كتب - عدنان نصار
من مطار "تل أبيب” ،يصرح وزير خارجية أمريكا بلينكن صباح اليوم الاربعاء :” حان الوقت لأن تحول إسرائيل النجاح العسكري الى إستراتيجي” .!
واضح ان بلينكن يمارس الكذب بشكل فاضح، بل ويتمادى في كذبه الى درجة انه لا يحترم الواقعية ، ولا بعطيها أي إهتمام ، وهي بالطبع سياسة أمريكية مكشوفة ، ومن طبعها قلب الحقائق ، ونحويل الجلاد الى ضحية ، والعكس صحيح، ولنا في عواصم عربية أمثلة كثبرة، وكان أكثرها فظاعة في الكذب والوقاحة ما فعلته الإدارة الأمريكية في العراق في أعقاب الرابع من نيسان عام 2003 ، وقس على هذا الفعل الإجرامي الأمريكي أمثلة متعددة ما زالت حاضرة في الذاكرة السياسية والشعبية العربية.
إستنادا
الى تقديرات للعسكر المحترفين في التقييم ، الذين أكدوا في قراءتهم للمشهد منذ السابع من أكتوبر المجيد الى اللحظة الراهنة ، وما تلا ذلك من عدوان آخر على لبنان بعد غزة ..، معادلة العسكر تختلف عن المستوى السياسي وتحليلانه ، فالرتب العسكرية على إختلاف مسمياتها ، تشير الى ان "إسرائيل” دخلت في ورطة عسكرية في غزة عرتها تماما ، وأسقطت مقولات كثيرة كان الإحتلال يتبجح بها من مثل :”الجيش الذي لا يقهر ..وعمليا تم قهره ” و”الجيش الأكثر اخلاقيا في العالم (!!) ..وعمليا تم إسقاط ورقة التوت عن كل المناطق المتاخمة للمناطق الوعرة في جسد العدو الصهيوني الذي بفتقر لأدنى حس أو خلق ..وما يشاهده العالم من مجازر في غزة ولبنان ، هو أكبر دليل على دموية جيش العدو وساسته ، وعمق سقوطه الأخلاقي في بئر الحمأة المجففة..
بلينكن، المتأنق بربطة العنق، والمتفذلق بالتصريحات على مدرجات المطارات التي تحط طائرته عليها ، يعد شخصية سياسية "امريكصهيونية ” ، ومحام دفاع عن فعلهم الإجرامي وهو ايضا يعكس سياسة واشنطن التي لولاها لما صمدت "إسرائيل” لأكثر من أسابيع امام المد النضالي المقاوم سواء في غزة او لبنان، غير ان واشنطن ولندن وعواصم غربية كبرى أخرى مدت يد العون للإحتلال بشكل لم يكن له مثيل منذ نشوء الكيان بقرار من التاج البريطاني ..، بلينكن يدرك تماما انه يكذب، وكذلك الرئيس الخرف جو بايدن يدرك ان الإحتلال الإسرائيلي فام على الدم ويتغذى عليه ..يعرفون ويحرفون ، دون أدنى خجل من العالم الذي ينظر الى أمريكا على إنها ظالمة ومراوغة ولا تحتاج الى إذن مسبق من اي جهة لتمارس كذبها وفجورها السياسي على نطاق واسع من الجغرافيا الكونية .!
أمريكا البارعة في إتقان تحقيق الأهداف السياسية بالتسلل ، لتكديس ثروات في خلف المحيطات ..، وماهرة في المراوغة "المكشوفة” تعتقد انها قادرة على إقناع العالم ب”النصر العسكري للإحتلال ” وهو بلا شك نصر زائف تسعى البروباغندا الاعلامية لتسويقه عند سخفاء العالم المرتعبين من أمريكا ، والباصمين لها على بياض ليحظوا بشرف صكوك الغفران لدخول جنتهم ..،بينما الواقع يؤكد ان أمريكا لا تمتلك مفاتيج الجنة ، وإنها راغبة ببراعة التسلل لإدخال كل من ناصرها سياسيا الى قعر جهنم ..هناك ، حيث يجلس على مقعده المتجمر المتجبر بالكذب”مسيلمة الكذاب” ..، وأمريكا التي تنصب "مشغل الحرية "على ضفاف الماء هي أكبر دولة معادية للحرية والديمقراطية التي تتعارض مع مصالح ثرواتها ورفاهيتها على حساب الدم ..دم الآدميين بصرف النظر عن هويتهم ولغتهم ولونهم ودينهم ..وهي البارعة بصناعة وتصدير البارود وقاذفات القنابل لقتل كل حي يعارضها ..كل حي بلا تمييز ولنا في "الهنود الحمر ” عبرة سطرها التاريخ بمجلدات من الأجساد البريئة ، وأنهار من مداد الدم كبديل للحبر لصناعة تاريخ "عظيم”.!!!
كاتب وصحفي اردني..