يجب ألا تقوم بها الدولة

كتب - ابراهيم عبد المجيد القيسي 

  ترمب؛ يتعرض للضغط والابتزاز من قبل إدارة الشركة الصهيونية للأعمال القذرة، المسماة «إسرائيل»، وكذلك كل الإدارات الأمريكية قبل ترمب، وأمس الأول كتب ترمب تغريدة موجهة لـ17 مليون مواطن إيراني، يطالبهم فيها بإخلاء العاصمة طهران، ثم انطلقت صور معالجة بالذكاء والغباء الصناعي والطبيعي، تُظهر شوارع مكتظة بالسيارات حد الاختناق، وقالوا عنها بأنهم سكان طهران، يرضخون لتهديد او ربما «نصيحة» ترمب، فكل الظنون تقول بأن إسرائيل قالت لترمب سنضرب طهران نووي، والـ»زلمه» صدق وبالغ في التصديق، ثم شطب تغريدته.
سؤالنا: ماذا لو حدث في خضم هذه المواجهة المتصاعدة خطأ ما أو جريمة ضخمة، وتعرضنا خلالها (أعني نحن في الأردن) لاختبار كارثي!! كيف نتعامل معه وكيف نحمي أنفسنا ودولتنا ومواردنا وجبهتنا الداخلية؟!
الموضوعية تتلاشى حين تمر الشعوب بحالات متكررة من اليأس، وتنقلب إلى مجرد جمهور، يريد بطولات وطنية أو قومية، ويبحث عن الإثارة حتى لو كانت مجرد فيديو ابتكره تطبيق ما من تطبيقات الذكاء الصناعي المجانية..
هل حقا نبلي حسنا، حين نبحث عن أخبار تفيد بأن إيران حققت انتصارات وخسائر وحرائق في جسد الكيان المجرم؟ وننتظر حلول الظلام ننظر إلى سمائنا الغربية، نترقب وهج مقذوفات صاعدة او هابطة، ثم نغوص في الشاشات نبحث عن سواليف تضطرب في موجة من السرور، تقصينا أكثر عن واقعنا ومصالحنا، وتضعنا عنوة في صالة سينمائية مغلقة !!
مثلا، ولا قدّر الله، ماذا لو قامت الجهة الخبيثة بقصف خطوط الماء والكهرباء مثلا، تحت أية ذريعة ومسمى؟.. وماذا لو تعرض المخزون النووي في مفاعلات ومستودعات الجيش المجرم لإصابة، وحدث تسرب نووي او انفجار ما، سيظهر وليس سهلا أن نعتبره «زلزالا» يضرب حفرة الانهدام  ويبرر بأنها منطقة ذات نشاط زلزالي، ونقرأ إحصائيات عن مئات من الهزات الأرضية.. كما كان يجري في تفجيرات اسرائيل النووية في باطن الأرض، أقول ماذا لو كان انفجارا حقيقيا ظهر فوق الأرض، ماذا سنفعل هنا، وقدرنا أننا دولة محايدة تقع جغرافيّا على فوّهة مستودع أسلحة نووية وجرثومية تديره أقذر الأيادي واكثرها تورطا وغلوّا في الإجرام.. وثمة ألف سؤال متعلق بالسلامة العامة وحسن التصرف، تقوم بها الدول والشعوب حين تعيش مثل هذه الظروف الكارثية الاستثنائية.
هناك الكثير من الإجراءات لا يعرفها الناس، لكنها مهمة في ظروف ما، وقد تنقذهم من خطر وشر وموت..
لا يمكن للدولة أن تطلب من المواطنين وفي مثل هذه الظروف، ان يتعلموا او يقوموا بإجراءات معينة، تتعلق بالحرائق مثلا او بالظلام او قلة الماء والغذاء والدواء، لأنها بذلك تصبح متهمة بأنها تعلم شيئا او متورطة بشيء ما في هذه الحرب.. الخ استنتاجات مألوفة في عالم الفوضى الخلاقة.
أعتقد بأنه عمل وطني مطلوب من كل الجهات والناس والمختصين والنخب.. يجب ان يقوموا ذاتيا بتثقيف او تعليم أو حتى تدريب الناس على حسن التعامل، وقت الكوارث المحتملة، وأن لا يكون الأمر صادرا عن الدولة ومؤسساتها في مثل هذه الظروف.
دعونا نلتفت مرة واحدة إلى بلدنا ودولتنا وأمننا الطبيعي، وندّخر جهودنا وأوقاتنا التي نبذلها على ملهاة السخافات والأمنيات..
نقول هذا ونحن نصلي لله سبحانه ان يجنبنا ويجنب البشر كل الشرور، ويحمينا جميعا من جرائم التوحّش البشري..
لديكم مثال مؤسف، حيّ، يحدث يوميا في غزة، فالمعدل اليومي المعقول بنظرهم، ان يجري قتل 50 جائعا من الذين يطلبون لقمة خبز تبقيهم قيد الحياة..