#عاجل.. هل يفكر ترامب بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن (سيناريوهات)

أكد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور جواد الحمد، أن تداعيات عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم من جديد عديدة ولا يمكن التنبؤ بها؛ "لأن شخصية ترامب يصعب معرفة سلوكها”.

وأضاف الحمد خلال حديثه لبرنامج صالون حياة، والذي يأتي كل يوم سبت عبر أثير إذاعة حياة اف ام، أن عودة ترامب للبيت الأبيض سيكون لها عدة تداعيات جوهرية.

"فيما يتعلق بموضوع إيران ربما تذهب الإدارة الأمريكية باتجاه صفقة مع إيران، وهناك احتمال أن تتفاقم الأزمة بين الجانبين الأمريكي والإيراني، أو أن يعرض ترامب شروط بناء الاتفاق النووي معدلا وفق شروط الإدارة الأمريكية على إيران”، يكمل الحمد.

وتابع: "فيما يتعلق بالأردن، فيوجد قراءات متباينة وجميعها تؤشر إلى أن الإدارة الأمريكية تفكر جديا بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، سواء بإضعاف دور الأردن، أو من خلال الضغط على الأردن ليكون ضاغطا على الشعب الفلسطيني لقبول صفقة القرن الجديدة، أو عبر عدم معارضته الاتفاقيات الإبراهيمية، في الوقت الذي من الممكن أن يلعب فيه الأردن دورا لتخفيف حدة الاندفاع الأمريكي في تبني تفكير واتجاهات وسياسيات اليمين الإسرائيلي المتطرف”.

ويرى الحمد أن المؤشرات تدل على أن ترامب سيقدم مقاربات جديدة في التفكير اتجاه الشرق الأوسط، وقراءة أخرى تدلل على أن الأعمدة السياسية للإدارة الأمريكية ستبقى على نفس على وضعها، "مرجحا "ومن المرحج أن يقدم ترامب صفقة قرن بثوب جديد”.

"ترامب لا يؤمن بحقوق الانسان، وهو رجل أعمال يتعامل مع الدولار وجاء من بيئة رأسمالية مادية مغلقة ليدير السياسة وفقها، فأي صفقة لا تأتيه بمكاسب لا يحتاجها، لذلك سيدير صفقة القرن الجديدة على أساس المكاسب”، وفقا للحمد.

وتوقع أن يمنع ترامب نتنياهو عن تطبيق خطة الضم لشمال الغور وجنوب البحر الميت، وسيقبل منه الضم التدريجي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مع توسيعة للاتفاقيات الإبراهيمية وبهذا الأطار سيطرح صفقة جديدة معدلة عن سابقتها.

وبحسبه، فإن ما قاله ترامب في وقت سابق إن”إسرائيل” صغيرة يعد أمرا خطيرا ويحمل معاني عديدة، فترامب يمكنه تعديل الحدود بين الأردن و”إسرائيل” كليا، وربما يعدل الحدود بين اتفاق أوسلو و”إسرائيل”، أو أن يتراجع عن صفقة القرن السابقة ليضم جزء أكبر من الضفة الغربية "لإسرائيل”، أو قد يفكر بفرض السيادة "الاسرائيلية” على الضفة الغربية ويضغط على الأردن لمنح الفلسطينيين الجنسية الأردنية ليصبحوا أردنيين في الضفة الغربية تحت السيادة "الإسرائيلية”.

وبشأن وقف الحرب على غزة ولبنان، قال إنه: "لم يلحظ أي ضغوط أمريكية على إسرائيل لإنهاء الحرب؛ إنما نصائح مجردة، رغم أنها قادرة ـ أي الولايات المتحدة ـ على أن تعطي أمرا مباشرا عبر الهاتف لنتنياهو لوقف الحرب فورا والأخير سيستجيب”.

وبين الحمد أن أن ممارسة الإدارة الأمريكية ضغطا مصحوبا بهديد وقف إمدادات السلاح للاحتلال كفيل بوقف الأخير لحربه على قطاع غزة، لا سيما ان علمية طوفان الأقصى كشفت هشاشة الاحتلال وعدم قدرته على مواصلة الحرب دون طلب الإمدادات من أمريكا.

ولفت الحمد إلى أن ترامب في الفترة القادمة سيكون منشغلا بترتيب الأوراق الداخلية لأمريكا، وهذا الترتيب سيشغله الشرق الأوسط، مبينا أن حسم الحرب يكون بوقفها مع وجود حل عربي مشترك دولي وهو غير قائم حاليا، أو أن تمنح أمريكا الاحتلال قوة عسكرية إضافية للحسم.

و أشار الحمد إلى أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين كانا يتطلعان لأن يكون شكل الشرق الأوسط الجديد مدمج اقتصاديا وأمنيا وحجر الزاوية فيه إسرائيل، مؤكدا على ضرورة عودة حكومة الاحتلال اليمينة المتطرفة لإقامة تسوية مع العرب والفلسطينيين تحديدا، ويتبعه وقف الحرب على غزة والذهاب إلى مفاوضات.

وتساءل الحمد في ختام حديثه: لماذا لا يتم تشكيل قوى عربية مسلحة تدخل مع الشاحنات إلى قطاع غزة حتى لو تعرضت للقتل أو التهديد؟.