الفرجات: تحديات باتت تلوح أمام المزارعين
أخبار دقيقة -
يعد وادي الأردن "سلة المملكة الغذائية" ورافد البلاد بالخضار والفواكه والأعلاف بأنواعها وعمود أمن المملكة الغذائي، إضافة إلى أنه يعد بأنشطته الزراعية وعملياتها مصدر دخل لآلاف الأسر الأردنية من المزارعين القاطنين فيه، بينما يوفر عشرات آلاف فرص العمل الناتجة عن عمليات الزراعة المختلفة وجني الثمار وتغليفها او تصنيعها كأغذية ونقلها وبيعها... إلخ، فضلا عن كونه يعد مصدرا للسلع التي تصدر للخارج وترفد المملكة بالعملة الصعبة.
جاء ذلك في تصريح للدكتور محمد الفرجات أستاذ جيولوجيا المياه والبيئة والاستكشاف الجيوفيزيائي في جامعة الحسين بن طلال، والذي شدد في حديث لـ مدار الساعة على الدور الحيوي والمهم والذي تقدمه الحكومة لإسناد هذا القطاع الحيوي المهم عبر وزارتي المياه والزراعة، وذلك أمام ما يواجهه المزارعون من تحديات باتت تلوح في الأفق نتيجة التغير المناخي من شح بالأمطار التي تغذي السدود، وتملح الخزين الجوفي وهبوط مستويات مياه الآبار مع الضخ الجائر، مع زيادة موجات الحر بالصيف والصقيع بالشتاء وآثار ذلك على إنتاجية التربة والمحاصيل كما ونوعا وجودة.
ويشير الفرجات إلى أهمية الدور الذي تقوم به وزارة الزراعة والجمعيات الزراعية والإرشادية في وادي الأردن، حيث تعمل على تنظيم عمليات إستخدام الأسمدة بشقيها الكيميائي والعضوي في العمليات الزراعية، وذلك لحساسية التربة والخزان الجوفي في المنطقة وعلى حد سواء، مما يخفف من مشاكل تملح التربة وتلوث وتملح الخزين الجوفي المائي في المنطقة، حيث أن الدراسات تثبت حساسية الخزان الجوفي هناك للتلوث، لوجود تتابع طبقي جيولوجي من الرواسب الفتاتية السميكة والتي تقع فوق طبقات كثيرة الصدوع، الأمر الذي يعكس الوضع الجيولوجي في جسم الصدع الخسفي العملاق لوادي الأردن.
وحول تملح المياه الجوفية في آبار وادي الأردن، فقد بين الفرجات بأن الطلب الكبير والمتزايد على المياه الجوفية في مناطق الأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية، كلها تزيد من تحدي التملح وزيادة المواد الذائبة في المياه، موضحا أحيانا وجود طبقات صخرية من الأملاح بالأعماق وكلما إقتربنا من البحر الميت، والتي تشكلت عن إنحسار وتبخر بحيرة اللسان التاريخية، والتي تقلصت لينتج عنها البحر الميت الحالي.
وأضاف الفرجات بالخصوص أعلاه بأن عمليات الخلط المائي بين مياه الآبار التي تري نسب ملوحة مرتفعة، يمكن خلطها لتخفيض الملوحة مع حصص المزارعين من قناة الغور الشرقية أو من مياه السدود وحفائر جمع الأمطار ومياه الينابيع المتوفرة في برك بلاستيكية قبل ري المزروعات.
وعن المياه المعالجة وإستخداماتها لعمليات الري في وادي الأردن، فيوضح البروفيسور الفرجات بأن كفاءة المعالجة في محطات التنقية التي تستخدم مياهها لعمليات الري عالية، وأن مختبرات وزارة المياه تقوم يوميا بفحص المياه المعالجة وإسقاطها على تراكيز الحدود المسموحة للري حسب توصيات منظمة الصحة العالمية WHO ومنظمة الزراعة والأغذية FAO، ويتم وفقا للفرجات فحص المياه فيزيائيا وكيميائيا وجرثوميا، وتستخدم غالبا لري البرسيم والشعير والأعلاف والأشجار الحرجية.
هذا وأشار الفرجات إلى أهمية وضع سيناريوهات تستشرف القادم في ضوء الشح المائي في وادي الأردن، بجانب مخاوف نقص الغذاء عالميا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك آثار التغير المناخي، وذلك لوضع حلول واقعية بهدف إستدامة وإستمرار قطاع الزراعة الأردني بكل مكوناته، داعيا إلى إقامة مدن زراعية في الصحراء الشرقية تستفيد من المياه الجوفية العميقة وبتقنيات الزراعة الذكية في الصحراء، إضافة إلى الاستفادة من أراضي وادي عربة الجنوبي لذات الغاية وبالاعتماد على نواقل مخصصة من مياه خليج العقبة لغايات التحلية وبالطاقة الشمسية، مع إستخدام أنظمة الري الذكية ذات الكفاءة العالية