الأدوار

كتب ـ لارا علي العتوم 

 لعبت المرأة العربية دورا هاما في مجالات الحياة من علم وفن وادب رغم ان وضع المرأة في المجتمع ونظرتها لنفسها اختلفت من عصر الى آخر، وتتباين مكانة المرأة بين جميع العصور وقد تختلف حسب معطيات زمانها.

ولطالما كان صمود المرأة وثباتها ومواقفها في جميع العصور تتمحور حول تقدمها وتطورها ومواكبتها لتطورات العصر وممارسة حقوقها وكان التعليم العامل الحاسم الذي تمكست به المرأة

وانطلاقا من حقيقة اساسية ان المرأة مواطن كامل الاهلية في مجتمعها وعليها ان تساهم في رقي المجتمع وتتفاعل مع مؤسساته وتنظيماته الحكومية وغير الحكومية، كما ان عليها ان تساهم في مناقشة القضايا المجتمعية بشكل عام والقضايا والمشاكل التي تواجه المرأة بشكل خاص وتقديم الحلول والعمل من اجل معالجة هذه المشاكل او تحقيق ما تريده، جميع بلدان العالم قدمت او فتحت باب التشاركية للمرأة بجانب الرجل وبينما كان العالم يعمل بالتمكين او المساواة او بأي شيء يتعلق بالمرأة، نرى المرأة في غزة وقد انتقصت اسرائيل منها جميع حقوقها وحتى حقوق الانسان لم تستطيع انقاذ المرأة في قطاع غزة.

لا شك ان زخم الاحداث في بعض البلدان العربية كان لها الاثر المباشر على تراجع مكانة المرأة فيها، ليس تقصيراً من المرأة بقدر ما هو افتقاد الوعاء الآمن القادر على احتضان ودعم وتمكين كل ما يخص المرأة فهذه البلدان افتقدت الأمن، القاعدة الاساسية للتقدم والتطور والاستقرار وهذا بدوره اثقل دور المرأة وتعددت وظائفها ان لم تكن قد انحصرت في ادوار تتصف بالتقليدية اكثر منها بالتقدمية، ولكن وعلى الرغم من ان المرأة في هذه البلدان تواجه تحديات مشتركة كالصراعات المسلحة وانعدام الأمن والعنف القائم على النوع وضعف القوانين التي تحمي حقوقها وتراجع التعليم وفرص العمل، ففي اليمن يعانين من قيود اجتماعية تقليدية صارمة، وتراجعت الحقوق بشكل ملحوظ أما في ليبيا تتعرض النساء للتهديد والعنف، وتواجه صعوبة في المشاركة السياسية أو الوصول لمواقع القرار، إلا أن هناك مبادرات نسوية ومجتمع مدني فاعل يسعى للدفاع عن حقوق المرأة وتحسين أوضاعها، وغالبًا ما تكون النساء في الصفوف الأمامية للمطالبة بالتغيير، وتبقى المرأة في قطاع غزة محاصرة بالقهر والقتل والجوع وقد يكون هذا أقسى ما تلقته المرأة منذ عصور طويلة من العذاب او التعذيب المباشر.

حمى الله أمتنا

 حمى الله الأردن