#عاجل..مصادر : النائب رند الخزوز قد تعلن نيتها لترشح على موقع النائب الثاني


سباق رئاسة مجلس النواب العماوي يدخل المنافسة والصفدي موقفه محسوم

مصادر : خلاف بين الطروانة وحزب الميثاق


العماوي يتمتع بدعم حزبي عزم والوطني الاسلامي ونواب مستقلون

خاص - فايز الشاقلدي
مع اقتراب افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب العشرين في تشرين الأول المقبل، تتجه الأنظار إلى الانتخابات الداخلية للمجلس، وفي مقدمتها انتخابات رئاسة المجلس، التي تُعدّ الحدث الأبرز تحت القبة لما تحمله من دلالات سياسية وتشريعية.
المشهد البرلماني يعيش حالة غير مسبوقة من الحراك المبكر، حيث تصاعدت بورصة الأسماء والرهانات، وبدأت الكتل النيابية والأحزاب في ترتيب أوراقها مبكرًا، في وقت تشير فيه المؤشرات الأولية إلى أن معركة الرئاسة ستتسم بمزيج من التنافس الحزبي والتوافقات الداخلية.

العماوي يدخل السباق برؤية إصلاحية

  أعلن النائب الدكتور مصطفى العماوي، الأمين العام للحزب الوطني الإسلامي، عزمه الترشح لرئاسة المجلس، في خطوة أضافت زخمًا جديدًا للمنافسة.
العماوي، أكد أن دخوله السباق ينطلق من الحرص على تفعيل الدور التشريعي والرقابي للمجلس، وتعزيز التعاون بين السلطات، بما ينعكس إيجابًا على مصلحة الوطن والمواطن.
  وشدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب إدارة برلمانية أكثر انفتاحًا على مختلف الكتل، تقوم على الحوار والتوافق وتعمل على تجويد التشريعات ومتابعة الملفات الرقابية.
ويُعد العماوي من الوجوه البرلمانية المخضرمة، إذ شغل عضوية المجلس في دورات سابقة، وترأس لجانًا برلمانية مؤثرة، ما يمنحه خبرة تنظيمية وتشريعية واسعة قد تشكل رصيدًا له في سباق الرئاسة.

حزب الميثاق… موقف محسوم نحو الصفدي

في المقابل، يبرز داخل حزب الميثاق الوطني نقاش داخلي واسع حول موقعه في انتخابات الرئاسة.
ورغم بيانات وتصريحات صدرت من بعض نواب الحزب أو المقربين منه بشأن نية الترشح، إلا أن الموقف الرسمي بدا أكثر وضوحًا؛ حيث أكد رئيس كتلة الميثاق الدكتور إبراهيم الطراونة، أن الحزب سيفرز المرشح الأنسب خلال الأيام المقبلة، وأن ما صدر من بيانات فردية لا يمثل سوى أصحابها ،وهذا التصريح يفرز بأن هناك خلاف واضح بين الطراونة وحزب الميثاق بحسب مصادر أسرت ل"صدى الشعب".
وبحسب مصادر نيابية، فإن جميع المؤشرات تتجه نحو دعم الرئيس الحالي للمجلس أحمد الصفدي على خلاف ما كان يدور في الاسابيع الماضية بنية 50 نائبا كانت لديهم النية لاختيار مصطفى الخصاونة .
يُنظر إليه باعتباره الخيار الأكثر انسجامًا مع رؤية الميثاق.
  الصفدي، الذي قاد المجلس خلال الدورة الماضية، حظي بتقدير واسع من النواب نظير أدائه المتوازن وضبطه لإيقاع الجلسات في أوقات حساسة، إضافة إلى تنسيقه المستمر مع الحكومة لتعزيز نهج التشاركية.

المكتب الدائم… محاصصة حزبية متوقعة

السباق لا يقتصر على كرسي الرئاسة فقط، بل يمتد إلى مقاعد المكتب الدائم (النائب الأول، النائب الثاني، المساعدين)، حيث أن زهير الخشمان، رئيس ائتلاف الأحزاب الوسطية، يبرز كأحد أبرز المرشحين لموقع النائب الأول، فيما يبدو أن النائبة هدى نفاع مرشحة قوية للاستمرار ضمن المكتب بعد أن أثبتت حضورًا في الدورة السابقة، مثلما تطرح النائب أيمن أبو هنية كخيار محتمل لهذا الموقع.
  أما موقع النائب الثاني، فتتصاعد فيه المنافسة بين أسماء مخضرمة، مثل أحمد هميسات وعطالله الحنيطي ورائد رباع الظهراوي، إضافة إلى وجوه نسائية مثل هالة الجراح ورند الخزوز التي لم تعلن رسميًا ترشحها بعد، لكن اسمها يُتداول بكثرة في أروقة المجلس.
كما يشهد موقعا المساعدين سباقًا مبكرًا، حيث يُقدّر عدد النواب الساعين لشغل هذه المواقع بأكثر من 20 نائبًا، في مؤشر على سخونة المنافسة المقبلة.

صفقات وتوافقات خلف الكواليس

المتابعون للشأن البرلماني يؤكدون أن التنافس على المكتب الدائم قد ينتهي بتوافقات حزبية وكتلية، لتجنب معارك داخلية قد تضعف أداء المجلس في بدايته، وبحسب ما يتردد داخل أروقة البرلمان، فإن التفاهمات قد تُغلق مبكرًا على أسماء محددة، لضمان توزيع المواقع بشكل يرضي معظم الكتل.
وبينما يسعى بعض النواب إلى خوض المنافسة بدافع الحضور الإعلامي أو تعزيز أوراقهم المستقبلية، يبدو أن الكتل الكبرى تميل إلى الحفاظ على التوازن الحزبي في توزيع المواقع، بما يشبه "المحاصصة السياسية” التي برزت في الدورة السابقة.

الصفدي…وعلاقته مع الحكومة

  رغم تنامي عدد الأسماء المطروحة، إلا أن جميع المؤشرات الحالية تؤكد أن الرئيس الحالي أحمد الصفدي يتصدر المشهد، ويحظى بأوسع حالة من التوافق داخل المجلس.
النواب يرون فيه شخصية مرنة استطاعت فرض إيقاع جديد للجلسات، ومنحت اللجان الدائمة مساحات أوسع للعمل بعيدًا عن الشعبوية. كما أن صفدي حافظ على توازن العلاقة مع الحكومة، ما جعله خيارًا مفضلًا لدى طيف واسع من النواب والكتل.
وبحسب المتداول في الاروقة البرلمانية فقد أظهرت أن غالبية النواب يميلون للتجديد له في حال ترشحه، الأمر الذي يضعه في موقع متقدم على منافسيه.

دلالات المشهد

صعود الأحزاب: الحراك حول الرئاسة والمكتب الدائم يكشف أن الأحزاب باتت لاعبًا رئيسيًا في المشهد البرلماني، بعد انتخابات 2024 التي أدخلت أكثر من 100 نائب حزبي إلى المجلس.
  رئاسة توافقية: رغم الترشحات المتعددة، فإن التوافق يبدو الخيار الأقرب، خصوصًا مع رغبة الكتل في بداية دورة مستقرة.
العماوي كصوت إصلاحي: حتى وإن انسحب لاحقًا، فإن إعلان ترشحه يعكس حيوية المشهد الحزبي ودخول قيادات حزبية مباشرة في سباق الرئاسة.
الصفدي يتقدم بثبات: الأداء المتزن خلال الدورة الماضية وضعه في موقع متقدم، وأكسبه ثقة معظم الكتل، ما يجعله المرشح الأبرز للمرحلة المقبلة.

مفارقة ..أين نواب حزب جبهة العمل الاسلامي

  ورغم أن بعض التقديرات الأولية أشارت إلى امكانية استفادة النائب مصطفى العماوي من أصوات بعض الكتل النيابية، ومن بينها نواب مستقلون يسعون لإحداث توازن داخل رئاسة المجلس، الا ان المعطيات المتداولة تؤكد ان حزب جبهة العمل الاسلامي لم يعلن حتى الان عن ترشيح اي شخصية للرئاسة،ولم يبد توجها رسميا لدعم العماوي بصفته كان عضوا في حزب الجبهة سابقا او غيره.
بذلك يبقى موقف الحزب مفتوحا ب 31 مقعدا على احتمالات مختلفة فيما يعتمد العماوي بشكل اساسي على تحالفات فردية ونواب مستقلين ودعم حزب عزم والوطني الاسلامي  لتعزيز حظوظه في المنافسة.
السباق على رئاسة مجلس النواب لم يعد محصورًا بشخصيات تقليدية كما في الماضي، بل بات ساحة مفتوحة للأحزاب والكتل، في انعكاس مباشر للتحولات التي أطلقتها قوانين الإصلاح السياسي.
  وبينما يرفع مصطفى العماوي لواء التغيير والرقابة، ويعزز الصفدي حضوره بخبرة وتجربة عملية، يبقى المشهد مفتوحًا على توافقات اللحظة الأخيرة، التي اعتاد عليها المجلس في محطاته المفصلية.
المصدر : صحيفة صدى الشعب+ الصحفي فايز الشاقلدي