مهرجان جرش 2025: نجاح باهر في دورته الـ39 وسط مشاركة دولية واسعة وحضور جماهيري لافت
أكد المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، أيمن سماوي، أن الدورة الـ39 من المهرجان التي أُقيمت هذا العام تحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر"، حققت نجاحاً استثنائياً، بشهادة الضيوف والمشاركين من الدول العربية والأجنبية.
وشهدت هذه الدورة مشاركة 36 دولة عربية وأجنبية من خلال فرقها الفنية والثقافية، وهو ما اعتبره سماوي دلالة واضحة على ما يتمتع به الأردن من أمن واستقرار، حيث لم تتردد تلك الدول في إرسال فنانيها وشعرائها ومثقفيها إلى مهرجان جرش.
وأشار سماوي إلى أن هذه الدورة تميزت بالتنوع والثراء في البرامج الثقافية والفنية، سواء من حيث الكم أو المحتوى، حيث تم تنظيم أكثر من 400 فعالية، قدمت على امتداد 8 محافظات أردنية. كما شهد مسرح المدينة الأثرية بجرش، وخاصة "الساحة الرئيسية" و"مسرح أرتيمس"، حضوراً فنياً لفرق عالمية أبهرت الجمهور، بالإضافة إلى تقديم فعاليات شبابية وجامعية لأول مرة في تاريخ المهرجان.
ولفت سماوي إلى النجاح الكبير لفعاليات "مسرح المونودراما" الذي شاركت فيه 10 عروض تم اختيارها من مئات الطلبات، وشهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، مشيداً بمستوى العروض وتنظيمها.
كما شهد البرنامج الثقافي للمهرجان عدداً من الفعاليات الفكرية والأدبية، منها ندوة "جماليات المكان في الأدب الأردني"، والمؤتمر الفلسفي بعنوان "التفكير والفلسفة في مواجهة التكفير"، بمشاركة باحثين من عدة دول عربية، في إشارة إلى البعد الفكري العميق للمهرجان.
وتضمنت فعاليات المهرجان مبادرات مجتمعية وإنسانية مثل برنامجي "بشائر جرش" لاكتشاف المواهب الشابة، و"عبق اللون" المخصص للمبدعين من ذوي الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى تفاعل كبير مع برامج الموسيقى المستقلة وموسيقى الراب، التي جذبت جمهوراً شاباً واسعاً، وفعّلت دور المسرح الشمالي كمنصة للفنون المعاصرة.
وعلى صعيد الحضور الجماهيري، أوضح سماوي أن نسبة إشغال المسارح الرئيسية تجاوزت 80%، وفي بعض الحفلات وصلت إلى 110%، كما في حفلي الفنانين خالد عبدالرحمن وأصالة نصري. ولفت إلى أن المهرجان استقطب زواراً وسياحاً من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس أهميته كمحطة للسياحة الثقافية.
وتحدث سماوي عن الفعاليات المجتمعية التي رافقت المهرجان، مثل مشاركة أهالي جرش من خلال تشغيل أكثر من 1500 شخص من أبناء المحافظة، مما أسهم في تعزيز الحسّ بالانتماء المحلي وتنشيط الاقتصاد المحلي.
كما نوه بالدعم الرسمي للمهرجان، بدءاً من توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتعزيز دور المهرجانات، ومروراً بمتابعة رئيس الوزراء جعفر حسان، ورئاسة وزير الثقافة مصطفى الرواشدة للجنة العليا، وصولاً إلى الإشادة الكبيرة من قبل السفراء والضيوف الدوليين بما قُدم خلال حفل الافتتاح من دمج بين التراث الأردني والتقنيات الحديثة.
وفي ختام تصريحه، كشف سماوي أن الدورة القادمة من مهرجان جرش ستشهد مشاركة 50 دولة، في مؤشر واضح على ازدياد الثقة الدولية بالمهرجان، مؤكداً أن العمل سيستمر لتجويد التجربة وتحسين الجوانب كافة، ليبقى مهرجان جرش منصة ثقافية عربية وعالمية تعكس وجه الأردن الحضاري.