استنفار “إسرائيلي” كبير بالقدس وتحشيد مقدسي لإفشال “مسيرة الأعلام”

{title}
أخبار دقيقة -

استنفرت “إسرائيل” كل منظومتها الأمنية والعسكرية، لتأمين “مسيرة الأعلام” في مدينة القدس المحتلة، المقررة يوم الخميس، مما يعكس حالة الخوف والتخبط التي تعيشها، خشية من ردة فعل المقاومة الفلسطينية، وإطلاق الصواريخ سواء من قطاع غزة أو جبهات أخرى.

وعززت شرطة الاحتلال صباحًا من انتشارها في المدينة المقدسة، وتحديدًا في البلدة القديمة ومحيطها، ودفعت بالآلاف من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة، و”حرس الحدود”، والخيالة، وحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية، استعدادًا للمسيرة الاستفزازية. ونصبت القوات الحواجز العسكرية على مداخل البلدة القديمة وأزقتها، وأغلقت بعض الطرقات والشوارع الرئيسة، والتي ستمر منها المسيرة وفق مسارها المخطط له، كما أجبرت أصحاب المحلات التجارية في شارع الواد بالبلدة على إغلاق محلاتهم. وطالبت بلدية الاحتلال في القدس، من خلال إعلان وضعته على أبواب المنازل والمحال التجارية في محيط البلدة القديمة، المقدسيين بضرورة إخلاء مركباتهم من شارع السلطان سليمان، وموقف السيارات في باب العامود وسوق الفلاحين. وجاء في الإعلان أنه يُمنع تواجد المركبات في هذه المناطق بدءًا من الساعة السادسة من صباح اليوم وحتى العاشرة ليلًا، رغم أن أهالي البلدة القديمة يعتمدون بشكل أساسي على المناطق المذكورة في ركن مركباتهم، لتعذر دخولها إلى كثير من الحارات العتيقة. وقالت وسائل إعلام عبرية إن شرطة الاحتلال أكدت هذا الصباح أن المسيرة ستمر كما هو مخطط لها، وفق مسارها المعتاد، وستدخل عبر باب العامود والبلدة القديمة وصولًا إلى حائط البراق. ونفت الشرطة بأن يكون هناك مخطط يسمح للمسيرة بالدخول للمسجد الأقصى المبارك. وبحسب موقع “واي نت” العبري، فإن هناك حالة استنفار في أوساط المنظومة الأمنية الإسرائيلية خشية من أي سيناريوهات، مثل وقوع مواجهات في البلدة القديمة، أو إطلاق صواريخ من غزة، أو محاولة تنفيذ هجمات. ويشارك في المسيرة الاستفزازية وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير. في المقابل، يُواصل الحشد المقدسي والفلسطيني لمواجهة “مسيرة الأعلام”، عن طريق تعزيز الرباط والتواجد في البلدة القديمة، ولاسيما في منطقة باب العامود، التي ستشهد رفع لأعلام الاحتلال، وأداء أغان ورقصات تلمودية، واستفزازات ضد المقدسيين. ومن ضمن الجهود، أعلن الحراك الشبابي الشعبي في القدس، يوم الخميس يومًا للعلم الفلسطيني للتصدي لـ”مسيرة الأعلام” في ساحة باب العامود من بعد الظهر، وأن تكون كل ساحات فلسطين والخارج معهما. الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات يؤكد أن مدينة القدس مدينة موحدة عربيًا وإسلاميًا ومسيحيًا، لا وجود للاحتلال ومستوطنيه فيها حضاريًا وثقافيًا وانتماءً وهوية. ويقول عبيدات: إن الاحتلال يحاول من خلال مسيرة الأعلام، فرض الاحتلال السيادة والسيطرة على المدينة، من خلال مسيرة الأعلام، وتغيير الواقع الديني والسياسي والقانوني، وتكريس التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى”. ويضيف “من يتحدث عن سيادة وسيطرة زائفة في القدس لا يحشد أكثر من 3 آلاف جندي وقوات خاصة ومستعربين وطائرات مسيرة، ونصب لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي، مقلاع داوود، ومنظومة القبة الحديدية، واستخدام التكنولوجيا، بالإضافة إلى حملة الاعتقالات والإبعاد عن القدس القديمة والأقصى”. ووفق عبيدات، فإن كل هذه الإجراءات الإسرائيلية قبيل “مسيرة الأعلام”، تؤكد أن حكومة الاحتلال تعيش حالة من الخوف والرعب، وأن بنيامين نتنياهو يريد بهذا الاتجاه، تصدير أزماته الداخلية، ومحاولة استعادة قوة وهيبة الردع، بعد العدوان الأخير على قطاع غزة. ويرى أن نتنياهو يريد استعادة شعبيته، لأنه يدرك أن حكومته ذاهبة نحو التفكك من شركائه، وخاصة بعد استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع حزب “الليكود”، كما أنه يريد إضعاف تصاعد قوة المعارضة الإسرائيلية. ومن وجهة نظر عبيدات، فإن إقدام أعضاء كنيست على أداء ما يُسمى النشيد الوطني “الإسرائيلي” “هتيكفا” بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، ومحاولة النفخ بالبوق، يؤشر إلى أننا أمام تصعيد إسرائيلي غير مسبوق قد يجري في ساحة باب العامود. ويؤكد أن المقاومة في قطاع غزة والخارج تُراقب ما يجري في القدس، وربما قد تندفع الأوضاع نحو انفجار أوسع وأشمل لما كانت عليه معركة “سيف القدس” عام 2021، في حال اقتحام آلاف المتطرفين المسجد الأقصى عبر باب الأسباط. ويضيف أن “المطالبة باقتحام الأقصى عبر باب الأسباط يشكل تطورًا نوعيًا خطيرًا، ومحاولة لفرض سيطرة كاملة على كامل المنطقة الشرقية للمسجد، وبالتالي فإن فصائل المقاومة لن تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ذلك”.
تصميم و تطوير