جن جنونك يا جنين..يا متراس المقاومين
كتب- فايز الشاقلدي
رقعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها نصف كيلو متر مربع باتت الشغل الشاغل للباحثين والمحللين، وصداع دائم لصناع القرار في الدوائر الأمنية في الإحتلال"الإسرائيلي" ، فما حدث ويحدث داخل مخيم جنين وثورته التي لا تهدأ خلق حالاً استثنائية استوجبت من المستوى العسكري الإسرائيلي التعامل معها منذ عقدين.
وهو أيضاً "الرقم الصعب" في الضفة الغربية، فالمخيم الذي تخفق السلطة الفلسطينية حتى اليوم في السيطرة عليه تحول إلى أيقونة وحاضنة لكل المقاتلين من جميع الفصائل الفلسطينية، واستأثر بمكانة خاصة على خريطة العمل الفلسطيني المسلح، مما جعله عرضه للعمليات العسكرية والاقتحامات اليومية بهدف اجتثاث المسلحين واعتقال مطلوبين، وترسخ ذلك أكثر بعد إعادة "إسرائيل" السيطرة على الضفة الغربية عام 2002.
حيث أطلقت السلطة المدعومة من الغرب، أكبر عملية أمنية لها منذ سنوات لمحاولة إخراج المجموعات المسلحة، في محاولة لإظهار قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني في الضفة الغربية، وسط تطلعاتها للسيطرة على غزة ما بعد الحرب.
وتحاول قوات السلطة اعتقال عشرات الرجال الذين تروج لوصفهم بالخارجين عن القانون الذين يحاولون "اختطاف” المخيم.
وقد تأسس مخيم جنين لإيواء الفلسطينيين الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بعد قيام دولة الاحتلال "الإسرائيلي "في عام 1948، وهو الآن منطقة مكتظة بالسكان تضم حوالي 25,000 شخص.
وتضم فصائل المقاومة في جنين تحالف من المجموعات المسلحة يشمل كتائب شهداء الأقصى، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وجميعهم يقاتلون تحت راية كتيبة جنين.
ومع تصاعد القمع الذي تمارسه السلطة، أصبح الوضع في المخيم كارثيًا. أُغلقت جميع مداخل المخيم، ولم يتمكن حتى المسعفون من الدخول. ومع بداية الأسبوع الحالي، حُرم العديد من سكان المخيم من الماء والكهرباء، وازدادت أكوام النفايات، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية.
كما أدى القتال إلى تعليق خدمات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المخيم، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.
وتشكل المواجهات في جنين اختبارًا لمدى قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على الوضع الأمني في مناطق مثل غزة، وفقًا لاتفاقيات أوسلو. ومع ذلك، يشير السكان المحليون إلى تزايد مشاعر الغضب واليأس طبعا فقال لمصادر صحفية.
وبينما تسعى السلطة الفلسطينية لتثبيت الأمن وإثبات قدرتها، تزداد التوترات مع فصائل المقاومة وسكان المخيم، مما يجعل الوضع في جنين مثالًا صارخًا للتحديات التي تواجهها السلطة في المناطق الفلسطينية المحتلة.
ويتم ذلك في وقت تبدو السلطة الفلسطينية في وضع المنبوذ شعبيا وتفتقد لأي غطاء تنظيمي وسط غضب أكبر في الشارع الفلسطيني على نهج التنسيق الأمني والعمل كوكيل للاحتلال الإسرائيلي.
وفي النهاية ..رسم مخيم جنين لوحة عز وفخر يعتز بها كل فلسطيني متمسك بأرضه، يقف في وجه العدو الصهيوني والة القمع السلطوية بصدره العاري وعزيمته الراسخة لينتصر الكف على المخرز ،وسيبقى الشعب الفلسطيني والمقاومة واقفاً كما وقف على مدار مئة عام مدافعًا عن أرضه وكرامة العرب والمسلمين في وجه المحتل الغاصب، وأمام هذه اللوحة المشرفة التي شهدها وشاهدها العالم أجمع نقول: لا بد من الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس وفي كل فلسطين، ولا سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز صمودهم ويقربنا من يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى...وتبقى الكلمة الأخيرة لمتراس المقاومين في جنين .