وطن بـ أكمله على "الواتس آب" (قروب "الصحفيون")



نافذة صغيرة على شاشة الهاتف تضيء وترسل "بيب" كل لحظة وأخرى، تهمس بوجود وطن حر حيث لا حدود جغرافية ولا قيود وتشريعات صارمة، ولا ديكتاتورية سوداء، ولا توجيه أعمى،،، فكر حر وشجاعة ورزانة وعلم وتخصصية وأخلاق رفيعة،،،  

تذهب عنا الحزن، وقسوة لليالي الغربة، وضيق المدن الفسيحة، والصمت الثقيل هذا الرفيق المتوحش لكل المغتربين عن أوطانهم وأحبتهم,,, 

قروب "الصحفيون" على تطبيق "الواتس اب"،،،،

ليس مجرد تجمع عابر ، بل مجتمع متماسك من العقول الثقيلة، والقلوب الناصعة البياض، فيه حيث الكلمات لا تخضع لسلطة المسافات، والفكر يسمو فوق كل اختلافات، ويصبح الحديث حوارا راقيا، والنقاش فضاء واسعا تتلاقى فيه الآراء دون أن تتصادم الأرواح....

في كل رسالة ترسل، وفي كل قضية تطرح، ثمة أصوات تتحدث برصانة، تحتضن الزملاء والأصدقاء، لا تسأل عن الانتماء، ولا تقف عند الفواصل المهنية أو الفكرية، وكأنه بيت يجمع المشتتين، ومنفى يخفف وطأة المنافي.
 
فـ حين تثقلني الغربة، يكفي أن أهرب إلى هذا الوطن الذي لا يحتاج إلى أرض ونظام وسلطة وسطوة، بل يكفي أن يكون فكرة تسكن قلوب من يؤمنون بأن الصحافة ليست مهنة، بل رسالة تجمع الأرواح قبل الأقلام.

وطن الكلمة والفكر الحر،،، وطن الصحافة،، وطن أهل الفكر …
#خليل_النظامي