رغيف الخبز في غزة من الحُلم للحقيقة الأردنية
كتب - نيفين عبد الهادي
لا يُعلن الأردن في مواقفه مع الأهل في غزة بقيادة ومتابعة شخصية من جلالة الملك عبد الله الثاني عن خطوات وخطط، إنما يُعلن دوما ويتحدث عن الوصول، لتكون كافة مبادراته عملية وحقيقية ويعيش تفاصيلها الغزيون ويلمسون نتائجها، ليؤكدوا أن الأردن في الشارع الغزي هو الأكثر حضورا، إنسانيا وإغاثيا، والأهم من هذا الحضور الفعلي انه يأتي دوما متلمّسا لاحتياجاتهم.بالأمس، وبتوجيهات ملكية سامية، انطلقت مبادرة أردنية جديدة لدعم الأشقاء في غزة، وهي مخبز متنقل بطاقة إنتاجية مرتفعة، تصل إلى 3500 رغيف خبز بالساعة، وعمليا بدأ المخبز الذي عبر من خلال جسر الشيخ حسين، إنتاجه فور وصوله إلى غزة للتخفيف من المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب هناك، إذ سيعمل بالتعاون مع منظمة المطبخ المركزي العالمي، ليشكّل نقلة نوعية في طبيعة مد يد العون والمساعدة للأهل في غزة، حيث بات رغيف الخبز لهم حاجة ماسة، وضرورة إنسانية وحياتية تكاد تكون معدومة إن لم تكن كذلك لعشرات الألوف منهم، فجاءت المكرمة الملكية حقيقة لتنقذ آلاف الأطفال والنساء والمسنين وحتى الشباب، فغزة اليوم ينقصها كافة مقومات الحياة وكافة احتياجات الإنسانية.المخبز المتنقل ، هذه المبادرة الأردنية التي انطلقت بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني ، جاءت ضمن الجهود الأردنية المستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بكل الطرق المتاحة، براً وجواً إلى غزة، ولوقعها ترحيب وشكر كبيرين وتقدير من الأهل في غزة، فهذه المبادرة الفريدة والاستثنائية، ستمنحهم رغيفا ، وفي الرغيف حياة للأهل في غزة ولأطفالهم تحديدا، فحقيقة بين أطفال غزة، وتحديدا أطفال حرب السابع من تشرين الأول 2023 لا يعرفون كثيرا من أساسيات الحياة، ومن أهمها رغيف الخبز، ليأتي الأردن بهذه المبادرة مقدّما خبزا يصنع بحب، ليكون وجبة لآلاف الغزيين ليس فقط وجبة طعام، إنما وجبة حياة.هو الأردن الذي يحص بوجع الأهل في غزة، ويدرك احتياجاتهم، مقدما لهم العون والسند والإغاثة بشكل عملي، بعيدا عن القول المزخرف، فهو يتحدث عن الوصول لمرحلة العطاء الحقيقي، واليوم رغيف غزة ووجبة حياتهم أردني، يأتيهم بقلوب أردنية مليئة بالحب والعطاء الحقيقي، ويصنع لهم بسواعد هدفها الأول والأخير عون الأهل في غزة، ومساعدتهم، بمبادرة فاجأت الأهل في غزة، فلم يدركوا أن هناك من يسمع أنين جوعهم، وهناك من يدرك حاجة أطفالهم لرغيف الخبز أحد أهم مقومات الحياة، والذي بات وجبة كاملة لأغلب الغزيين، ومن غير الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يعيشهم وجعهم.اليوم غزة تفتقر لكل مقومات الحياة الطبيعية، وتحديدا الخبز، والطحين، إذ أصبح الحصول عليهما حلما صعب المنال، ليكون المخبز المتنقل كما ترياق الحياة لمئات الألاف من الغزيين، فأن يجدوا الخبز وبهذه الكميات أمر يتعدى الحاجة حدّ اليقين بأنه المنقذ لحياة أطفالهم من حرب الجوع التي تشنها إسرائيل عليهم، وعلى المجاعة التي باتت تفتك بهم، ما يجعل ردود أفعالهم تجاه المبادرة وغيرها من المبادرات الأرنية بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني تتجاوز الشكر شكرا، والتقدير تقديرا، والعرفان عرفانا