خبراء وأكاديميون يناقشون كيفية استثمار الرقمنة لصالح مجتمعاتنا ومدننا

{title}
أخبار دقيقة - دقيقة اخبار

عقد منتدى الفكر العربي لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه رئيس جامعة روتشستر في دبي الدكتور يوسف العساف حول مضامين كتاب "عهد رقمي جديد: كيف نستثمر الرقمنة لصالح مجتمعاتنا ومدننا" الذي قام بتأليفه بالتشارك مع الأستاذ باس بورسما، وشارك بالمداخلات في اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى الدكتور محمد أبو حمّور، كل من مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي بالإمارات الدكتور سعيد الظاهري، وخبير التدريب والتطوير في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في دبي الأستاذ صالح سليم الحموري، ومترجم الكتاب إلى العربية ومدير عام دار الفكر العالمي للدراسات في الأردن الدكتور منير الحوراني.

  بين المُحاضِر د.يوسف العساف أن عملية التحول الرقمي هي رحلة متواصلة ليس لها نهاية، وتتطلب الفهم الصحيح للوحدات والتطبيقات التكنولوجية، ووجود قادة متميزين وأصحاب رؤى مخلصين لمجتمعاتهم من أجل الوصول إلى الرقمنة  المجتمعية. وأضاف د.العساف أن المجتمع الذكي هو مجتمع يستفيد من مبادئ التنظيم الرقمي والأدوات والابتكارات الرقمية، وذلك لمساعدة المجتمع على التطور ليصبح أكثر استدامة وشمولاً ونجاحاً، ويعود بالفائدة على المواطن الفرد، كما أنه مجتمع لا تقتصر فيه التكنولوجيا الرقمية على سلسلة من الكفاءات بل يستفيد من التقنيات في إيجاد بُنى تعطي قيمة للإنسان والبشرية عموماً. ناقش المتداخلون أهمية مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجيا الرقمية، ودورها في تنمية المجتمعات والمدن من خلال إدماجها في القطاعات المهمة والحيوية، والتحديات والمعيقات التي تواجه المجتمعات العربية في تبني عملية الرقمنة ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وأهمية تأهيل وتطوير العملية التعليمية بعمومها والدراسات والأبحاث التي تتناول التطور التكنولوجي والرقمي، مشيرين إلى عدد من تجارب الدول عربية في هذا القطاع. التفاصيل: أوضَحَ المُحاضِر د.يوسف العساف أن الرقمنة وسيلة وغاية من أجل تطور المدن والمجتمعات، وأنه ينبغي العمل على تأطيرها من أجل الاستفادة الإيجابية من إمكاناتها، وأن المجتمع الذكي هو المجتمع الذي يستفيد من مبادئ التنظيم الرقمي والأدوات والابتكارات الرقمية لكي يتطور ويصبح أكثر استدامة وشمولاً وإبداعاً مما يعود بالفائدة على المواطن الفرد، وأنه مجتمع لا تقتصر فيه التكنولوجيا الرقمية على سلسلة من الكفاءات التي غالباً ما تكون مؤثرة للغاية بل يستفيد من التقنيات في إيجاد بُنى تعطي قيمة للإنسان والبشرية عموماً. وأشار د.العساف إلى أن الثورة الصناعية الثالثة والرابعة بوجه عام كانَتَا بمثابة بداية لعصر رواد الأعمال الاجتماعيين أو ما يعرف بالمؤسسات التي تتاجر بحرية ولا تنظر إلى المال كدافع أولي، وأن الرقمنة تمكّن الأفراد من النمو وتعزز الرفاهية الاجتماعية، وأن عملية التحول الرقمي يمكن تبنيها في المجالات كافة وبطرق مختلفة، كما يشمل ذلك المدن والإدارة الحكومية، والرعاية الصحية، وقطاع النقل، وقطاع التعليم، والطاقة، والجيش، والمالية العامة، مؤكداً أن على مؤسسات القطاع العام في بعض الدول العربية أن تحذو حذو المؤسسات الخاصة في التعامل مع التكنولوجيا والتحول الرقمي. وأضاف د.العساف أن العهد الرقمي الجديد يركز على إعادة التوازن المطلوب بشدة لمبادئ السوق الحرة مقابل دينامية رأسمالية معاد تجديدها بواسطة التكنولوجيا الرقمية، وضمان أن تعمل الأسواق بشكل صحيح، وأنه ينبغي أن لا نسمح للرقمنة أن تنمو بدون ضوابط لأن ذلك يعيق نمو المجتمعات والتوازن السياسي ويدمر العناصر الاجتماعية الأساسية مثل الثقة والأخلاق والقيم والشعور الفردي بالانتماء. وتحدث د.العساف عن التحديات التي تواجه مجتمعاتنا خلال عملية التحول الرقمي كالفجوة الزمنية من حيث الفارق بين التغير الذي تحدثه التكنولوجيا واستيعابنا للثقافة الجديدة ذات القيم الجديدة، والفجوة الزمنية التكنولوجية، والرفض لما هو جديد والتمسك بالماضي، مؤكداً بأن عملية التحول الرقمي رحلة متواصلة ليس لها نهاية وتتطلب الفهم الصحيح لتلك الوحدات والأنظمة، ووجود قادة مميزين وأصحاب رؤى مخلصين لمجتمعاتهم من أجل الوصول إلى الرقمنة المجتمعية. وفي كلمته التقديمية قال د.محمد أبو حمّور: إن عملية إدخال الذكاء الاصطناعي تتطلب تأهيل وإعادة تأهيل وتنمية مهارات تتماشى مع متطلبات الذكاء الاصطناعي الاقتصاد الجديد، وأنه ينبغي على الدول العربية قبول التغيير في المجال التكنولوجي والعمل على التكيف معه ووضع التنظيمات اللازمة التي قد لا تكون بديهية أو معروفة مسبقاً، وأن تقوم بعدد من التوجّهات السياسية والتنظيمية التي تساهم في تبني وإدماج الذكاء الاصطناعي في عدد من القطاعات الحيوية والمهمة، وتبني استراتيجيات وخطط وطنية لمجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. وأضاف د.أبو حمّور أن الذكاء الاصطناعي يتحسن بشكل سريع الآن، وأن قائمة الأعمال التي لا تستطيع الآلة القيام بها حالياً في انكماش متتالي، مما يعني أن ما يقارب 50% من الوظائف يمكن أن تختفي في المستقبل، ويحل محلها وظائف جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة غير معروفة لنا الآن. وقال د.سعيد الظاهري: إن عملية التحول الرقمي تتطلب رؤية واضحة وخطط واستراتيجيات مدروسة بشكل فعّال وجيد، ومتابعة حثيثة لعمليات التحول الرقمي من قبل القيادة وصناع القرار، واستشراف المستقبل للوصول إلى التغيير الجذري، مشيراً إلى تجربة دولة الإمارات في هذا السياق، ذلك لأنها أثبتت فاعليتها وقدرتها على التطور ومجاراة التحولات العالمية السريعة، وأعطت نتائج ممتازة على أرض الواقع، حيث احتلت دولة  الإمارات المركز 13 عالمياً والأول عربياً في عملية التحول الرقمي، والمركز الرابع في مواءمة التشريعات والسياسات لعملية التحول الرقمي. وبَيّنَ الخبير الأستاذ صالح سليم الحموري أن التحول الرقمي أصبح واقعاً معاشاً في كثير من الدول وأنه مؤشر لتقدم الدول، وأن الأنظمة والتشريعات الموجودة في بعض الدول العربية حالياً جامدة وينبغي العمل على تغييرها لتخدم التطور التكنولوجي، والعمل على تعزيز المهارات العلمية والعملية لتكون أكثر قدرة على اكساب الطلبة مهارات التجديد والإبداع والابتكار، مشيراً إلى تجربة كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في دبي التي استحدثت دبلوم القيادة الرقمية، وأهمية العمل على دراسات تستشرف المستقبل وتبين التحديات والفرص التي يفرضها التحول الرقمي. وتحدث د.منير الحوراني عن أهمية أن تتبنى مجامع اللغة العربية عملية تعريب المصطلحات والمفردات المتعلقة بالرقمنة والتطور التكنولوجي من أجل إنتاج مصطلحات عربية ملائمة للاستعمال في هذا المجال، وللحفاظ على اللغة العربية، موضحاً أن حوالي 94% من العلوم  العالمية تكتب باللغة الإنجليزية. كما بَيّنَ د.الحوراني دور العرب في الرقمنة، وأهمية دعم الابتكار والريادة عند الشباب العربي، وتوصيف الوظائف المستقبلية وتحديدها لهم، والعمل على إنشاء مرصد عربي يتابع التطورات التكنولوجية ويزودنا بكل ما هو جديد في هذا الحقل المعرفي لنكون جزءاً من عملية التطوير. يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.
تصميم و تطوير