الحكمة والاستقرار
كتب ـ لارا علي العتوم
وفي الوقت الذي واجهت فيه المنطقة خطر الإرهاب والتطرف، كانت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الأردنية تعمل بصمتٍ وكفاءة لحماية الحدود والتصدي لأي تهديد يستهدف أمن البلاد ونفذت المملكة استراتيجية شاملة لمكافحة الفكر المتطرف وتجفيف منابعه، ليس فقط أمنيًا بل فكريًا وثقافيًا أيضًا، من خلال دعم خطاب الوسطية الذي يُجسّد رسالة الإسلام السمحة، وينشر قيم التسامح والتعايش،حيث أدت الحدود الطويلة مع دول تشهد نزاعات إلى تحديات أمنية معقدة لكن الجاهزية العالية للقوات المسلحة الأردنية مكّنت البلاد من منع تسلل الجماعات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمخدرات ما جعل الأردن نموذجًا للأمن في منطقة مضطربة، ولم يقتصر
جهود الأردن على البعد الأمني والسياسي، بل برز دوره الإنساني بشكلٍ استثنائي، فقد استقبلت المملكة مئات الآلاف من اللاجئين من سوريا والعراق وفلسطين، ووفّرت لهم الأمان والتعليم والرعاية الصحية رغم محدودية الموارد.
ولم تستطيع الاحداث رغم زخمها انشغال جلالته على المضي قُدمًا في بناء نموذج تنموي مستدام، يوازن بين الإصلاح السياسي والاستقرار الاجتماعي، إذ أطلق الأردن سلسلة من برامج الإصلاح والتحديث الهادفة إلى تطوير الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية، ورغم التحديات الاقتصادية العالمية، وواصل العمل على تحفيز الاستثمار وخلق فرص العمل وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة.
يُجمع الأردنيون على أن الوحدة الوطنية كانت وما تزال سرّ صمود البلاد في وجه التحديات حيث قدّم الأردن خلال العقود الماضية مثالًا يُحتذى في إدارة الأزمات بالحكمة لا بالمواجهة وفي تغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى. وبينما تتغير الموازين في المنطقة وتتعاظم التحديات الاقتصادية والسياسية، يبقى الأردن متمسكًا بثوابته
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن