لقاء لمنتدى الفكر العربي حول التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس

{title}
أخبار دقيقة -

عقد منتدى الفكر العربي لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه أستاذ التاريخ في جامعة اليرموك د.رياض ياسين حول مضامين كتابه "التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس"، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية وعضو المنتدى د.علي محافظة، نائب المدير العام لمؤسسة القدس الدولية في بيروت الأستاذ أيمن زيدان، ورئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية الأستاذ هشام يعقوب، وأستاذ التاريخ في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور لؤي بواعنة، وعضو المجلس الاستشاري اليمني وعضو المنتدى الأستاذ عبد الحميد سيف الحدي، وحضر اللقاء عدد من الباحثين والمهتمين.

تناول المُحاضِر د.رياض ياسين التطور التاريخي لمدينة القدس من الناحية التاريخية والسياسية والدلالات السياسية لكثير من الأحداث المهمة التي مرت على مدينة القدس، كما تحدث د.ياسين عن تاريخ القدس القديم، ولاسيما مع نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، والأقوام والشعوب التي سكنتها منذ العصر الكنعاني إلى فترة الاحتلال البريطاني عام 1917. وأشار د. ياسين إلى الدور الأردني في القدس من خلال قراءة سياسية تحليلية، ولا سيما بين العامين 1948 و1967، مركزاً على مكانة المقدسات والمسجد الأقصى، ومفهوم "الوضع القائم" الذي يعني حصرية الإدارة الإسلامية للأقصى، وسعي الاحتلال إلى نسف هذا المفهوم، وفرض سيطرته الكاملة على الأماكن المقدسة. أوضح المُحاضر د.رياض ياسين التطور التاريخي لمدينة القدس من الناحية التاريخية والسياسية والدلالات السياسية لكثير من الأحداث المهمة التي مرت على مدينة القدس، والمكانة الدينية والعربية التي تمتاز بها القدس، وأهمية موقعها تاريخياً، كما أشار إلى أهمية تعزيز عوامل الوحدة والعمل العربي المشترك لمواجهة الأخطار التي تهدد هذه المدينة المقدسة، والعمل على دحض الروايات المزعومة حولها، وتقديم دراسات علمية رصينة تعتمد على الأدلة الموضوعية والتوثيق العلمي والتاريخي والحضاري للمدينة. وأشار د.ياسين إلى الدور التاريخي للأردن والوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من خلال قراءة سياسية في ظل التحولات الإقليمية والدولية، ولا سيما بين العامين 1948 و1967، ومسألة القدس في ضوء الاتفاقيات مستعرضاً أبرز القرارات الصادرة عن المنظمات الدولية حول القدس، ومفهوم "الوضع القائم" الذي يعني حصرية الإدارة الإسلامية للأقصى، مبيناً سعي الاحتلال إلى نسف هذا المفهوم، ومحاولاته فرض سيطرته الكاملة على الأقصى والأماكن المقدسة. وتحدث د.ياسين عن الدراسات السابقة التي تناولت تاريخ مدينة القدس من خلال توظيف الصراع القائم عليها على أسس دينية وعقائدية وإنكار التاريخ السياسي والحضاري للمدينة، كما رصد د.ياسين التطورات التي حصلت في العهود الإسلامية بدقة كالعهدة العمرية وبناء الصخرة المشرفة والتطورات التي شهدتها المنطقة في العصر العباسي. وتناول د.ياسين أسماء مدينة القدس عبر التاريخ، ليخلص إلى أن اسم "أورشليم" ليس دينياً، إنما هو اسم له دلالة دنيوية حضارية أطلقه اليبوسيون العرب على القدس، ثم اقتبسه اليهود بعد اقتحامهم المدينة، بهدف إعطائه صبغة دينية تخصهم، وذلك بعد أن أكد د.ياسين أن القدس نشأت باعتبارها مدينة يبوسية كنعانية خالصة، ذات أصول عربية، وهم الذين أقاموا ملكاً لأول مرة في التاريخ بعد خروجهم من جزيرة العرب عام 2500 قبل الميلاد، مؤكداً أن حكم اليهود للقدس لم يدم سوى 73عاماً طوال تاريخ المدينة الممتد لأكثر من خمسة آلاف سنة. وأشار د.علي محافظة  إلى أن الأردن يمارس مسؤوليته تجاه القدس وحماية المقدسات انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها منذ أيام الشريف الحسين بن علي، وأنه قدم الكثير من التضحيات في سبيلها، وأن للقدس تاريخ حافل نال عبر السنوات الماضية اهتماماً كبيراً من قبل رجال الفكر والدين والسياسة، مؤكداً أن على الأكاديميين والباحثين العرب المتخصصين بتاريخ القدس وبلاد الشام تتبعه منذ أقدم العصور ومعالجة الأخطاء المتداولة في تاريخ القدس والتي كتبت بحسب التوجهات والأهواء السياسية . وأوضح الأستاذ أيمن زيدان أن القضية الفلسطينية قضية عربية مصيرية، ومسؤولية محلية وإقليمية ودولية، وأنه ينبغي العمل على إعادة صياغة الخطط والآليات الموضوعة وإعداد استراتيجية واحدة لدعم المرابطين في القدس، وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للشعب الفلسطيني ليصمد على أرضه، مشيراً إلى ضرورة تعزيز دور الوصاية الهاشمية المتمثلة بوزارة الأوقاف ومجلس الأوقاف بالقدس، ومؤكداً ضرورة استمرار مواجهة المحاولات والممارسات الإسرائيلية التي ترمي إلى تهويد القدس، والتعامل بوعي مع الصراع القائم على أرضها اليوم ومجابهة النفوذ السياسي الصهيوني، تأكيداً للحيلولة دون طمس هويتها العربية الإسلامية  والحفاظ على قيمتها الدينية والتاريخية. وأكد الأستاذ هشام يعقوب أن صراع الروايات المزعومة للوجود اليهودي في القدس لا يقل أهمية عن الصراع والمقاومة على أرض الواقع، وأن هذه الروايات تكتب بحسب توجهات المحيط السياسي، ذلك أن المؤرخين الصهاينة هم من كتبوا الرواية المتعلق بمدينة القدس بناءً على توجهاتهم وأهوائهم، وذلك في محاولة منهم لطمس أي هويات تاريخية وأثرية غير يهودية وجدت في المدينة، كما بَيّنَ الأستاذ يعقوب الدور الذي قامت به بريطانيا في تيسير أعمال التهويد إبان فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، مؤكداً أن عروبة القدس وهويتها الإسلامية ثوابت أساسية وتاريخية منذ آلاف السنين. وقال د.لؤي بواعنة: إن الكتابة عن مدينة القدس والمقدسات بموضوعية وشمولية في الطرح وبتحليل واعٍ وفق منهج علمي رصين شكل من أشكال الدفاع عنها، ووجهاً مهماً من أوجه التصدي للاحتلال، وتثبيتاً لأهلها على الأرض، وحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها ضد الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال حول أحقية المدينة في فلسطين، وأضاف د.بواعنة أننا بحاجة اليوم إلى مؤلفات تتحدث عن القدس وتؤكد هوية المدينة وأطوارها التاريخية، وتوضح كيف تشكلت هويتها العربية الإسلامية عبر العصور المختلفة أكثر من الكتابة عنها كسرد تاريخي عام. ودعا الأستاذ عبد الحميد سيف الحدي إلى تعزيز ودعم التنسيق بين السلطة الفلسطينية والأردن صاحب الولاية في حماية الأماكن المقدسة من أعمال التهويد التي يقوم بها الصهاينة، مشيراً إلى أن المفكر العربي يحتاج إلى كتب ومصادر موثوقة تتحدث عن القدس بناءً على المعرفة الحقيقية بتاريخها، وذلك لمعرفة الأدوات التي ينبغي استخدامها لحماية تاريخ القدس والمقدسات. هذا وجرى نقاش موسع بين المتحدثين في اللقاء والحضور حول القضايا التي طُرحت. يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.
تصميم و تطوير