من الصريح – إربد إلى العالمية… كامل العجلوني طبيب حمل الضمير قبل اللقب

 
بقلم :مروان المساد
  من بلدة الصريح في محافظة إربد، خرج معالي الدكتور كامل العجلوني ليصبح اسمًا يعرفه الطب في الأردن والعالم العربي. رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصماء، وأستاذ الطب، لكنه قبل كل شيء إنسان يعرف قيمة الحياة ويحترم مهنته حتى آخر حدودها.

من أول يوم في حياته العملية، كان يرى المريض إنسانًا له كرامة قبل أن يكون حالة طبية. هذه الروح الإنسانية مع العلم والخبرة جعلته قريبًا من الناس، ومحل احترام وثقة أينما ذهب.

لكن ما يميز معالي الدكتور كامل ليس فقط نجاحه المهني، بل مواقفه الواضحة والصريحة. لم يخشَ أن يعلن انحيازه لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضه لجرائم الاحتلال، حتى عندما كلفه ذلك مكانته في مؤسسات دولية مرموقة. تمسّك بمبدئه، مؤمنًا أن الحق أغلى من أي وسام، وأن الصمت أمام الظلم خيانة للإنسانية.

في زمن يختار فيه كثيرون السلامة بالصمت، بقي الدكتور كامل العجلوني شامخًا بصوته وموقفه، ليكون قدوة لكل شاب وباحث وطبيب. نحن بحاجة إلى أمثاله… أشخاص يثبتون أن الشرف لا يُشترى، وأن الكرامة لا تُفرَّط، مهما كان الثمن.

الدكتور كامل العجلوني ليس مجرد طبيب ناجح، بل قصة وطن، وشهادة حية على أن العلم إذا فقد ضميره، فقد روحه. وهو يستحق منا كل احترام وتقدير، وتكريم يليق بما قدمه للأردن والإنسانية.

… وربما أكبر تكريم يمكن أن نقدمه للدكتور كامل العجلوني ليس وسامًا أو شهادة، بل أن نتعلّم من سيرته. أن نفهم أن النجاح الحقيقي لا يكون فقط في قاعات المحاضرات أو غرف العمليات، بل في الموقف الذي نتخذه عندما نقف أمام الظلم.

الدكتور كامل علّمنا أن الطبيب لا يداوي الجسد فقط، بل يحمي الروح، ويقف مع الحق حتى لو كان وحده في الميدان. علّمنا أن الكرامة لا تُقاس بعدد الجوائز، وأن القيم لا تُباع ولا تُشترى.

سلام عليك يا ابن الصريح