وتنفيذ قواعد الاشتباك مع عدة عمليات كان قد أسفر عنها  ضبط 9 ملايين و300 ألف حبة مخدرة إضافة لأكثر من 25 ألف كف حشيش خلال العام الحالي .
الحدود الشمالية للمملكة شهدت حالة من الشد والجذب سيما بعد تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها بعد زيادة ملحوظة في عمليات التهريب والتسلل ، وعلى الرغم من تمكن القوات المسلحة من إحباط العديد منها لكن كان المقابل استشهاد عدد من نشامى حرس الحدود كان آخرهم الوكيل أول إياد النعيمي- رحمه الله -، بيد أن الحرب الأردنية لم تقتصر فقط على السم الأبيض بل تجاوز ذلك محاولات تهريب الأسلحة بأنواعها حتى بات التعامل عالمكشوف مع عصابات دولية لها أجندة تريد النيل من أمن وسلامة الحدود .
الرد الأردني الدبلوماسي كان صارما حيال أزمة تهريب المخدرات واستخدام المملكة كنقطة وصل لتفيذ أجندة البعض الخارجية عل حساب أمن الحدود والسلم المجتمعي والذي لن تنقضي تبعاته على دولة بعينها ، لكن بالنظر إلى الحوار والمحادثات الأردنية السورية التي انتهت بوعود من الأخيرة بإيجاد حلول للتهريب المستمر سيتضح أن الحل ما تم ولن يتم على طاولة حوار سياسية أو بروتوكولية لأن الأمر أشبه بمسألة حياة أو موت ما بين الإصرار الكبير على جعل الأردن ممرا للمخدرات وخطط الجيش لكبح جماح والوقوف بالمرصاد للمهربين.
وخلال العام الماضي يمكن اعتبار التعويل على عودة العلاقات مع الحكومة السورية وربطه بانخفاض عمليات التهريب على الحدود الشمالية أمر غير منطقي ، كون الأوضاع في الداخل السوري تحتم الاعتراف أنه لا يمكن لنظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على الوضع بشكل عام ، ليبقى التعويل أكثر على جهود القوات المسلحة وخططها في قنص وإفشال مساعي المهربين والمتسللين، إذ أنه مقابل كل محاولتين أو ثلاث يتم ضبطها تمر محاولة أو اثنتان، وهذا خطر وتهديد لأمننا القومي وسنوقفه" ، وفق تصريح سابق لوزير الخارجية أيمن الصفدي.
الحكومة السورية التي أبدت موافقتها على العمل بثنائية مشتركة مع الأردن لوقف حرب المخدرات التي ستلقي بظلالها على الجميع ، قالت في منتصف العام 2023 إنها ستساعد على تحديد مصادر إنتاج المخدرات وتهريبها ، مع العلم أن سوريا هي المصدر الأول للكبتاغون ويصنع فيها خصيصا لدول مجاورة ، ليزداد الأمر ويصبح أكثر انتشارا بعد اندلاع الحرب في العام 2011 .
الإنجاز الأهم في الحرب الأردنية على المخدرات تبلور في العام 2023، بمقتل واحد من أكبر تجار المخدرات وأكثرهم شهرة في الجنوب السوري والذي يدعى "مرعي الرمثان"، حيث أعلنت وسائل إعلام حينها عن مقتله باستهداف جوي لمبنى كان يتواجد فيه هو وأفراد من عائلته .
وعلى أية حال المملكة ستستمر في خوض الحرب على المخدرات وبوتيرة ستكون أعلى وأكبر مما سبق ، إذ من المتوقع أن تزاد عمليات التهريب الحدودية وفق بيانات وتصريحات للجيش، فيما ستتابع الأجهزة الأمنية كافة مهمتها في وأد أوكار المخدرات من خلال عمليات ضبط ومداهمة تتم بعد ترتيبات وتجهيزات بين الحين والآخر، وبهذا سيكون العام الجديد 2024 مدخلا لبداية حرب كبيرة على المخدرات وتهريب الأسلحة ستتضح حيثياتها بالتدريج .
تصميم و تطوير