لأول مرة.. سرب طائرات عسكرية أردنية إلى غزة

كتب -- د.محمد كامل القرعان 

ينفرد الاردن عالميا بالتغلب على جميع العراقيل والحواجز التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بقطع كافة إمدادات المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لاهلنا في غزة في محاولة للاحتلال لفرض سياسة العقاب الجماعي وتضييق الحلول امام الغزيبن في تحقيق الفراج قريب في وقف الحرب.وتماهى الاردن انطلاقا من ثوابت الموقف الرسمي والشعبي في دعم القضية الفلسطينية ووقف عمليات التهجير الإسرائيلي للشعب الفلسطيني من غزة فيأرسال القوات المسلحة الأردنية، لأول مرة منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، سرباً من الطائرات العسكرية المحملة بالمواد الإغاثية والطبية والدوائية لأهالي قطاع غزة.وجاءت العملية الى جانب المجهود الدبلوماسي والسياسي ضمن رحلات «الجسر الإنساني» للقطاع الفلسطيني الذي يشهد حرباً انقطع مثيلها على شعب أعزل، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 43 ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال.و”الجسر الإنساني» مبادرة كان قد أعلن عنها جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه بالأمم المتحدة وفي كلمته في القمة العربية الإسلامية التي عقدت مؤخراً في العاصمة السعودية الرياض، ودعا بقية الدول للانضمام إليها.وأقلعت من المملكة 8 طائرات عسكرية باتجاه قطاع غزة تحمل أكثر من 7 أطنان من المساعدات الإنسانية، تضمنت أغذية وأدوية ومواد صحية وأغذية ومواد خاصة بالأطفال للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطه.و يأتي هذا التحرك في إطار حرص القيادة الأردنية على تقديم جميع أشكال المساعدات للشعب الفلسطيني لتخفيف آثار المعاناة التي تسببت بها الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية وتثبيته على ارضه.وجددت المملكة التأكيد على الجهود الحثيثة التي يبذلها الاردن رسميا وشعبيا، بالتواصل مع أعضاء المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني.وهذا ياتي ضمن حرص قيادة المملكة على إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة كافة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.و تولي المملكة الأردنية الهاشمية اهتمامها للقضية الفلسطينية، التي تعد قضيتها المركزية وذات الأولوية، حيث بذلت منذ بداية العدوان جهودا مكثفة لاحتواء الوضع الحرج في قطاع غزة. بيد إن جهود المملكة أثمرت في توحيد الموقف العربي والإسلامي والعالمي تجاه الأزمة، من خلال مشاركتها في اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية وتحركها المنفرد، لـ «دعم الأشقاء في فلسطين ومواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.واثمرت هذه الجهود في اعتراف عدد من الدول الصديقة بدولة فلسطين، والدعوة لقبولها كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.ويستمر الأردن في تقديم الدعم إلى قطاع غزة عبر طرق مختلفة، إذ بلغ إجمالي ما جرى إرساله من المساعدات نحو 56,573 طناً، من المواد الغذائية والإغاثية والأدوية والمواد والمستلزمات الصحية والطبية.ووصل عدد الشاحنات التي أرسلت من الأردن إلى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر نحو 4,082 شاحنة، كما تم إرسال 53 طائرة محملة بالمساعدات إلى القطاع، فيما وصل عدد الإنزالات الجوية الأردنية 123 إنزالاً و266 إنزالاً جوياً بالتعاون مع دول الجوار وعالمية.ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وصار القطاع معرضا لخطر المجاعة