الصفدي ونظيرته الألمانية يعلنان عن اجتماع لمجموعة ميونخ الشهر المقبل

{title}
أخبار دقيقة -

دقيقة اخبار - أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ووزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الاثنين، أن برلين ستستضيف الشهر المقبل اجتماعاً لمجموعة ميونخ في سياق الجهود المستهدفة إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.

وأكد الوزيران، في تصريحات صحافية مشتركة بعد محادثات رسمية ركزت على العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية، أن الأردن وألمانيا يريان في مجموعة ميونخ، التي تضم أيضاً مصر وفرنسا، منبراً مهما ومكملاً للجهود التي انطلقت في العقبة لوقف التدهور نحو العنف وإيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل هدفا مشتركاً. وخلال المحادثات التي تناولت أيضاً الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية، بحث الوزيران سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عبر مزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والدفاعية والتعليمية. واستعرض الوزيران فرص زيادة التعاون في قطاعات المياه والطاقة المتجددة، حيث تمثل ألمانيا أحد أكبر الداعمين للأردن في هذه القطاعات. ووضع الصفدي نظيرته الألمانية في صورة برامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي أطلقتها المملكة. وفي ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد الصفدي موقف الأردن الثابت في الدعوة إلى وقف الحرب واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية. وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب اللقاء، أشاد الصفدي بالروح الإيجابية التي طغت على المحادثات التي أجراها ونظيرته الألمانية. وأضاف "ما تحدثنا به اليوم هو حديث بين شركاء، بين دولتين يعملان معاً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا ". وأكد الصفدي أن ألمانيا شريك أساسي للمملكة، وثمن العلاقة الاستراتيجية والصداقة المتينة التي تربط المملكة وألمانيا اللتين يحتفلان هذا العام بمرور سبعين عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما. وشكر الصفدي نظيرته الألمانية على الدعم الذي تقدمه ألمانيا للعملية التنموية في الأردن ولمساعدته على مواجهة التحديات الاقتصادية وتبعات الأزمات الإقليمية. وأشار الصفدي إلى الدور الرئيس الذي تقوم به ألمانيا في دعم اللاجئين السوريين في الأردن والمنطقة. كما أكد أيضا أهمية الدعم الذي تقدمه ألمانيا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأنروا)، حيث أنها أكثر دولة داعمة لها. وشدد الصفدي على أن ألمانيا تعتبر شريكاً أساسياً للمملكة في جهود تحقيق الأمن والاستقرار وتجاوز التحديات الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية. وقال إنه في الوقت الذي غابت فيه آليات العمل الفاعلة للإسهام في إبقاء العملية السلمية حيّة، كانت مجموعة ميونيخ هي الوحيدة التي تعمل بشكل مؤسسي ومنهجي مكثف. وزاد الصفدي "نحن نعمل مع ألمانيا بشكل مكثف للحؤول دون المزيد من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وحذر "نحن أمام مفترق، إما أن نسمح للعنصريين والمتطرفين بصياغة المسار المستقبلي وهذا مسار سيأخذنا بالتأكيد للمزيد من الصراع والمزيد من العنف، نحو الكارثة، وإما أن نعمل معاً، نحن من يريد السلام، من أجل وقف هذا التدهور ومن أجل التهدئة ومن أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لإعادة البدء بمفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لحل الصراع". وأكد الصفدي استمرار التواصل والتنسيق مع ألمانيا حول الجهود التي يقوم بها الأردن لوقف التدهور، بما في ذلك اجتماع العقبة الذي كان أول انخراط سياسي أمني فلسطيني إسرائيلي بمظلة إقليمية دولية منذ أكثر من 10 سنوات. وشدد الصفدي على أن كل الجهود السياسية لن تحقق الأمن والسلام إذا لم تترجم على الأرض بوقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدفع باتجاه العنف. وزاد الصفدي "اتفقنا على أن نستمر في التنسيق معاً عبر اجتماع مجموعة ميونخ في برلين في وقت قريب جداً لنحافظ على الزخم ولنعمل معاً من أجل الوصول إلى هدفنا الرئيس وهو تحقيق الأمن والاستقرار وحل الصراع على أساس حل الدولتين". وأكد الصفدي أن "العنف لن يتوقف إلا إذا توقفت أسبابه، وأسبابه الرئيسة هي الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تتمثل في توسعة الاستيطان وفي مصادرة البيوت وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، وفي عدم احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية." وشدد الصفدي على الدور الخاص للمملكة في ضوء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعلى أن حماية هذه المقدسات هي أولوية أساسية لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي يكرّس كل إمكانات الأردن من أجل الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات والحفاظ على الأمل بالسلام والحؤول دون تفجر العنف الذي سيدفع الجميع ثمنه. وزاد الصفدي "نعمل معاً في إطار شراكة واضحة، نعمل معاً نحو هدف واحد وهو إبقاء الأمل حياً بجدوى العملية السلمية، سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل الذي هو حق لكل شعوب المنطقة." وأضاف "السلام لن يتحقق إذا ما لم تقم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية". وفي رد على سؤال حول التصريحات التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلية أخيرًا والتي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني من منبر يحمل خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وفلسطين، أكد الصفدي إدانة هذه التصريحات العنصرية وضرورة تصدي المجتمع الدولي لها. وقال "هذه التصريحات عنصرية تحريضية متطرفة، أنكرت وجود الشعب الفلسطيني، أنكرت هويته، أنكرت ثقافته، أنكرت حضارته، وكل ذلك من منبر احتوى خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وتضم المملكة الأردنية الهاشمية". وحذر الصفدي من خطورة السماح لهذا الفكر العنصري أن يحدد المسار المستقبلي لأنه لن يقود إلا إلى المزيد من الصراع والتوتر. وثمّن الصفدي الموقف الواضح من المجتمع الدولي، وموقف ألمانيا الذي رفض مثل هذه العنصرية ورفض مثل هذا التحريض، ورفض هذا التطرف، وأكد على ضرورة احترام القانون الدولي واحترام حق جميع الشعوب في الحياة. وقال الصفدي "اتخذنا الموقف الذي نعتقد أنه كان رداً لازماً على هذه التصريحات العنصرية، نتابع الأمور ونتعامل مع كل حدث وفق ما يحقق أهدافنا في حماية مصالح المملكة الأردنية الهاشمية، إسناد الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه كاملةً، وحماية حق شعوب المنطقة في العيش بأمن وسلام واستقرار". وأعاد الصفدي التأكيد على موقف المملكة الداعي إلى إنهاء الأزمة السورية، لا إدارتها، لأن انعكاسات ذلك كارثية على الشعب السوري وعلى المنطقة برمتها. وأشار إلى المبادرة الأردنية التي تؤكد على ضرورة وجود دور عربي قيادي ينخرط مباشرة مع الحكومة السورية للتدرج في حل الأزمة وفق مبادرة الخطوة مقابل الخطوة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ومع الشركاء. وزاد الصفدي "منطقتنا تعاني من تحديات كبيرة تنعكس تبعاتها ليس فقط علينا ولكن أيضاً على جيراننا وأصدقائنا في أوروبا، وبالتالي ثمة منطق واضح في أن نعمل معاً من أجل معالجة هذه التحديات وتجاوزها وتجاوز تبعاتها". وأكد أن برلين محطة أساسية بالنسبة للمملكة وفي عملية التنسيق والتشاور، كون ألمانيا تعمل بمنهجية واضحة ودورها كبير ومؤثر.
تصميم و تطوير