عذرًا " المياه مقطوعة"

   كتب -  فايز الشاقلدي
     عذرًا، المياه مقطوعة اليوم"... عبارة أصبحت نشيدًا جديدًا يتردد على شفاه المواطنيين، لا سيّما في المحافظات والقرى، في بلد يعتبر من أفقر الدول مائيًا، لم تعد التحديات في ندرة المورد المائية ولكن في غياب الإرادة لإدارته.
 سنوات من المؤتمرات والخطط الاستراتيجية ومشاريع الـ"استدامة” و"العدالة التوزيعية” و"مكافحة الاعتداءات"، لم تسقِ طفلًا ظمِأ ولا عجوزًا ينتظر الماء كي يغسل جسده المريض..على العكس، كلما ارتفع الحديث عن الحلول، كلما انخفض منسوب الثقة بالحلول.
 ويبقى التساؤل،، هو إنجاز أن نعترف بالأزمة فقط.. وفخر أن نحمّل المواطن المسؤولية وننسى أن شبكة المياه الوطنية مثقوبة ليس فقط بسبب الاعتداءات، بل بسبب سوء الإدارات التي أغمضت أعينها لعقود؟
 كيف لمن يدفع فاتورة ماء لا تصله قطرة أن يقتنع بعدالة توزيع المياه..كيف نقنع مواطنًا يعيش على صهريج كل أسبوع أن وزارة المياه  "تقوم بواجبها"؟
المياه ليست أزمة.. بل مصطنعة بامتياز.
 نعم، الفقر المائي واقع، لكن فقر الإدارة أخطر..لا نحتاج إلى اجتماعات، نحتاج إلى مسؤولين لا يقبلون بأن تهدر قطرة ماء ولكن نحتاج إلى عدالة التوزيع المياه ..ونحتاج إلى إعلام موضوعي يجسد الواقع ويجترح الحلول.
 يقول البعض بأن..كل شيء أصبح "مؤقتًا": الدعم المادي "مؤقتًا"، الماء يأتي "مؤقتًا"، دعم الخبز يُدعم "مؤقتًا"، ..ولكن وحدها اللامبالاة أصبحت "دائمة".
كيق نتحدث عن الأمن المائي والمواطن بات..مضطر أن يتحوّل إلى صهاريج المياه وعلى نفقته ليوفّر لأطفاله ما يسدّ به رمق العطش..أي إدارة مائية نعيش، ونحن نراها عاجزة حتى عن ضبط صنبور ماء ولكنها تُحسن ضبط عدّاد كل بيت وفي كل حيّ.. ؟
لا نريد تصريحات عن الواقع المائي ولكن نريد حلولا وخخد واقعية تكتب على الورق وتخرج إلى المواقع وتترجم إلى ماء يضخ وتُترجم إلى "مواسير" تضخ ماءً ليروي العطشى..ولكن تبقى التحديات واقعية وييعيشها المواطنون ولم تعد المسألة  ..خللاً فنياً .. ولم تعد "تحديًا مناخيًا..ولكنها اصبحت تحديات وخطط وأزمة إدارات وقرارات، والناس عطشى ويحتاجون الى الماء ليروي عطشهم... ولكن نقول..عذرًا " المياه مقطوعة".