حسين الجغبير يكتب : العقبة.. انتبهوا لما يحدث هناك

حسين الجغبير

 قبل 25 عامًا، كانت العقبة عبارة عن ميناء باعتبارها المنفذ البحري الوحيد للمملكة، إلى جانب كونها مدينة سياحية متواضعة من حيث المنشآت الفندقية والمرافق السياحية، وعدد السكان، فيما غدت اليوم عبارةً عن مدينةٍ سياحية أكبر يقطنها نحو 200 ألف شخص، وتضم منظومة موانئ، وتحول إلى منطقةٍ تنمويَّة استثمارية على مستوى عالمي. بل تجاوزت ذلك بأن كان لها تأثيرٌ كبير في تطورِ المناطق المحيطة بها، فيما هناك 99 برنامج تطويري لمدينةِ العقبة حتى العام 2040، محملة بأهداف أنها محدثة وتستهدف ليس العقبة وحدها. ما يحدث بالعقبة، إنجاز، بحسب ما أكَّد عليه رئيسُ مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز في حديثٍ لصحيفة "الأنباط"، والذي أوضحَ أن الهدف هو "أن نبني على ما أنجزه، ونعززه، ونحسن، فالعقبة مستمرة بالتطور"، وهو الأمر الذي أكَّد عليه أيضًا في حوارٍ أجراه مع الصحيفة الرئيس التنفيذي لشركةِ تطوير العقبة حسين الصفدي، بأن المشاريع التي تشهدها المدينة تعكس أهميتها وحرص الدولة على الوصول بها إلى العالمية". اليوم تحتضن العقبة مركزًا دوليًا للمعارض على مستوى عالمي على مساحة 24 ألف متر مربع، ومتحف طائرات تراثي قيد الإنشاء، وتطوير ميناء النفط، فيما هناك بعض المساعي ليصبح ميناء حاويات العقبة ضمن أول 50 ميناء حاويات في العالم، خالي من الانبعاثاتِ الكربونية وهذا سيضع العقبة على الخارطةِ العالمية في منظومة الشحن العالمي، والتبادل التجاري. كما أنَّ هناك توقيع لاتفاقيات ومذكرات تفاهم مع مجموعة موانئ أبو ظبي ومن ضمنها إنشاء محطة السفن السياحية، وبدأت باستقبال السفن السياحية.

هذا جزء مما تشهده العقبة اليوم من تطور ونهضة، وكلي ثقة أن أغلبَ الأردنيين غير مطلعين على ما يتحقق هناك، والجهود الجبارة التي يبذلها القائمين على إدارةِ المدينة ومسؤوليها في سبيل ضمان استمرارية التطور، الذي بدأ منذ 25 عامًا، وسيستمر بحسب الأهداف الموضوعة. ككاتب مقال أتحمل وغيري من مؤسسات الإعلام مسؤولية عدم اطلاع الناس على ما يجري بالعقبة من نهضةٍ سياحية وإنشائية، وتجارية واقتصادية، فلم يربطنا بالمدينة سوى سعينا لقضاءِ بعض الوقت فيها للاسترخاء، ولم نسلط الضوء على ما تعقبه به من تطور عالمي، يستحق منا أن نقف عليه ونشرحه للناس ليفخروا بأن هذه المدينة الصغيرة باتت اليوم أيقونةً في بلدٍ يعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية. العقبة تستحق من المؤسسات الإعلامية زيارتها والتجول فيها، وتقديم وجبة إعلامية وصحافية عنها ليثق الناس بأن هناك تحوُّل كبير يستحق الشكر والثناء. لا بد وأن نبرز هذا المنجز بتقاريرٍ صحفية، بالصوت والصورة والكلمة، وهذا أقل واجب ممكن أن يقدم لثغر الأردن الباسم.