الانتخابات الأمريكية.. هل نجد سياسات مختلفة؟!!
كتب - نيفين عبد الهادي
لا تعنينا التفاصيل بقدر ما تعنينا النتائج في الإقليم والمنطقة، والأردن تحديدا، وكذلك الحال للأشقاء الفلسطينيين، الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تبدأ اليوم الخامس من تشرين الثاني، على الرغم من أنه أيّا كان الساكن الجديد في البيت الأبيض سيكمل سياسات أمريكية باختلاف الأسلوب، لكن من غير المتوقع مطلقا أن نشهد تغييرات جذرية إيجابية للمنطقة، وفيما يخص الحرب التي دخلت عامها الثاني على الأهل في غزة، فلن تختلف الصورة سواء كان وصل البيت الأبيض مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، أو منافسها الجمهوري دونالد ترامب، فلن يغيّر سياسة واشنطن تجاه القضايا العربية، فالأسماء تتبدل لكن ووفق رؤى تاريخية السياسات تبقى واحدة.لكن في واقع الحال المنطقة معنية بنتائج الانتخابات الأمريكية، فبين المرشحين فارق في ملفات عربية لجهة التشدد بالآراء من عدمه، كموضوع صفقة القرن وهي ماركة مسجلة للرئيس الأمريكي السابق «ترامب»، ونقل السفارات للقدس المحتلة، وموقفه من وقف عمل الأونروا، ما يجعل منه مرشحا متشددا بآراء ستزيد من السيء سوءا، ومن الاضطرابات المزيد منها، فإذا كانت السياسات نفسها، ومناصرة إسرائيل ذاتها، ومدّ الاحتلال بالعون والمساعدة لاستمرار الحرب على غزة كما الإدارة الأمريكية الحالية، فحتما في أسلوب القادم يكمن الاختلاف والترقب الحذر.وحتى الرمق الأخير من قرع صافرة بدء الانتخابات، بقي المرشحان الرئاسيان، الديمقراطية هاريس، ومنافسها الجمهوري ترامب، بمعركتهما الانتخابية بماراثون لم يتوقف، فيما أكد مراقبون أنه من الصعب بل الأصعب، معرفة اسم المرشح الفائز في الانتخابات، ويبقى ذلك حال الانتخابات الأمريكية حتى آخر ورقة اقتراع توضع في صناديق الاقتراع، ليس فقط لصعوبة تحديد النسب والأرقام، إنما أيضا لوجود ولايات وأصوات متأرجحة لم تحسم أمرها حتى ساعات صباح اليوم لمن ستضع أوراق اقتراعها.وكما أسلفت هذه التفاصيل الانتخابية لا تعنينا بقدر ما تعنينا النتائج ومن سيقود الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأربع سنوات القادمة، والفكر الذي سيتم التعامل معه بين متشدد وأقل تشددا في التعامل مع قضايانا العربية، وتحديدا اليوم الحرب على قطاع غزة، ووضع الأونروا، والحفاظ على الوضع التاريخي للقدس، وغيرها من ملفات تعدّ أولوية أردنية كما هي فلسطينية، معني بحلّها لجهة تطبيق الشرعية الدولية، ونُصرة الأهل في فلسطين.يختلف أسلوب الاستخدام، ما يجعل مرشحا مختلفا عن الآخر، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي الأردن الثوابت واضحة، وركائز العمل أيضا واضحة، والشرعية والقوانين الدولية المرجعية الثابتة في التعامل مع القضية الفلسطينية وقضايا وملفات المرحلة، والمنطقة، ما يقودني للقول هذا ما يهم الأردن وعدم إدارة الظهر لهذه الثوابت، مهما اختلفت الأساليب، بادراك عميق أن الفارق في الأسلوب، ووسائل الاستخدام، وهو ما تلتفت له أنظار المنطقة والعالم من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.كما هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية على صفيح ساخن، فإن التوقعات كذلك، بانتظار من سيكون في البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات، بفارق آليات تنفيذ سياسات في جوهرها لا تختلف واحدة عن الأخرى، لكن منها ما هو متشدد حدّ التطرف ومنها ما هو هادئ لين قابل للتفاوض والنقاش والحوار، ما يجعل من القادم رهن الانتظار، وإن غدا لناظره قريب.منطقة مضطربة تفرض قضاياها على أجندة الإدارة الأمريكية التي تعدّ الداعم الأساسي لإسرائيل، حرب على غزة تدخل عامها الثاني، الحرب على لبنان وواقع خطير، وملفات عديدة شائكة، وأزمات عميقة، كلها ستكون أولويات لمن يجلس على مكتب الرئاسة الأمريكية، بانتظار كيفية إدارتها.