هل توافق على شراء شقة من دون حمامات؟

هل توافق على شراء شقة من دون حمامات؟ أو ربما بلا شبابيك؟ او بشبابيك لا تفتح أبدا؟ ماذا عنك لو عرض عليك منزل فاخر لكن من دون باب ولا سبيل لك فيه الا بالقفز من النوافذ، ثم قيل لك ان سعره اقل من سعر مثيله بعشرة آلاف دينار؟

هذا تماما ما قد يفكر به ولي امر طالبة عربية يريد ان تلتحق بجامعة اردنية لكنه سيكتشف ان الجامعة بحمامات ليست كالحمامات. مكرهة صحية. مخجلة.

لكن تعالوا معي احدثكم عن ذلك.

لقد أسرّ لنا ولي أمر طالبة خليجية تدرس في كلية الطب في إحدى الجامعات الاردنية الرسمية انه قرر ان يسحب ابنته من الجامعة الى مكان آخر. وعندما سألناه عن السبب اجاب: إن ابنته دائمة الشكوى من انها لا تجد حمامات في الجامعات نظيفة لاستخدامها، وتضطر الى الانتظار حتى العودة الى السكن.

سبب مثل هذا ربما يراه البعض تافها، وهو عند ولي أمر الطالبة عظيم. سبب سيزيح عن تلك الجامعة الاف الدنانير.

في مسألة المرافق العامة في جامعات تماثل قصة خططنا في النهوض. تصنع بيت اقتصادي لكنك تنسى مرافقه العامة.

وكالعادة تجتهد سياساتنا في صياغة المشاريع الاقتصادية او الاستثمارية، وتعمل عليها ليل نهار، ثم تأتي ملاحظة صغيرة من موظف صغير لا يريد ان يعمل أو ملاحظة عن مرفق يجب ان يكون متوفرا، وغير متوفر يهوي بكل الجهود الجاذبة للاستثمار، وبخاطباتنا الرنانة.

ليس أقل من حمامات نظيفة وآمنة للطلبة.. سواء كانوا اردنيين او عرب او اجانب..  لكن حال كثير منها يدعو الى الخجل.

أحد رجال الاعمال اقترح ان تتسلم شركات خاصة الأمر..  ربما هذا حل؟ بببساطة ان تحوّل تلك الشركة الحمامات الى استثمار بسيط.. لكنه مجد .

شركة خاصة يمكن ان تساعدنا على الانسجام بين خططنا والواقع..  ثم.. أين الرقابة الحثيثة من هيئة الاعتماد على نظافة المرافق العامة في جامعاتنا