‎عبيدات: المجتمعُ الأكاديميّ أمام مسؤوليّات عظيمة تجاه ظاهرة العنف ضدّ النّساء

نظّمت المبادرةُ النّسويّة الأورومتوسطيّة بالتّعاون مع الجامعة الأردنيّة و وزارة التّنمية الاجتماعيّة جلسةً نقاشيّةً حول حملة "أنتِ  لستِ وحدَكِالمساعدة قريبة منكِالّتي تأتي في إطار الحملة الوطنيّة "لا صمت، لا تسامح".


وتهدف الحملةُ الوطنيّة "أنتِ لستِ وحدكِ - المساعدة قريبة منكِإلى تحسين الوصول إلى الخدمات الشّاملة المتّصلة بالعنف المبنيّ علىالنّوع الاجتماعيّ في الأردن، إضافةً إلى تعزيز النّقاش الوطنيّ حول الحاجة إلى زيادة الوع،  وتغيير المواقف العامّة تجاه العنف ضدّالنّساء والفتيات.


وقالت وزيرةُ التّنمية الاجتماعيّة رئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة وفاء بني مصطفى إنّ الأردنّ أرسل رسالةً واضحة للعالم عندما وضعتعديلاتٍ دستوريّةً نصّت على حقوق المرأة وحمايتها من أشكال العنف والتّمييز كافّة، وجرى إضافة مادّة في الدّستور تكفل بها الدّولة تمكينالمرأة و حمايتها من أشكال العنف والتّمييز كافّة، واستحدثت تشريعات في قانون العمل والضّمان الاجتماعيّ، والشّركات وغيرها لزيادةمشاركة المرأة الاقتصاديّة، وأُصدر قانونا الحماية من العنف الأسريّ، وقانون منع الإتجار بالبشر، كما أصدر دليل الحماية من العنف المبنيّعلى النّوع الاجتماعيّ.


وأضافت بني مصطفى أنّ الأردنّ حقّق إنجازاتٍ عظيمة، تشير إلى الإرادة السّياسيّة لدى الدّولة في تشجيع مشاركة النّساء السّياسيّة،وكفالتها حقوقهن، وهذا مسار مفتوح أمامنا جميعًا؛ لتكون التّشريعاتُ مراعيةً للعدالة والمساواة، وتنظر إلى قضايا المرأة بصورة شموليّةبوصفها جزءًا من قضايا حقوق الإنسان.


وتطرّقت بني مصطفى في كلمتها إلى الدّور الّذي تضطلع به الوزارة ضمن الإستراتيجيّة الوطنيّة للعمل مع حالات العنف الأسريّ بوصفه شريكًا رئيسيًّا لإدارة حماية الأسرة والأحداث في التّصدّي لحالات العنف ضدّ النّساء والفتيات عبر الدّور الوقائيّ، وتعزيز الدّور التوعويّ في الإبلاغ عن حالات العنف وتغيير النظّرة السائدة في المجتمع حول العنف ضدّ المرأة بالإفصاح أو عدم المسامحة عن المسيء، إضافة إلى تحسين جودة الخدمات الّتي تقدّمها مكاتبُ الخدمة الاجتماعيّة، ودور الحماية والرعاية الشموليّة.



من جانبه قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات إنّ العنف ضدّ المرأة أمرٌ يخالف قيم المحبّة الجمال، وما أصعب أن يخالفَالإنسانُ الفطرة والمنطق، ولن نقفَ متفرّجين أمام هذا التشويهِ كلِّه في العلاقات الإنسانيّة، وهذا التعدي غير المبرّر.


وأكّد عبيدات أنّ المجتمع الأكاديميّ بأسره أمام مسؤوليّات جسيمة تجاه ظاهرة العنف ضدّ النّساء؛ ليقف على هذه الظّاهرة، ويشبعها بحثًاوتحليلًا، وفهم تداعياتها، وإقامة الرّبط بينها وبين ما يتّصل بها؛ سعيًا إلى إحداث التّغيير المنشود.


وطرح عبيدات جملةً من الأسئلة؛ علّها تفتح الآفاق أمام الباحثين والطّلبة والخبراء على حدّ سواء، متسائلا أينَ نقفُ في بلدنا العزيز منهذه الظّاهرة؟ و أين المسارات الّتي يجب أن نخطوَها من أجل إيقاف العنف في مجتمعاتنا؟ و ما هي أسبابُ هذه الظّاهرة ودعائمُها؟ وهلنملكُ الأدواتِ لنقولَها، ونعملَ بها؟



بدورها قدّمت مديرةُ مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنيّة الدكتورة أمل العواودة إيجازا حول الدّور الّذي يضطّلع به المركزُ للتّصدّيللقضايا الخاصّة بالمرأة، توفير بيئة بحثيّة وتعليميّة تحفّز على امتلاك المهارات والقدرات الخاصّة بإجراء الدّراسات والأبحاث المتّصلة بقضاياالمرأة، والمشاركة بفعاليّة في رفد المجتمع الأكاديميّ والمدنيّ بالخبرات والكفاءات البشريّة والفنّيّة التّي تساهم في بناء منظومة اجتماعيّة،واقتصاديّة، وقانونيّة مبنيّة على أساس العدالة والمساواة بين الجنسين.


 

إلى ذلك قالت رئيسةُ القسم السّياسيّ، بعثة الاتّحاد الأوروبيّ في الأردن أنجيلا مارتيني إنّ بعثة الاتّحاد الأوروبيّ تؤكّد عزمها على العملمع الشّركاء المحليّين لمواجهة ظاهرة العنف ضدّ المرأة.


ولفت مارتيني إلى ضرورة توعية المجتمع، وتمكين المرأة من الأدوات التّي تواجه بها خطر العنف، الّتي تعدّ أفضل من تعليمها كيفيّة الحصولعلى المساعدة.


ومن جانبها أعربت القائمة بالأعمال في السّفارة الإسبانيّة في الأردنّ استيباليز لوبيز عن فخرها بالسّياسية الخارجيّة النّسويّة الّتيتنتهجها بلادها؛ إذ إنّ الوكالة الإسبانيّة للتّعاون الدّوليّ من أجل التنمية  (AECID) قدّمت الدّعم لهذه الحملة ضمن رؤيتها في تمكين النّساءحول العالم، مقدّمةً الشّكر للاتّحاد الأوروبيّ لتقديم الدّعم أيضا.


مديرة مشروع تحسين الوصول إلى الخدمات الشّاملة المتّصلة بالعنف المبنيّ على النّوع الاجتماعيّ هديل أبو حيانة قالت إنّ محتوى الحملةيسعى إلى الرّبط بين أشكال العنف المختلفة ضدّ النّساء والفتيات، والخدمات المتخصّصة المتوفّرة الّتي تقدّمها الجهات المختلفة في الأردنّ؛إذ يمكن للضّحايا التّوجّه للحصول على المساعدة، كما ستشرك الحملة المجتمعاتِ المحليّة في نشر الوعي والمعلومات حول الخدمات المتاحة؛ما يسهم في تحسين الوصول إليها.


وتأتي الحملةُ بتنظيم من  المبادرة النّسويّة الأورومتوسطيّة (EFI)، بالتّعاون مع مركز العدل للمساعدة القانونيّة (JCLA)، وجمعيّة قرىالأطفال في الأردن "SOS"، ومعهد العناية بصحّة الأسرة (IFH)، والمجلس الوطنيّ لشؤون الأسرة (NCFA)، في إطار مشروع "تحسينالوصول إلى الخدمات الشّاملة المتّصلة بالعنف المبنيّ على النوع الاجتماعي في الأردنّالمموّل من الاتّحاد الأوروبيّ(EU)، وبتنفيذ من قبلالوكالة الإسبانيّة للتّعاون الدّوليّ من أجل التّنمبة (AECID)، بالتّعاون مع صندوق الأمم المتّحدة للسّكان (UNFPA).