مملكة الشام في مواجهة “إسرائيل الكبرى”..التهديد الوجودي لكيان الإحتلال.. عدنان نصار
عدنان نصار
في خضم التحولات الإقليمية المتسارعة، التي تمر بها المنطقة العربية ، تطفو إلى السطح من جديد فكرة "إسرائيل الكبرى”، التي لم تعد مجرد أطروحة أيديولوجية بل تحولت إلى برنامج سياسي إستعماري صهيوني ، يتغذى من أزمات المنطقة العربية ، فالمشروع ليس مجرد خيال ديني ، ولا هو سردية توراتية ، بل مشروع إستعماري توسعي وحلم يراود الصهيونية منذ ما قبل تأسيس دولة الإحتلال عام 1948.
مملكة الشام ، كفكرة او كتحالف تقابل الفكرة الإحتلالية في الإطار الجيوسياسي التاريخي الممتد من دمشق إلى عمّان، ومن بيروت إلى القدس، كفضاء حضاري واحد تتقاطع فيه المصالح والتحديات ، وتتوحد فيه المواجهة الحتمية مع مشروع التوسع الصهيوني ، يعاد طرح الفكرة من جديد بجلسة عصف ذهني بدعوة من حزب العمال الأردني عقدت في مقر الحزب في عمان السبت الفائت بحضور جمع من قادة الرأي والصحفيين والنقابيين ، أخذت منحنيات نقاشية واسعة ، عمقت فكرة التصدي لمشروع إستعماري .
إسرائيل الكبرى ،هي رؤية توسعية
يسعى الإحتلال إلى إعادة تعريف حدودها وفق ما يتجاوز الجغرافيا الفلسطينية، وصولًا إلى الهيمنة على ممرات التجارة، والموارد المائية، والتحكم في القرار السياسي للدول المجاورة. هذه الرؤية لا تقوم فقط على الاحتلال المباشر، بل على تفتيت البنى الداخلية للدول، وتحويلها إلى كيانات هشة غير قادرة على مواجهة المشروع الإسرائيلي.
مملكة الشام ، التي تجمع بين الجغرافيا والمصير المشترك
في المقابل ، بمفهومها التاريخي، لا تُقرأ كتعبير عن حلم وحدوي مثالي فحسب، بل كضرورة أمنية وسياسية. فالأردن، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، تقف اليوم أمام تهديد وجودي واحد، وإن اختلفت حدته من بلد إلى آخر. الحدود لم تعد خطوطًا جغرافية صلبة، بل مساحات رخوة يستغلها المشروع الإسرائيلي للتوغل والتوسع.
التناقض البنيوي
بينما تراهن إسرائيل على استثمار الانقسامات العربية، تظل نقطة ضعفها الأساسية في أن مشروع "إسرائيل الكبرى” يصطدم مباشرة بالجوار الجغرافي للشام. فالمقاومة في فلسطين، والضغط العسكري على الجبهة الشمالية، والموقف الأردني الحذر، كلها عناصر تجعل تحقيق تلك الرؤية محفوفًا بالمخاطر.
إن المواجهة بين "مملكة الشام” و”إسرائيل الكبرى” ليست صدامًا نظريًا، بل هي معركة بين مشروعين: مشروع يسعى إلى طمس هوية المنطقة وتحويلها إلى هامش تابع، ومشروع آخر يتشبث بالجغرافيا والذاكرة والمصير المشترك. وما بينهما، يظل مستقبل المشرق مرهونًا بقدرة شعوبه ودوله على تجاوز الانقسامات، وبناء معادلة ردع حقيقية توقف التمدد الإسرائيلي عند حدوده ، وتمتلك بمشروع الوحدة /مملكة الشام/ القدرة على ردع الأطماع الإستعمارية الصهيونية في المنطقة ، وهي رسالة أيضا الى الغرب الداعم للإحتلال وفي مقدمتهم أمريكا مفادها : نحن هنا ، وتعلمنا الدروس بفائض من الرفض ليس للتوسع الصهيوني ،بل بوجوده على ارض فلسطين المحتلة.