ملخص اقتحام اليوم الثاني لعدوان العُرش التوراتي #عاجل
كتب زياد ابحيص ـ
اليوم الأربعاء 8-10-2025 كان الثاني من بين أيام "عيد العرش التوراتي"،وقد تقاطع مع الذكرى الـ
35 لمجزرة الأقصى الأولى عام 1990م. ولكونه يوماً عادياً لا صيام فيه؛ فقد تضاعف العدوان اليوم الأربعاء عن يوم أمس، وتدفقت المقاطع المصورة التي تستعرض الغناء والتصفيق والرقص والانبطاح والطقوس بمختلف أشكالها على مختلف المنصات التابعة لمنظمات الهيكل، وكأنها تحاول أن تستعرض نصراً في الأقصى بالتزامن مع المفاوضات الجارية التي يمكن أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
أما أبرز وقائع هذا اليوم فكانت كالآتي:
أولاً: المستجد الأبرز والأهم الذي يجب أن ينصب عليه الاهتمام هو تكريس الاحتلال لوقائع أمنية جديدة في المسجد_الأقصى لليوم الثاني على التوالي بالتزامن مع اقتحامات العُرش العبري، وهي وقائع لم تكن تفرض من قبل طوال سنوات احتلال الأقصى، وهي على الشكل الآتي:
1. إخلاء مسار الاقتحام ومحيطه من أي وجود للمصلين أو المرابطين، بما في ذلك المصاطب الجنوبية المحيطة بسبيل الكأس والمطلة على الجامع القبلي، إضافة للاستمرار في إخلاء الساحات الشرقية والغربية والشمالية بالكامل من المسلمين.
2. بهذه الطريقة حُصر وجود المصلين في صحن الصخرة وداخل الجامع القبلي خلال الاقتحام، مع منع المصلين الموجودين في منطقة صحن الصخرة من الاقتراب من الأدراج حتى لا يتمكنوا من تصوير أي اقتحام.
3. إلزام حراس المسجد الأقصى التابعين للأوقاف الأردنية بأن لا يغادروا القباب والمصليات ونقاط حراستهم المغلقة، مع الاستمرار في منع وصولهم للساحة الشرقية مطلقاً طوال فترة الاقتحام.
4. أمام هذه الوقائع، فقد أكملت قوات الاحتلال بهذه الإجراءات فرض تعتيمٍ مطلق على ما يجري في اقتحامات #الأقصى، مع استمرارها بمصادرة وتفتيش الهواتف من كل من تشك بأنه وثّق الاقتحام، وقد أضيف إلى ذلك في اليومين الماضيين تجرؤ المستوطنين أنفسهم على مصادرة الهواتف من السيدات في صحن الصخرة وتسليمها إلى شرطة الاحتلال، وقد شهد هذا اليوم اعتقال إحدى المُصلِّيات في الأقصى ضمن هذا المنع والتعتيم.
ثانياً: شمل اقتحام اليوم أداء صلوات الصباح والمساء، وطقوس "بركات الكهنة"، وطقوس الانبطاح "السجود الملحمي الجماعي"، والقراءة من التوراة، والغناء والتصفيق والرقص الجماعي في حلقات جماعية في مختلف أرجاء الأقصى، كما شمل تقديم القربان النباتي فيه؛ في تكريس جديد لمسار التأسيس المعنوي للهيكل من خلال هذه الطقوس، باعتباره مقدمة لتأسيسه المادي.
ثالثاً: رغم أن معظم المتدينين الحريديم لا يقتحمون المسجد الأقصى التزاماً بالمنع الحاخامي التقليدي، إلا أنهم نقلوا احتفالاتهم بالعُرش التوراتي وطقوس تقديم القرابين من ساحة البراق إلى محيط أبواب المسجد الأقصى، وحولوا ساحة الغزالي المقابلة لباب الأسباط شمالاً، وسوق القطانين أمام باب القطانين غرباً، إلى ساحات للطقوس والغناء والرقص بصوتٍ مرتفع، بحيث تتكامل الأدوار في تهويد الأقصى بين من يقولون باقتحامه وبين من يؤجلون هذا الاقتحام إلى حين تحقق الشروط الحاخامية وأبرزها الطهارة من نجاسة الموتى.
رابعاً: بلغ عدد المقتحمين اليوم 1,758 مستوطناً، ما يجعل عدد المقتحمين اليوم مقارباً لأعلى رقم مسجل في "عيد العرش" الذي كان بتاريخ يوم 20-10-2024 حيث بلغ عدد المقتحمين يومها 1,783، وهو ما يعني أن اقتحام يوم غد الخميس مرشح لأن يكون أكبر نظراً لموقعه من العيد ولوجود يوم الجمعة بعده.
خامساً: شارك في اقتحام المسجد الأقصى وزيران هما وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير (للمرة 12 منذ توليه منصبه، 9 منذ بداية الحرب، و5 منذ بداية السنة)، ووزير التراث عميحاي إلياهو وعضو الكنيست يتسحاق كرويزر، وثلاثتهم من حزب "القوة اليهودية" الذي يقوده بن غفير. وقد شاركوا جميعاً في أداء الطقوس التوراتية التي حرص بن غفير على قيادتها بنفسه لتأكيد الحق اليهودي المزعوم في الأقصى. كما حرص بن غفير وكرويزر، على توجيه خطاب مسجل من الأقصى بإعلان النصر، وبأن "صور الأقصى في بيوت غزة لم تنفعهم"، وأن المستوطنين هم من يحسمون المعركة ويحققون النصر بزعمهم من خلال هذا الاقتحام والاستعراض.