خدمة العلم خطوة جيدة، وبقيت خطوات أخرى حتى يتعمق مسارها الممتاز
خدمة العلم خطوة جيدة، وبقيت خطوات أخرى حتى يتعمق مسارها الممتاز.
ومن الخطوات :
1.المسارعة لإقرار إطار "للدفاع الوطني" يشمل كل المتطوعين بمعزل عن العمر والجنس، ويقوده جيش من ضباط وضباط الصف المتقاعدين، ويتلقون تدريبا عمليا حسب الحاجة بالضبط وطبقا للإحتياج المرن، ويؤسس له صندوق وقفي، ويفسح فيه للمواطنين من 1200 قرية وتكتل و 900 حي في المدن للتنافس في تقديم التبرعات والوقفيات الشرعية بنية فداء الوطن بإعتباره جزء عزيز من حوض البركة الأول حول نقطة إرتكازها في المسجد الأقصى المبارك، وتسمي الحكومة شخصيات أهلية موثوقة ومعروفة وموصوفة للإشراف على أعمال الصندوق، بحيث يتحول هذا الصندوق الوقفي الى قطاع ثالث يعمل على إنشاء بنية تحتية للدفاع عن البلد وتحصينه شموليا في وجه المخاطر الداهمة والمطامع الكريهة السوداء.
2.السماح لعشرات الجامعات والآف المدارس بالتحول الى قلاع منيعة للانتاج الوطني المستقبلي، وذلك استثمارا في نوعية الانسان الأردني، والتوجية بإشاعة ثقافة وفقة وفهم جهاد الدفع عن الأرض والعرض...
3.إطلاق يد المرأة الأردنية (الأكثر تعليما وثقافة وعطاء على المستوى العربي) لإحداث التغيير المجتمعي العميق على أساس حماية الوطن والحفاظ على كل ما فيه، بالإستناد الى المرجعية الدينية الجامعة التي تستفز ذاتية الجيل الأردني حتى الحد الأقصى.
4.السعي لترتيب الأولويات الإقتصادية والقيم الإستهلاكية وقولبة الحياة للتكيف مع التحديات الوجودية المحاددة، وإعداد كرّاس وصفي مقتضب لتحديات الواقع القاهر، ومتطلبات التعاطي السليم وفق صحيح الفهم الوطني الملتزم، وتعميمه على الجميع بحيث يكون الفهم واحدا موحدا في سعينا لتثمير عطاء الكل الأردني المميز.
5.العمل بالتدريج على تلاقي الأهلي بالرسمي وصولا الى الاندماج الوطني الكلي في مسار نصرة الوطن، فالحكومة ليس لديها حزب قائد وليس أمامها الّا الاستقواء بعموم الشعب الأردني الذي يشكل كنزا عزّ نظيره في التماثل والتماسك الوطني الملتزم والمنتظم، ولديه جاهزية العطاء الفوري بحيث تتحول البلد الى كرة لهب في وجه كل معتدي أو يفكر بالإعتداء.
6.إعادة إنتاج الخطاب الوطني وتصويب مسار منصات الاعلام والتوجيه الوطني، والمساجد، وتمكين البرلمان من لعب دوره الدستوري كاملا في الذود عن صالح ومصالح الوطن والمواطن، وتشكيل هيئة إسناد شعبي في كل محافظة قوامها الفالحين من أبناء المكون الوطني الأردني الواحد الموحد، واطلاق يدها في بناء جدار صمود أهلي رديف للقوات المسلحة ، فان الشعب المؤطر والمنظم والواعي لا ينكسر أمام العدوان أبدا، و نحن نواجه عدوا مثالي من حيث الباطل الذي يمثله، ونحن بالحق الذي نحمل نستطيع بعون الله ان نعطي نموذجا فريدا للشعب الملتحم.
7.الإستفادة القصوى من العوامل الديمغرافية التي يحوزها البلد، فالديمغرافيا في نهاية المطاف هي التي تحكم المشهد، بريطانيا احتلت 33 دولة في العالم والآن انحسرت داخل جزرها الباردة وإنكمش سكانها، والأردن يتمتع بما يلي :
•الدولة الوحيدة التي تضاعف سكانها أكثر من مائة مرة وعاصمتها تضاعفت أكثر من ألف مرة خلال قرن واحد فقط وهذا دليل قوة واستقرار.
•الأردن بلد عشائري ممتد وله عمق عشائري في المحيط العربي القريب، وكل عشيرة تنظيم عضوي قائم بذاته، وأكثر هذه العشائر حاضرة وموجودة حتى ماقبل الفتوحات الاسلامية.
• وللإردن جاليات قوامها مليونا من المغتربين المؤثرين جدا وصلتهم اليومية بالوطن وثيقة للغاية على كل صعيد، وسموتريتش وإبن غفير ونتنياهو وزامير ليسوا قدرا مقدورا.
•عمان العاصمة أكبر من قطاع غزة ثلاث مرات، وهي أكبر مدينة في بلاد الشام جميعها، فهي مدينة بحجم دولة.
•الاردن بلد متعلم وهو مستودع للكفاءات ومخزن للطاقات والملكات وفية فائض من الرجولة والوطنية الحقة، وإضافة لذلك يرفده مباشرة ملايين الأشقاء الفلسطنيين في العالم، فهم إمّا ولدوا فيه أو تعلموا فيه، وكلهم يعشق عمان الجليلة والجميلة فهي بوابتهم الى العالم، وجميعهم يرتبط بالأردن دينيا ووطنيا وقوميا وأحيانا بالعشيرة والنسب والمصاهرة وغيرها من الوشائج التي تعمق الحب والوفاء، فالأردن بلد سهل ممتنع، وجغرافيته السياسية رغم خطورة موقعها إلّا أنها وفرت للبلاد مزايا لايحظى بها سواها.
•أبدا، أبدا، ليس هناك أردني واحد فكّر يوما أو يفكرا راهنا في مغادرة البلد المبارك مهما كانت الظروف، بل إن أنفسنا تحدثنا بالنصر المؤزر فنحن لم نعتدي على أحد، أوعلى الأقل سنكون بلدا قوامه 12 مليون شهيد، فلسنا بلدا من مزدوجي الجنسية مثل العدو. وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.
سعود ابو محفوظ – الزرقاء
19/8/2025م.