افتتاح الدورة الـ26 لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى
أخبار دقيقة -
مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، افتتح وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، اليوم الأحد، الدورة السادسة والعشرين لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى، بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، سفيرة منظمة الأغذية والزراعة للنوايا الحسنة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.
وقالت سمو الأميرة بسمة بنت علي، في كلمة لها خلال حفل الافتتاح، إن الدورة تعكس الالتزام المشترك بالمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وتعزيز استدامتها للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأضافت أن الغابات والمراعي تلعب دورا مهما وحاسما في تحسين نوعية الحياة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعد موطنا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة والمهددة بالانقراض، ومصدرا للموارد الطبيعية، وعنصرا أساسيا لمكافحة التغير المناخي وتحسين جودة الهواء والماء.
وبينت سموها أن منطقة الشرق الأدنى تواجه تحديات بيئية كبيرة من التصحر، إلى نقص المياه وتدهور البيئات، ما يتطلب تعاونا دوليا مكثفا وإجراءات عاجلة للتصدي لهذه التحديات.
وأوضحت سموها أن الغابات والمراعي عناصر أساسية للبيئة والاقتصاد في منطقة الشرق الأدنى، وتستدعي الحاجة المستمرة للحفاظ عليها وإدارتها بعناية، للحفاظ على استدامة هذه الموارد الحيوية وتنميتها، داعية إلى العمل معًا من أجل تحقيق تنمية مستدامة للمحافظة على جمال وثروات الإقليم.
من جانبه، قال وزير الزراعة، إن الحديث عن الغابات والمراعي تزداد أهميته كلما شحت الموارد وتضاعفت التحديات، إذ أدرك العالم منذ عقود خطر التغيرات المناخية.
وأضاف أن انعقاد الدورة في عمّان يأتي استمرارا لجهود منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في استدامة وتنمية القطاع، وإدراكاً عميقاً من جميع الجهات أصحاب العلاقة بأهمية الموارد الطبيعية وواجب الأفراد والمؤسسات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وتحديدا الهدف الخامس عشر (الحياة في البر).
وأشار الحنيفات إلى أن رؤساء الدول اجتمعوا في أكثر من قمة لمواجهة أخطار لا تنحصر بالفيضانات والأعاصير وارتفاع درجات الحرارة والجفاف في سبل تخفيف حدة التغيرات وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية على المدى القصير والطويل، وبما يترجم حاجات الحاضر ويراعي حق الأجيال القادمة في العيش على هذا الكوكب المترابط المترامي.
ولفت إلى أنّ الغابات والمراعي بيئات بدأت حولها الحضارات منذ آلاف السنين، وهي أنظمة إيكولوجية حية وديناميكية تؤثر وتتأثر، وتوفر موئلاً للتنوع الحيوي، ومخزناً للطاقة والغذاء، وقاعدة للتوازن البيئي، ومتنفساً ومرعى ومصدراً لقوت البشر.
وأشار إلى أن البشرية كانت التهديد الأكبر لهذه الثروة الهائلة، ومصدراً للخطر المباشر وغير المباشر، تارة في قطع الأشجار وافتعال الحرائق والصيد الجائر، وتارة في تنفيذ أعمال التعدين، والزحف العمراني ومراكمة المخلفات الصناعية.
وبهذا الصدد، قال الحنيفات إن هذا الأمر يدفع الجميع إلى الدراسة والتحليل والإبداع والابتكار بشكل جماعي في المجالات كافة؛ رسماً للسياسات، ودعماً للمبادرات، وتنفيذاً للخطط والبرامج على المستوى الوطني والإقليمي على قاعدة تضمن الحماية والاستدامة والتنمية.
وبين أن الوزارة تعمل سنويا على المستوى الوطني بتنفيذ برامج ومشاريع للتحريج في عدة مواقع مختلفة التضاريس والمناخ، وسجلت شراكات متميزة مع مؤسسات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص، وتوسعت في إدخال التقنيات الحديثة (الحافظة المائية)، واستخدام المياه المعالجة والمستصلحة تكيفا مع تحديات شح المياه.
بدوره، قال نائب الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، سيرج ناكوزي، إن الخدمات التي تقدمها الغابات والمراعي لتعزيز سبل العيش والنظم البيئية والأمن الغذائي هائلة، لا سيما في ظل تهديد تغير المناخ.
وجاءت الدورة بتنظيم المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وتستمر ثلاثة أيام، بالتزامن مع الدورة الثالثة لمجموعة العمل المعنية بالغابات ونظم الزراعة المختلطة والمراعي في الأراضي الجافة.
يشار إلى أن انعقاد الدورة يصادف الذكرى الـ70 لتأسيس هيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى، التي أُنشئت عام 1953 انطلاقاً من إدراك البلدان الأعضاء الحاجة إلى وجود منتدى إقليمي للتداول وتبادل المعرفة والأفكار وتقديم المشورة بشأن قضايا الغابات والمراعي في المنطقة.
أما مجموعة العمل المعنية بالغابات ونظم الزراعة المختلطة والمراعي في الأراضي الجافة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، فقد أُنشئت في عام 2019 وتعقد اجتماعها كل عامين، والهدف من تأسيسها هو تطوير فهم شامل للغابات ونظم الزراعة المختلطة والمراعي في الأراضي الجافة وتعزيز اعتماد الممارسات الجيدة وتوسيع نطاقاها لحمايتها وإدارتها واستعادتها على نحو مستدام، مع تعزيز المرونة البيئية والاجتماعية والاقتصادية وسبل العيش المستدامة والمساهمة فيها.
وتناقش الدورة القضايا المتعلقة بقدرة الغابات والمراعي على الصمود في سياق تغير المناخ، وتدابير الصحة النباتية في مجال الغابات، والتمكين الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص المعتمدين على الغابات، والمجتمعات الرعوية الحرجية والرعوية الزراعية، فضلاً عن تعزيز تبادل المعرفة بين بلدان الجنوب لتحسين غابات الأراضي الجافة واستعادة النظم الزراعية الرعوية.
ويشارك في الدورة أكثر من 100 شخص، وحضور 60 ممثلاً من الجزائر، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، وقيرغيزستان، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا، وعُمان، وقطر، والسعودية، والصومال، والسودان، وسورية، وتونس، وتركيا، وأوزبكستان، (الذين شاركوا عبر الانترنت)، واليمن، و17 ممثلاً عن منظمات دولية عالمية وإقليمية.