عدنان نصار: الاعتداء على قطر.. جريمة جديدة تفضح إسرائيل

لم يعد العدوان الإسرائيلي مقتصراً على أرض فلسطين الجريحة، ولا على سماء غزة المحاصرة. ها هي الطائرات الإسرائيلية تعبر آلاف الكيلومترات لتضرب قلب الدوحة، في اعتداء فجّ لا يمكن وصفه إلا بأنه إرهاب دولة منظم وانتهاك صارخ لسيادة دولة عربية آمنة.

إسرائيل التي اعتادت كسر القوانين الدولية وامتهان الشرعية الأممية، تذهب اليوم إلى أبعد من حدودها وحدود الصراع، لتوجه رسالة للعالم مفادها: "لا أحد في مأمن من بطشها”. لكنها في الوقت نفسه فتحت على نفسها باباً جديداً من العزلة، إذ لا يمكن لقطر، ولا للعرب جميعاً، أن يقبلوا بأن تتحول عاصمة عربية إلى ساحة مفتوحة للنيران الإسرائيلية.

 

 

 

هذا الاعتداء لم يكن على قطر وحدها، بل على كل منظومة الأمن القومي العربي. هو صفعة في وجه القانون الدولي، وإهانة لمجلس الأمن، وتحدٍّ سافر لإرادة المجتمع الدولي الذي يقف عاجزاً عن ردع إسرائيل.

الدوحة اليوم ليست وحدها. فكل عاصمة عربية تشعر أن سماءها مهددة إذا لم يتم وضع حد لهذا التمادي. المطلوب موقف عربي حازم، وموقف دولي لا يعرف المواربة. لأن من يعتدي على قطر اليوم، لن يتردد في الاعتداء على أي بلد آخر غداً.

لقد آن الأوان أن يقال بوضوح: إسرائيل لم تعد خطراً على فلسطين وحدها، بل باتت العربدة الإسرائيلية خطراً على المنطقة والعالم.