"جورة العقاد".. تحت ردمها مُرغت أنوف جيش "لا يُقهر"

يحزن كل من يطأ أروقتها بمجرد رؤية مبانيها منهارة على الأرض، وقد مُسحت معالمها، لكن هذا المشهد الحزينمن تحته دفن الجيش الزاعم أنه "لا يُقهر" كواليس معركة بطولية مرغت فيها أنوف جنوده.

إنها جورة العقاد الواقعة وسط مخيم خان يونسوسميت بذلك نسبةلعائلة العقاد التي كان أجدادها أول من وطأت أقدامهم للمنطقة حينما هجرتهم العصابات الصهيونية إبان عام النكبة 1948.

وتردد اسم جورة العقاد طوال أشهر تواجد جيش الاحتلال في المخيم كونها شهدتمعارك حامية الوطيس، بين المقاومين وجنود الاحتلال، بعدما أرغم الأخيرسكانها على النزوح منها.

وتحولت الجورة اليوم إلى منطقة منكوبة، غير صالحة للسكن، نظرًا لانعدام مبانيها التي دمرهاجيش الاحتلال بطائراته ودباباته، بما فيهابنيتها التحتية، وأنابيبالصرف الصحي والتي ما تزال مياهها تجري في الشوارع، مسببة مكرهة بيئية فيها.

لكن هذا الدمار لم ولن يمسح ما آلمه المدافعين عن الجورة لجنود الاحتلال، كما يؤمن به أهل المنطقة.

"فشة غل"

ويجلس الحاج عبد الله العقاد على حافة إحدى شوارع الجورة المدمرة، يعد شايهعلى النار، غير آبه بغبارالشوارع المدمرة التي بدأت تحركها رياح الخريف، معكرة بشرته الحنطية.

ويقول لوكالة "صفا": "في هذه الجورة أخذ الجنودما فيه النصيب من العلقات، على يد أولادنا".

ويضيف متهكمًا،"لهذا فجروا غلّهم في المباني والبيوت، ظنًا منهم أن هذا سيمحو خزيهم وهزيمتهم، أو يكرّهنا في ديارنا".

لم تسلم بعد

ويستحضر أهالي الجورة أخبار المخيم بأشهر الاجتياح الخمسة، ويقول الشاب محمد وافي:"لم يكن يمرّ يوم لنا في الخيام، إلا وتتحدث الإذاعات عن اشتباكات عنيفة في جورة العقاد".

ويتابع: "هذا الدمار لم نكن لنتحمله، ونعلم أنهم فعلوا كل هذا حتى لا نقدر على العيش هنا، لكن هذا قدرنا".

ويؤمن وافي بأن "لكل فعل عقاب وسيأتي اليوم الذي يرى فيه اليهود نهايتهم على أرضنا، بمعية الله فقط، لأن الجميع خذلنا".

ويظن الداخل لجورة العقاد أنها تعرضت لزلزال شديد أو كارثة، من هول ما يشاهده فيها من دمار، ورغم كل هذا إلا أنها لم تسلم بعد من الغارات شبه اليومية.

وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات مؤخرًا على المنطقة، راح ضحيتها عدد من الشهداء معظمهم من النازحين.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر العام المنصرم، 42792 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 100412، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1500 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك بغزة، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف جريح.