وصفت وزارة الخارجية السودانية إعلان قوات الدعم السريع تشكيل ما سمّته "حكومة مدنية" بأنه "محاولة يائسة" تعكس حجم الانكسار السياسي والعسكري الذي تعانيه هذه القوات بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب في البلاد.

وقالت الوزارة في بيان رسمي، السبت، إن إعلان الدعم السريع عن حكومة موازية "لا يمت للواقع بصلة"، مؤكدة أن الخطوة تفتقر إلى أي شرعية قانونية أو سياسية، وتعكس سعيًا من تلك القوات "للتشويش على المشهد السياسي والإنساني"، بحسب تعبير البيان.

وأضافت الخارجية أن هذه الخطوة تأتي في وقت تواجه فيه قوات الدعم السريع تراجعًا ميدانيًا في عدد من المناطق، مشيرة إلى أن ما وصفته بـ"اللجوء إلى الخطاب السياسي العبثي" هو محاولة لتغطية الفشل العسكري والانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها هذه القوات ضد المدنيين في دارفور ومناطق أخرى.

وأكد البيان تمسك الحكومة السودانية المعترف بها دوليًا بمسار الحل السياسي القائم على المرجعيات الوطنية، وعلى رأسها الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام، داعية المجتمع الدولي إلى عدم الانجرار وراء ما وصفته بـ"الخطوات الاستعراضية غير المسؤولة".

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت قبل أيام عن تشكيل ما أسمته "السلطة المدنية الانتقالية"، في خطوة وصفتها بأنها تهدف إلى ملء الفراغ السياسي وبناء مؤسسات مدنية بديلة، وهو ما قوبل برفض واسع من الحكومة السودانية والعديد من القوى السياسية.

يُشار إلى أن السودان يعيش منذ أبريل 2023 صراعًا عسكريًا دام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تعثر جهود الوساطة الإقليمية والدولية حتى الآن.