وتبقى تسعون دقيقة

كتب _ لارا علي العتوم 

 بات الاردن على بُعد مباراة واحدة من معانقة اللقب العربي، تتويجاً لمسيرة نوعية صاغتها الروح قبل الأسماء، وساندتها قيادة آمنت بالمشروع منذ بداياته، وجمهور اتخذ من المدرجات بيتاً له الشعب الاردني يرافق فريقه بحملات تشجيع منظمة ومبادرات أهلية لتأمين حضور المشجعين وشبكات رقميه حوّلت كل مباراة إلى احتفال وطني.
مرافقه لا تُقاس بعدد الأصوات في الاستاد بل بقدرة الشارع على حماية فريقه وشحنه ومُثبتًا بأن الأردن قادر على بناء مشروع رياضي متماسك وهذا الإرث سيبقى بعد الكأس بإذن الله في أكاديميات الناشئين التي تحلم، وفي ملاعب الأحياء التي تقلّد النجوم، ومع كل مواطن رافعًا علم بلاده مؤمنًا بأن الوصول ممكن بالثقه الجماعيه.
لم تأتِ أهداف المنتخب صدفه، فبوصلته اتّجهت منذ سنوات نحو هوية لعب بانضباط دفاعي صلب، وانتقالات سريعه تُترجم الجهد إلى فرص، وشخصيه تنافسيه لا تتراجع تحت الضغط بتنظيم دفاعي قلّص المساحات، وقراءته الجيّده للخصوم بسرعة افتكاك الكره والانتقال بها نحو الهدف بقدره واضحه على إدارة إيقاع المباراه واستثمار اللحظات القصيره التي تُحسم فيها البطولات تحت قيادة جهاز فني ركّز على التفاصيل بقدر تركيزه على الصوره الكبرى.
استطاع المنتخب تبدّيل النظره من فريق يجتهد إلى فريق يفرض إيقاعه ويحمي كرته حتى في أصعب اللحظات، بتواضعه أمام المهمه وجرأته في المساحات الصحيحه، وثقته التي لم تتزحزح بالخطه.
استطاع النشامى أن يحولوا لحظات المعاناة إلى محطات صبر واحتراف جعلت منافسيهم يحسبون حساباً لمنتخب لا يخطئ كثيراً، فهم ثمار مثابرة سمو الأمير علي بن الحسين منذ سنوات، بتحسينه لخطوط الإعداد البدني والذهني، وخلقه لبيئة تستقطب الكفاءات الفنية وتحمي الاستمرارية، مُنتجًا فريقًا ناضجًا بمنظومه متماسكه وثقافة تنافس تتجاوز المباريات، فدعم الأمير علي بن الحسين لم يقتصرعلى حضور رسم الخطط بل كان حاضراً في التفاصيل وتثبيته الثقه بالمنتخب عند المنعطفات وتعزيزه للعلاقه بين المنتخب وجماهيره باستناده والفريق على الدعم المتكررمن جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله بحضورهم في اللحظات المفصليه الذي اعطى للمسيره معنى يتجاوز كرة القدم شعر فيها اللاعب أن قميصه يحمل معه صورة وطن، وهذا السند المعنوي صنع فارقاً في مباريات مالت الى الفوز.
ومع اقتراب آخر تسعون دقيقه يلتقي كل ما راكمته المسيره من عمل إداري هادئ قاده الأمير علي، وسندٌ ملكي وولي العهد ومد جماهيري لا ينقطع ليضيفوا على القميص معنى الدوله.
كونوا انتم يا النشامى، صلبين، شجعان، واقعيين حين يلزم وخلاقين حين تحين اللحظه، فاللقب على مرمى حجر، فما سيكون لكم بإذن الله هو احترام صُنع بتعبكم، وثقتكم التي ستنقلونها الى الجيل القادم وسيكتب على اللوحه بإذن الله النتيجه التي نتنظرها منكم ثمار جهدكم وجهد أمير استطعتم معًا ان تحققوا لنا ما كنا يومًا لا نستطيع ان نحلم به.
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن