"الإنسانية المشتركة " ما بين غزة وحرائق لوس أنجلوس
كتب - الإعلامية ليندا المواجدة
منظومة إنسانية روحانية مشتركة ممزوجة المشاعر والأحاسيس والألم أصبحت تحتاج إلى تطوير مفاهيمها الإنسانية التي لا تفريق بينهما مهما بَعُدت المسافات والحدود والجغرافيا ، فسيبقى الإنسان هو العنوان لكل هذا فإن أول ما يجمع هذه الإنسانية هو الشراكة في منظومة الأمن والسلام والعدالة ، لا تنفيها أو تنتقص منها القوة القائمة في هذا العالم ، ومن ضمن هذه القوى
قوة الطبيعة وظواهرها المخيفة ، التي لا تعرف الحدود ولا الجغرافيا ، ف لو أمعنا النظر في ما يجري الأن في أميركا وهي القوة الأكبر في هذا العالم وهي من يتحكم بسياسته الكونية ، جاءت هذه الظواهر الطبيعية لتتحكم في هذه القوة والتي نرى بأنها أصبحت عاجزه امام هذه الظواهر الطبيعية قوة الطبيعة ، هذه القوة أصبحت تنال تعاطف الأخرين من هذه المنظومة الإنسانية ، حيث أصبحت ترى بالعين المجردة الأرض تحترق والنباتات تشتعل والبيوت تنهار والإنسان يموت ، ناهيك عن إنهيار المنظومة الإقتصادية وتعطل الحياة بفعل هذه الظواهر والتي تحمل العديد من الرسائل لهذا العالم الذي عليه أن يستيقظ ضميره فإذا كانت أميركا قد نالت تعاطف المنظومة الإنسانية فإن ما يجري في غزة هو العكس من مشاهد الموت والدمار والقتل والعدوان بفعل أسلحتها المدمرة للحياة وأحزمتها النارية التي أشبه ما تكون ما يحدث في أميركا الأن ،
إلا أن نظرة العالم لأميركا مختلفة ، حيث يسعى العالم لمواجهة ما يحدث من خلال إتفاقيات المناخ لمواجهة الإحتباس الحراري والذي قد تكون من نتائجه حرائق أميركا
إذا كان الأمر كذلك لماذا لا يسعى العالم إلى منح غزة السلام والعدالة وردع هذا الكيان الذي أمعن في إحتباس السلام عن فلسطين وغزة وأهلها ،
من هنا فإن هذه الظواهر الطبيعية وهي أمر الله عز وجل ماذا فعلت بتلك الولايات الأميركية رغم ما تمتلكه من كل مقومات القوة ،
فإذا كنا هنا نبحث عن إستعطاف المنظومة الإنسانية أمام ما تفعله ألة الحرب الإسرائيلية وغطرستها ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وخاصة في قطاع غزة .
لا بد لهذا العالم أن يقرع جرس الإنسانية بضميره حتى يستيقظ من سباته العميق للمساهمة في إطفاء حرائق غزة وأميركا لماذا ؟ لأن هنا إنسان وهناك إنسان تجمعهم وتجمعنا الإنسانية التي يجب عليها ألا تفرق بين هذا وذاك
على العالم أن يرفع صوته لوقف أهداف وأطماع ألة الحرب الإسرائيلية التي أصبحت تكلفتها البشرية عالية جدا ضد الإنسان الفلسطيني ويعتبر هذا أقل واجب أمام هذا العالم الذي يتغنى بتلك الإنسانية ، أما غير ذلك فإن الإنسانية أصبحت عنصرية هذا يعيش وهنا يجب أن يموت .
فإن لم تتحقق العدالة فهذا يستوجب على العالم أن تقول كفى لهذه الإنسانية هرائها البالي المُرقع ، لأننا أصبحنا نحتاج إلى تفعيل منظومة الإنسانية المُشتركة إن كانت في غزة أو أميركا وتحديدا هنا بأن ماقام به الكيان الاسرائيلي ليس ظاهرة طبيعية ، إن تخلي العالم عن مسؤوليته تجاه أطفال غزة، وعجزه عن الاستجابة لصرخاتهم واستغاثاتهم ودموعهم، والقصور عن مد يد العون لنجدتهم، يعني موت قيم الرحمة والإحسان في الضمير الإنساني، وتحول أرض غزة إلى مقبرة للقيم والمعاني الإنسانية، لتدفن إلى جوار شهدائها وأطفالها .