الأرض.. الوطن.. وتساؤلات المعركة في يوم النصر العظيم

كتب - عدنان نصار 

الأرض تروى بالدم إن أقتضى الأمر ، والعرق والألم وكفاح الفلاح حين تستغيث الأرض بالمحراث ..، ولأن الأرض شموخ وطني يدل على هوية الإنسان وكرامته وإجتهاده وجده ، لتبقى الأرض تحاكي قصة صمود في وجه زنادقة الليل واللصوص ..، وتبقى المساحة العزيزة التي تبرهن لنا إنها ما زالت وستبقى :”الأرض بتتكلم عربي” .

والأرض الهوية ، هي قبلة أهلها ، وسفر الشعوب ، وهي وجهة التاريخ الذي يعمق فهمنا للجغرافيا ..وهي حكاية دم تتناقلها الأجيال جيلا عن جيل ، منذ ان جاء صوت الرب مخاطبا قابيل الذي قتل اخاه هابيل :”إن صوت أخيك صارخ إلي من الأرض” ..، ومن يومها والارض تروى بالدم .!

المناضلون لهم صفحات مشرقة في كتب التاريخ ، بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية لطالما ان الأمر يتعلق بالحرية والأرض والهوية ، إذ لا تفرق كتب التاريخ كثيرا بين الشهيد عمر المختار وآرنستو تشي غيفار.. ولا بين الشهيد المهيب صدام حسين والسجين الرئيس الراحل نيلسون مانديلا ..لا فرق مطلقا بين شهيد و”شهيد” وإن اختلفت الإديان لطالما ان الحق هو سلاح العابرين الى الله من أجل الوطن ..فالوطن وحريته هو الجامع بين الشهيد يحيى السنوار والثائر الجزائري الشهيد العربي بن مهيدي الذي أعدم بلا محاكمة سنة 1957 بعد التعذيب على يد بول أوساريس الذي شغل قائد الولاية العسكرية الخامسة في وهران ، أيام الإستعمار الفرنسي ..فالتاريخ النضالي العابر للأوطان لا يتوقف عند لون أو هوية أو دين ..الحق هو الأساس والمحرك لأي مسار نضالي ، هذا ما يؤكده التاريخ الحقيقي ، وليس تاريخ كتبه جملة من المخصيين فكريا والمأجورين .

45 ألف شهيد وأكثر في غزة متذ عام وشهر ..،وأكثر من 100 ألف جريح ومصاب ، ومثلهم عشرين ضعف بين مهجر ونازح وتدمير وحرق وتجويع وتركيع ..، ناهيك عن أطفال يتجرعون ويلات العدوان الهمجي الوحشي الكافر بكل قيم الإنسانية على يد أعداء الإنسانية ، الذين يتلذذون بقتل الأطفال والأبرياء بدم بارد ..أي دم في عروقهم أبناء الردة .؟!

وفي لبنان العزيز أكثر من 3 الآف شهيد في أقل من شهر !! وأزيد من 13 الف جريح ومصاب ..كل ذلك يخضع لمعايير التمسك بالأرض والوطن والهوية ..الأرض تروى بالدم حين تتطاول آياد الإثم والغدر والعدوان على غزة او لبنان ..أو أي بقعة جغرافية عربية في أي مكان ..لغة لا يفل الحديد إلا الحديد هي لغة العصر في زمن تمدد مرتزقة الإحتلال الاسرائيلي..والحديد لا يفله إلا الحديد والنار في زمن الثورة على الطغاة بسلاح إيمان الثوار ..الأرض لا تروى بالدم منذ ان خاطب الرب قابيل ، الى وقتنا الراهن الذي يخاطبنا به الله :(وعد الله الحق) لكنس الباطل ..هذا ديدن الشعوب ، وهذه لغة الأرض التي لا صوت يعلو على صوتها مهما تنوعت النغمات ، او علت جعجعة الأصوات المنبطحة .

الرسميون العرب ، من أهل الساسة رفعوا شعار :”حي على السلام” كبديل لراية "حي على الجهاد”..،ف”السلام” الذي نودي به مع العدو الصهيوني لم يردع عدو  أو يمنع شره  او يصنع وطن مسلوب ويعيده /فلسطين/ ..لم يفلح شعار حي على السلام في زمن تمرد فيه العدو الصهيوني على كل القيم ، وهو الذي كان يتوسل "السلام” قبل 40سنة ..ويحلم به ليمرر ما يجري الآن ..ساسة عرب يتفرجون (أفلا تعقلون).

الأرض ستبقى وتد الثائرين ، وخيمة الحالمين ، وطريق التحرير من الغزاة العابرين ..الأرض هوية ووجدان وهي التي تسكن في دواخل الأحرار قبل ان يسكنوها ..أرض نؤطرها بالدم ، لينبت ثوار جدد لتسجيل النصر العظيم ..ثوار كل واحد فيهم عن ألف مما تعدون .!!

كاتب وصحفي أردني..