ما زالت غزة وحيدة، تقاتل بإسمنا، وتجوع بالإنابة عنا، وتعطش لتروينا، وتلملم جراحها لتعافينا، وتحمل شهدائها على الأكتاف لتبقينا على قيد الحياة .!
ما زال أطفال غزة يعانون سوء التغذية الحاد، بالإنابة عن أطفالنا ..ومنهم وفق ما نقلته تقارير إعلامية نحو 2500 طفل بحاجة الى إجلاء للعلاج عاجل .. ومن الأطفال ممسك بحلمه المقبل ويحاكون طائراتهم الورقية ..ما زالوا يرقبون شمس الشروق ليتأبطوا حقائبهم المدرسية ليذهبوا الى هناااك حيث النخيل الحامل للرطب ..رطب الضحكات المشتركة ..!ما زالت الأمهات في غزة يمارسن الشهيق والزفير لرعاية أطفالهن، ويربتن على أكتاف الصغار ان سعلوا أو تشرنقوا بماء قيل انه حصتنا من الإرتواء ..نشربه في باطن اليد حين نفتقد الوعاء .. ما زال رجال غزة يمسكون بالحلم ويشمرون عن سواعدهم السمراء ويتوضأون بماء المتوسط، ليقيموا صلاة الصبر على الخذلان العربي ..وصلاة الغائب على الأمة .!!
ما زالت غزة، تؤمن بحركة التحرير الأكتوبرية ..،فهي أفضل حالا من ثلاثية "السلام ..ديفيد ..أسلو عربة” التي نكث فيها اليهود كما نكثوا خيبر ..ما زالت غزة تعيش شمس اكتوبر، وبرد تشارين ..فبأي جائزة نكافئك يا غزة .؟!
يتجلى العالم على مشهد الدم المراق، وينتشي” بنو قريظة ” لرؤيتهم أشلاء الشهداء، فهم على أية حال يعيشون لحظات فداحة الخسارة والعري والخزي بالأخلاق والإنسانية، فهاي هي غزة تمزق ما تبقى من ورق التوت عندهم وعند صمتنا العربي الرسمي ..هاهم في غزة يحرجون العربي الرسمي أكثر من أي وقت مضى ..لقد وصل الإحراج حد الوحل يا فضيحتنا .!
أبتعد عن التحليل السياسي، فلدينا ما يكفي من محللين وصفوا العدوان بكل قذارته وهمجيته ..، وأقترب أكثر من رصد الوجدانيات ..وأحاكي إنسايتتا، تاريخنا، هويتتا، والحضن الجغرافي العربي الذي يجمعنا ..أتحدث مع وجعنا على غزة ..تتوجع نعم ..لكن النصر حليفنا، وهذا ديدن الحروب مع عدو لئيم
يتجلى العالم على بكاء الاطفال في عز برد الشتاء، لكأن موائد العالم "الحر” لا تكتمل إلا بنبيذ السادية المعتق المنقوع بدموع المقهورين من صغارنا ..يا لرداءة هذا العالم وساسته الذين يفردون عضلاتهم في وجه الطفولة .!
ساسة فقدوا الذاكرة، ومنهم من فقد إنسانيته ..ومنهم من يطوف حول "هبل” في البيت الأبيض لنيل الرضا ..ويدخل الجنة بموجب صكوك الغفران .!! يا لفضيحتنا الكبرى امام عظمتك يا غزة .!