الملك يعبر عن غضب 400 مليون عربي
كتب - شحاده ابو بقر
كرامة العرب على المحك بعد أن تمادى الأعداء كثيرا في الاستخفاف بهم كما لو كانوا مجرد مجاميع من بشر لا وزن ولا حضور ولا حقوق لهم.أنا على يقين من أن الملك الذي يتهيأ للقاء رئيس أميركا الثلاثاء هو خير من يعبر عن ضمير ووجدان كل عربي يخالطه الشعور بالظلم حتى وهو يدرك أنه يتحدث عن أمة جعل الله كل أسباب القوة والمنعة والكرامة بيدها لو توحد شملها.الملك كما نراقب يمارس سياسة حكيمة هادئة ولكن حازمة بشأن الثوابت والحق الفلسطيني وسيادة الأردن وبالتالي رفض كل ما يتبناه ترامب من سياسات التهجير إذ لا يرى هذا الرجل في الشرق الأوسط كله سوى دولة الإحتلال وما عداها فلا قيمة له عنده.الملك سيعرض في الزيارة الأهم في تاريخ العلاقات الاردنية الأميركية الدور الذي يفترض أن تنهض به واشنطن اكبر دول الأرض من حيث إحقاق الحق وردع الصلف الإسرائيلي ومساندة قيام الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف وجلاء الإحتلال عن الأرض العربية، وإلا فإن الولايات المتحدة هي من تدعم الظلم الذي سيدخل المنطقة في دوامة لن تبقي ولن تذر.الملك لن يدخر جهدا في الدفاع عن الحق وعن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وعن كرامة ٤٠٠ مليون عربي لم يعد لديهم متسع لمزيد من الصبر على ما واجهوا من ظلم وهوان منذ العام ١٩٤٨ جراء دعم سياسات وأفعال دولة الإحتلال من جانب الولايات المتحدة تحديدا.إن عاد ترامب إلى رشده وتخلى عن الأوهام التي ينادي بها وسعى لإحلال سلام عادل، فهذا جيد وهو الأصل. وإن واصل طريقه الحالي، فإن أمل الشعوب العربية كلها من محيطها إلى خليجها هو في قمة ستعقد على أعتاب رمضان المبارك لتعيد للأمة شيئا من كرامتها عبر موقف عربي موحد قوي مسؤول يتخذه قادتها الذين لا عذر لهم بغير ذلك بعد أن سئمت شعوبهم الهوان والذل وإستخفاف الخصوم بهمالعرب يقتربون من فقدان الأمل بعد طول عناء مرير مع المحتل المجرم وأعوانه الظلمة، وعليه فإن قادتهم أمام محطة مفصلية في التاريخ العربي كله، وبأيديهم أن يجعلوا شعوبهم تحملهم على الأكتاف تدافع عنهم ضد كل القوى العدوة مهما تجبرت ومهما بلغ سلطانها، فالعربي جاهز لان يقتات الخبز الحاف والعيش بكرامة إذا كان هذا هو ثمن الكرامة والخلاص من حالة الذل والهوان على الناس.
الله من أمام قصدي