المهور الباهظة للفتيات تدفع الشباب إلى خارج الحدود


 دقيقة أخبار- فايز الشاقلدي 
  في ظل ارتفاع مهور الزواج، بدأ الشاب الأردني باللجوء إلى نساء من بلدان عربية وأجنبية للزواج منهن، وذلك لانخفاض تكاليفهن مقارنة بنظيراتهن من بنات الأردن اللاتي يطلبن شروطا "تعجيزية" لا تنتهي، في وقت يشكو الشاب من قلّة فرص العمل والبطالة.

وتطلب بعض النساء الاردنيات  مهور زواج باهظة بداعي ضمان حقها في المستقبل، نظرا لتعدد علاقات الشباب بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، والتأثّر بمشاهير و"بلوكرات" منصات التواصل، بالإضافة إلى كثرة حالات الطلاق التي تسجلها المحاكم يوميا، وفقاً للمختصين الذين أكدوا في الوقت نفسه أن غلاء المهور لن تحمي العلاقة الزوجية بقدر الانسجام والاحترام والثقة والتفاهم المتبادل بين الطرفين.

تفضيل غير الاردنية 

يقول الشاب "عبد الله مرعي"  من محافظة الزرقاء ، لمندوب "دقيقة أخبار"، إن "معظم الشباب عاطلون عن العمل، ومن يعمل منهم في القطاع الخاص لا يتجاوز أجره الشهري 300  دينار، وهذا بالكاد يسد مصروفه الشهر فقط".

ويضيف "عندما يرغب الشاب بالزواج يواجه بشروط تعجيزية، حيث يُطلب منه مهراً يتجاوز 5 الآلاف دينار حاضر ومثلها واحيانا أكثر غائب، وهذا المبلغ لا يستطيع الشاب توفيره، لذلك يختار غير الاردنيات للزواج منهن".

ويتابع شاب يعمل في مجال المحاسبة في العاصمة عمان ، بدأت أتجه إلى دول عربية وعلى سبيل المثال، إلى سوريا ولبنان، حيث يشهد هذان البلدان أزمة اقتصادية أدت إلى خفض عوائق و تكاليف زواج بناتهن، لذلك يرغب الشباب الأردني بالزواج من نساء تلك الدول لرخص مهورهن، إذ لا يتجاوز المهر ألف دينار أردني ، كما ليس لهن شروطا تعجيزية مثل المرأة الأردنية".

ويوضح ذات الشاب الذي رفض ذكر أسمه ، أن "المرأة الأردنية بعد فترة وجيزة من الزواج، تبدأ بطلبات لا نهاية لها، منها الخروج إلى المطاعم بشكل متكرر، أو ترغب بالسفر، وشراء الملابس شبه اليومي والتردد على صالونات الحلاقة والمكياج وغيرها، والشاب الذي أجرته 15 دينار يوميا ، لا يستطيع التكفل بكل هذه الطلبات، لذلك يلجأ إلى غير الاردنيات اللواتي لا يشترطن كل تلك الأمور، بل على العكس تتفهم الوضع وتساعد زوجها وتخدمه".

الجمال معيار نسبي

من جهتها ترى الأكاديمية في علم الاجتماع منال ابو دلو، أن "إقبال الشباب على الزواج من غير الاردنيات يعود إلى عدة أسباب، منها أن العربيات وعلى سبيل المثال السوريات أو اللبنانيات المتواجدات حاليا في مخيمات اللجوء ، لا يزيد مهرهن عن الف دينار ، وحتى الأجنبيات بصورة عامة تكون مطالبهن قليلة مقارنة بالشابة الأردنية".

وتتابع خلال حديثها ل "دقيقة أخبار "وبما أن الجمال نسبي، يرى بعض الشباب أن النساء من جنسيات عربية أو أجنبية أجمل من المحليات، وأكثر ما يزعج الشاب الأردني هو مسألة ذهاب الزوجة إلى بيت أهلها أسبوعيا على أقل تقدير، أما مع الزوجة العربية أو الاجنبية فلا توجد لديها هذه الفقرة، ما يجنب الزوج المشاكل العائلية".
فرصة للثراء

من جانب آخر، يقول المواطن عبد الرحمن ساحور من مخيم البقعة، إن "الكثير من النساء الأردنيات يبالغن في قيمة مهورهن، ولم يكتفين بذلك بل يطلبن أيضا كميات كبيرة من الذهب، ومع ارتفاع الأسعار الحالية بسبب الوضع الجيوسياسي في المنطقة وقلّة فرص العمل بات الاقدام على الزواج أكثر صعوبة عن السنوات السابقة".

ويضيف عمر الذي يبلغ 30 عاما ولم يتزوج حتى الآن، أن "بعض النساء يعتبرن الزواج مشروعاً تجارياً وفرصة للثراء، حيث يدخلن على طمع بطلبهن مهوراً عالية، ومن ثم يفتعلن مشاكل مع أزواجهن ليأخذن تلك الأموال" ما يسمى "متأخر العروس ".

ويوضح أنه تقدّم لخطبة امرأة منذ مدة لكنه لم يستطع توفير ما طلبته منه، وهو ذهب والمهر المرتفع وشروط إقامة العرس وحنة العروس عدا عن ذلك تعالي وفوقية الأهل.

مخاوف النساء

في المقابل ترى امرأة في العاصمة عمان ، أن "طلب المهر العالي أمر طبيعي في ظل الانفتاح الحالي، حيث خلقت وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف عند النساء إزاء تعدد العلاقات لدى الشباب، حيث نرى الشاب لديه علاقة مع أكثر من امرأة رغم كونه خاطبا أو حتى متزوجا".

وتكشف المرأة المقبلة على الزواج، أنها طلبت 6 الآلاف دينار مقدما ومثله مؤخرا لضمان حقها، مشيرة إلى أن "الرجل اذا كان جادا وصادقا في الزواج فإنه لن يتردد في الموافقة على مبلغ المهر واتمام الزواج".

امرأة أخرى تقطن في طبربور تتحدث عن زواجها، وتقول "تقدم لي موظف كان يعمل معي في الدائرة، وكان المهر الذي طلبته 5 الآلاف دينار مقدما ومثله مؤخر، وأن يسجل بيتا باسمي، وذلك لضمان الحقوق في حال تغيرت النفوس في المستقبل، على الرغم من كونه شابا جيدا"، مضيفة "الموظف وافق على المهر وتم الزواج".... يتبع