قالت له إنها أمك !!

كتب ـ إبراهيم عبد المجيد القيسي 

 الإجابة كانت سوقية، لذلك نالت اهتمام وسائل الإعلام حول الدنيا والعالم، فالسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض (يمكن كاترينا .. اسمها غير مهم)، وقبل اكثر من أسبوع ضاقت ذرعا بأسئلة الصحفيين، خلال المؤتمر الصحفي المتعلق بلقاء الرئيسين الروسي والامريكي (بوتين-ترمب)، وفهمت المغزى من سؤال أحد الصحفيين (من الذي قرر ان يكون لقاؤهما في بودابست المجريّة؟! فقالت للصحفي (أمك هي التي اختارت المكان)، وهي شتيمة لها ما يبررها بنظر السكرتيرة، لأن الاعتقاد الذي يروجه معارضو الرئيس ترمب، أن ترمب ضعيف الشخصية أمام الرئيس الروسي بوتين، وأن بوتين يملي عليه ما يريد، لذلك فإن بوتين هو الذي اختار مكان اللقاء، فكانت إجابة السكرتيرة بهذه السوقية.. لكن لماذا يلتقيان وما هي القضية المهمة من اللقاء؟!

القضية باختصار تتعلق بصواريخ توما هوك الأمريكية، وهي التي حاولت أمريكا تهديد روسيا لتذعن للمطالب الأمريكية -الأوروبية بشأن حربها ضد اوكرانيا، حيث طالب الرئيس الأوكراني، بأن تزوده امريكا بصواريخ توماهوك ليجهز على مواقع روسية، مسؤولة عن عمليات استخراج وتصدير الغاز والنفط، الروسيين، لإضعاف روسيا، لكن أجابت روسيا عن مثل هذا الدعم الامريكي لاوكرانيا، فقال (ميدفيديف) الرئيس الروسي الأسبق، لن تفرق روسيا بين صاروخ توماهوك متوجه لهدف في روسيا، هل يحمل رأسا نوويا أم تقليديا، لذلك ربما يصل لكن ستنطلق صواريخ روسيا النووية إلى أماكن كثيرة، بشكل فوري!.. وهي الرسالة التي التقطها ترمب، وتراجع عن الحديث عن موضوع منح اوكرانيا 2000 صاروخ توماهوك.. وقال (هذا من شأنه ان يوسع الصراع بدل أن يوقفه)..

ترمب يفهم مثل هذه الرسائل، وفي الفترة الأخيرة أعتقد أنه فهم الكثير من الرسائل العالمية المتعلقة (بأم إسرائيل المجرمة)، وأكثر من يطلق هذه الرسائل من حكام العرب وحكام المنطقة، هو جلالة الملك عبدالله الثاني، وهذا سمت ثابت في خطابه الإعلامي الموجه للإعلام العالمي، ولصناع القرار السياسي الدولي المتعلق بإسرائيل، وقد بعث قبل يومين بالعديد من مثل هذه الرسائل من خلال لقائه بقناة سي ان ان الأمريكية، فوصف الإجرام الصهيوني والدمار والموت في غزة، وسماه باسمه (حرب إبادة، وجرائم ضد الإنسانية، وصناعة للإرهاب).. الخ.

الخطاب السياسي الإعلامي الذي يمثله ويتلوه جلالة الملك على مسامع العالم، هو المطلوب، وكان وما زال ثابتا في تواصل الملك مع العالم ومحافله المختلفة.