البطاينة: متفائل بحكومة حزبية بعد انتخابات 2024
أخبار دقيقة -
عدد الأحزاب بات واضحا ممن تمكّن من تصويب أوضاعه، أو تأسيس حزب جديد، لكنه بطبيعة الحال ليس نهائيا، فقد يزداد هذا العدد، أو ينخفض، ذلك أن المرحلة القادمة للبلاد حزبية بامتياز، سواء كان على الصعيد السياسي وهو الأساس أو على كافة الأصعدة الأخرى، والتي سيكون بها الحزب حاضرا برلمانيا وحكوميا وفي الجامعات وتفاصيل الحياة كاملة.
أطّرت التشريعات الإصلاحية الحضور الحزبي، ليكون جزءا أساسيا في المشهد السياسي، بدءا من البرلمان وصولا للحكومة؛ الأمر الذي يجعل من العمل الحزبي اليوم أحد أهم تفاصيل المشهد المحلي، وقوفا على ما تقوم به الأحزاب من ترتيبات داخلية، وأبرز الملفات التي تتبناها أو تعتزم تبنيها، ورؤيتها للحضور الشبابي والنسائي بالحياة الحزبية، وبطبيعة الحال استعداداتها لخوض الانتخابات النيابية القادمة التي ستحضر بها الأحزاب كلاعب أساسي.
جريدة «الدستور» وحرصا منها على متابعة واقع الأحزاب المرخّصة والمسجّلة في سجلات الهيئة المستقلة للانتخاب، بدأت بإجراء سلسلة لقاءات موسعة مع الأمناء العامين للأحزاب للوقوف على رؤيتهم للمشهد السياسي اليوم، واستعداداتهم لخوض الانتخابات النيابية القادمة، وأبرز ملفاتهم التي يحملون على عاتقهم تنفيذها، وتفاصيل كثيرة أصبحت اليوم أساسا لمراحل قادمة، ستشكل واقعا سياسيا مختلفا، عنوانه التحديث السياسي الذي كان خطوة الوطن الأولى لبدء المئوية الثانية من تأسيسه.
وضمن سلسلة اللقاءات التي أطلقتها «الدستور» لقاؤنا اليوم مع الأمين العام لحزب «إرادة» نضال البطاينة، الذي أكد ضرورة التركيز خلال المرحلة الحالية وبعدما انتهت فترة ترخيص الأحزاب وتصويبها على الجانب التوعوي والتثقيفي، حيث ما تزال جهود هذا الجانب متواضعة، ناهيك عن وجود فوبيا حزبية عند عدد من المواطنين رغم كل التطمينات.
البطاينة الذي استمر لقاؤنا معه لأكثر من ساعة، تناول وصفة حزبية من نوع مختلف، تركّز على عدم الاكتفاء بما حدده القانون من نسب للشباب والمرأة، إنما منحهما مواقع متقدمة بالحزب لكافة مجالسه ولجانه، ولم يستبعد أن يكون الأمين العام لإرادة مستقبلا سيدة، في حين رأى أن الحزب بحاجة لمناصرين أكثر من حاجته لأعضاء حتى يتمكن من الحصول على مقاعد مؤكدة في مجلس النواب، معلنا أن إرادة بعد أربعة أشهر سيكون برنامجه جاهزا بأولوياته، وسوف نجول به على كافة المحافظات حتى نستمزج المواطنين بشأنه.
واقع المشهد السياسي واهتمام جلالة الملك بالتحديث السياسي، وماذا ينتظر الأحزاب بعد انتهاء مرحلة تصويب وتأسيس الأحزاب، وواقع المرأة والشباب في المشهد الحزبي، استعداد الأحزاب للانتخابات النيابية، وهل ستشكّل الانتخابات مرحلة حسم لبعض الأحزاب في بقائها من عدمه، وغيرها من التفاصيل التي كانت محور حديثنا الخاص مع الأمين العام لحزب إرادة نضال البطاينة التالي نصه:
اهتمام ملكي بالتحديث السياسي
- بعدما بدأت قاطرة الأحزاب السير في دربها نحو حياة حزبية مختلفة، كواحدة من أهم ثمار التحديث السياسي، كيف ترون واقع المشهد السياسي الآن؟.
- البطاينة: حتما نحن نسير لتحديث سياسي مختلف متطوّر، إيجابي، وجّه به جلالة الملك، وتابعه شخصيا.
ولكن للأسف لا يزال المشهد العام يعاني ضعفا بالوعي حول «ماذا يعني الحزب»، ويقابل ذلك أيضا تواضع الجهود بالتوعية، ولا تتناسب مع ما يصبو اليه جلالة الملك عبد الله الثاني، نحن الآن في معركة وعي، فالمواطن لا زال يخاف الأحزاب بالرغم من كافة التطمينات، ورغم أن هذا الخوف يتناقص يوما بعد يوم، لكن واقع الحال يشير لوجود الفوبيا الحزبية عند بعض المواطنين.
التوعية أساس جولات «إرادة»
- برأيكم الجانب التوعوي، على من يقع عاتقه، هل هو دور الأحزاب اليوم، أم جهات أخرى، في ظل حديثكم عن ضعف التوعية الحزبية؟.
- البطاينة: التوعية مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، رسميا وشعبيا وحزبيا، وللأسف ما تزال الجهود المبذولة بهذا الجانب ليست بالمستوى المطلوب.
نحن في حزب «إرادة» نسعى في كافة لقاءاتنا وجولاتنا لتوعية المواطنين في عمان والمحافظات بواقع الأحزاب الجديد، ونحن معدّل الوقت للقاءاتنا مع المواطنين يصل لأربع ساعات، بالغالب تكوت ثلاث ساعات منها تثقيفية، ومن ثم حوار، ونتحدث عن حزب إرادة مدة لا تتجاوز النصف ساعة، فنحن نحرص على هذا الجانب بكافة لقاءاتنا.
المواطن ما يزال بحاجة للتوعية، وكذلك لتوضيح أن عدد المقاعد الحزبية في مجلس النواب ستكون على الأقل (41) مقعدا، بمعنى أن الأحزاب ستصل للمجلس النيابي من خلال القائمتين المحلية والعامة، هذا الذي ما يزال عدد من المواطنين لا يعلمه بشكل دقيق، وما زلنا نسمع آراء تتحدث عن قائمة للأحزاب والأخرى لغير الأحزاب، وهذا الجانب بحاجة للكثير من التوعية والشرح وهو ما نقوم به في كافة جولاتنا.
البرنامج الحزبي يجب أن يكون شاملا
- هل يمكننا معرفة أبرز ملفات حزب إرادة التي يركز عليها وستكون برنامجه القادم الذي يتبنى تنفيذه؟.
- البطاينة: دعيني بهذا الإطار أقول بداية الحزب الذي لا يتبنى برنامجا عاديا وليس شاملا ولن يكون لجميع مناحي الحياة هذا حزب غير جدير بأن يشكل حكومة حزبية، والحزب الذي لا يسعى للحكومة وتشكيلها هذا ليس حزبا، فهذه تكاملية يجب الأخذ بها من كل حزب يسعى لأن يكون جزءا رئيسيا وفاعلا في منظومة التحديث السياسي.
وفيما يتعلق بالملفات التي يتبناها حزب إرادة، سنركز على أولويات قضايا المواطنين وهي «فقر، بطالة، تعليم، وصحة» ستكون لها الأولوية، في حين ستكون كافة القضايا الأخرى ضمن برامجنا.
لم نبدأ بأي عمل انتخابي حتى الآن
- هل بدأتم باتخاذ إجراءات استعدادا لخوض الانتخابات النيابية المقبلة؟.
- البطاينة: لا، لم نبدأ بعد، فهناك برامج كثيرة تسبق تحركنا بهذا الإطار، ويجب هنا أن أقول أحد أهم أهداف «إرادة» نحن عندما بدأنا بتأسيس الحزب عقدنا النية أن «إرادة» لما لا نهاية وليس فقط لفترة الانتخابات، وصراحة لم نبدأ أي عمل انتخابي حتى الآن، فالانتخابات مرحلة وليست أساسا للعمل الحزبي.
حتى الآن لم نبدأ العمل بهذا الجانب ولن يكون، فمن الخطورة بمكان أن نبدأ ببحثه الآن قبل وجود معايير واضحة وشفافة على طاولة الحزب لجميع أعضاء الحزب، لاختيار المرشحين عن الحزب سواء محلي أو عام، واعتقد ان كثيرا من الأحزاب سوف تنتهي عند تشكيل قوائمها الانتخابية، وحتى قبل ذلك، لذلك نحن الآن نسعى للسيطرة على هذا الجانب بالشفافية وعدم خوض حوارات انتخابية بغرف مغلقة.
نحن نناقش كل أمورنا على طاولة الحزب، وحتى اللحظة حزب إرادة لم يعد أي شخص بترتيب على قائمة انتخابية.
بعد أربعة أشهر من الآن سيكون برنامج الحزب جاهزا بأولوياته، وسوف نجول به على كافة المحافظات حتى نستمزج المواطنين بشأنه، سعيا للحصول على مناصرين وليس منتسبين فالعبرة بقوة الأحزاب مناصريها وليس منتسبيها، نحن الآن (6) آلاف منتسب للحزب، حتى نتمكن من أن يكون للحزب نائبان أو ثلاثة في مجلس النواب يجب أن يصل هذا العدد إلى (100) ألف، بالتالي نحن بحاجة لمناصرين.
المرأة والشباب
- كيف تقيمون واقع المرأة والشباب في المشهد الحزبي، في ظل حديث أحزاب عن صعوبة استقطاب الفئتين للأحزاب؟.
- البطاينة: المرأة نواجه معها صعوبة أكثر بكثير من الشباب، فبعض النساء ما تزال تحتاج وقتا للموافقة على الانضمام للحزب، كما تحتاج موافقة أسرتها، وهذا الأمر يجعلنا نواجه صعوبة في اقناع المرأة بالانضمام للعمل الحزبي.
في حين أن الشباب على العكس بات يبحث عنك لتحدثه عن الحزب، ونحن في إرادة تلقينا الكثير من الدعوات للتعريف بالحزب في نواد وفعاليات شبابية، فلم يعد الشباب يعزفون عن العمل الحزبي، ولدينا نسبة كبيرة منهم تملك ثقافة ووعيا سياسيا.
وفي هذا الإطار أرغب بالتأكيد على أهمية المرأة والشباب في العمل الحزبي، ومن وجهة نظري يجب أن لا نكتفي بالحديث عن دورهم بل منحهم صلاحيات ومواقع في الأحزاب، نحن في إرادة الشباب نسبتهم (42 %)، والمرأة (28 %)، والمهم في الأمر ان مساعد رئيس المجلس الوطني شاب عمره 25 سنة، والأمين العام المساعد شاب عمره 25 سنة، والأمانة العامة للحزب نسبة الشباب تتجاوز 50 %، وأحد نواب الأمين العام سيدة، وأتوقع ان تكون يوما ما الأمين العام له، بمعنى أنه يجب ان نمنح الدور للشباب والمرأة، وأن لا نكتفي بالحديث عن دورهم.
نقل ملف الأحزاب الى «المستقلة للانتخاب»
** الدستور: هل ترون أن نقل ملف الأحزاب للهيئة المستقلة للانتخاب خطوة إيجابية ولصالح العمل الحزبي؟.
- البطاينة: بالطبع، عمليا نقل ملف الأحزاب للهيئة المستقلة للانتخاب خطوة إيجابية ولصالح العمل الحزبي، وسيكون لذلك مردود على طبيعة العمل الحزبي بشكل كامل.
تفاؤل بحكومة حزبية
** الدستور: هل ترون أن تشكيل الحكومة البرلمانية بات قريبا؟.
- البطاينة: أنا متفائل بأن بعد الانتخابات النيابية عام 2024 أن تكون في الأردن حكومة حزبية، وأرغب بقول حزبية وليس برلمانية، وحتما يتطور مفهومها وممارستها وتطبيقها كل دورة عن سابقتها، فانتخابات 2028 ستكون مختلفة عن عام 24، ستكون أكثر نجاحا، وبالطبع رئيس الوزراء ليس بالضرورة أن يكون حزبيا.
الملك شكّل لجنة مثلت الطيف السياسي
- هل تعتقدون أن تقرر بعض الأحزاب عدم خوض الانتخابات النيابية؟.
- البطاينة: من يفكر بعدم خوض الانتخابات هو «عدمي»، فلماذا وقد شكل جلالة الملك اللجنة الملكية للتحديث السياسي مثلت الطيف السياسي بكافة مكوناته في الأردن، والجميع خرج ووافق على المخرجات التي شاركت بها كافة الألوان السياسية، بالتالي من لا يخوض الانتخابات هذه تسمى عدمية، وحزب ليس له لون سياسي، وبالطبع يمكن ان نجد أحزابا لن تشارك بالانتخابات.
تحديات
- ما أبرز التحديات التي تواجه عملكم الحزبي؟.
- البطاينة: التمويل، والوعي، وفي موضوع الوعي تحديدا هناك جهود تبذل من إرادة كبيرة جدا، ولا يكاد يوم يمر دون أن نقوم بجولة في المحافظات لغايات التوعية الحزبية، فما تزال تواجهنا صعوبة عدم المعرفة بقانون الأحزاب ولو بالحد الذي يلغي فكرة الخوف من الحزب هذا الجانب الذي وفّر الحماية به القانون، وهناك من يطلب ضمانات غريبة وصعبة، كل هذا يجعل من موضوع التوعية صعبة حتى هذه اللحظة.