#عاجل..من سيقود " حماس " خلفا لسنوار

تتحكم العديد من الاعتبارات والمستجدات، في توجهات مسؤولين وكوادر في حركة "حماس" ، حول اختيار رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة، خلفاً لـ"يحيى السنوار" الذي تم اغتياله مؤخراً.

وما بين تأثيرات لتيار "الصقور" الذي يمثّل ــ على حد وصف البعض ــ، "إيران"، ويعمل على اختيار "رجل حرب"، وتيار آخر، يرى ضرورة الإتيان بـ"رجل تفاوض"، لقطع الطريق على مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقضاء على الحركة نهائياً باستمرار استهدافها، وتنفيذ مخطط التهجير لأهالي قطاع غزة.

ويرى محللون سياسيون، في تصريحات صحفية، أن الترجيحات تذهب بشكل كبير إلى "خليل الحية"، ليكون المرشح الأقرب لخلافة "السنوار"، نظراً لعدة اعتبارات منها، أنه رجل مفاوضات، بجانب ما له من ارتباطات سواء مع الجناح العسكري في غزة، وأيضاً من هم داخل السجون.

كما أن خليل الحية، " سياسي واقعي وبراغماتي"، ويمتلك مؤهلات، قد يرى فيها العديد من المؤثرين داخل "حماس" ، قادرة على خدمة أجندة الحركة في الفترة القادمة.

ويقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة العربية الأميركية في جنين ، د. أيمن يوسف: إن "هناك أكثر من سيناريو يتعلق باختيار رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" بعد "السنوار"، لاسيما في ظل وجود صعوبة بتحديد هوية القائد القادم ، وذلك بجانب حسابات تتعلق بـ"حماس" التي تعتبر في نهاية المطاف حركة "أيديولوجية" فكرية إيمانية ممتدة، لها أتباع ومناصرون ومؤيدون في غزة والضفة الغربية ، بجانب كوادر في السجون، وأيضا قواعد في الخارج، بمناطق يتواجد فيها فلسطينيون في دول عدة".

ويعتقد يوسف خلال تصريحاته ، أن يكون رئيس المكتب السياسي المنتظر من جناح "حماس –غزة" ، مرجعاً ذلك إلى أن اختيار صاحب هذا المنصب دائماً ما يكون من ذلك الجناح، خلال آخر 20 سنة، فضلاً عن وجود واقع يفرض السير على نهج الاختيار ذاته، نظراً لحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في القطاع؛ ما يحتم في أن تكون القيادة القادمة أيضاً من غزة.

وأوضح "يوسف"، أن الترجيحات تذهب بشكل كبير إلى "خليل الحية"، ليكون المرشح الأوفر حظا لخلافة "السنوار"، نظراً لعدة اعتبارات منها، أنه رجل مفاوضات، وله ارتباطات مع الجناح العسكري في غزة، وأيضاً من هم داخل السجون، فضلاً عن أن مسقط رأسه وجذوره من غزة.

وأردف "يوسف": إن "ما يؤهل "الحية" لهذا المنصب ، ما كان يجمعه بعلاقة وثيقة مع يحيى السنوار، وأيضاً شقيقه محمد السنوار والجناح العسكري للحركة، ويتم النظر إليه على أنه "سياسي واقعي وبراغماتي"، ولكنه لا يفرط أو يتهاون، ومتواجد حالياً في قطر، وهي مؤهلات وإمكانيات، قد يرى فيها العديد من المؤثرين داخل "حماس"، قادرة على خدمة أجندة الحركة في الفترة القادمة.

واستكمل "يوسف": إن "هناك حديثاً عن مرشحين آخرين، مثل "خالد مشعل وموسى أبو مرزوق" وأسماء أخرى، لكن في نهاية المطاف فإن "الحية" حالياً هو الذي تمهد الفرصة أمامه، لاسيما أن لديه سجلاً في إدارة شؤون حماس الخارجية، بجانب علاقاته القائمة بثبات مع كل من إيران وقطر وتركيا، وربما يفتح من ناحية أخرى، مجالاً لـ"حماس" فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وتكوين علاقة قوية مع السلطة الفلسطينية، وأيضاً المكونات الإقليمية والدولية".


فيما يرى المحلل السياسي أحمد العلوي، أن "حماس" في الداخل خلال هذه الفترة، تريد رجل تفاوض، لكن في ظل وجود نفوذ لإيران عبر العديد من القيادات التي كانت في دائرة "السنوار"، يتم التجييش للمجيء برجل حرب؛ وما يقوي ذلك بشكل كبير، تجمعات للحركة في الخارج، ذات تأثير بارز في الداخل، لاسيما فرع "حماس" في لبنان.

ويؤكد "العلوي" أن هناك ضغوطاً تدفع أن يكون قائد الحركة الجديد، "مقرباً" بشكل كبير من إيران، للسير على الاستراتيجية ذاتها التي يرى فيها قيادات محسوبة على تيار يميل لطهران داخل الحركة، فأي خروج عن هذا الخط، قد يضعف الحركة، ويجعلها بلا دعم حقيقي، ويقلل نفوذ "حماس" في أي مفاوضات حول غزة، لاسيما فيما يتعلق بتبادل عناصر وقادة بارزين بالحركة في السجون الإسرائيلية ضمن صفقة الأسرى والمحتجزين.

وذكر "العلوي"، أن التيار الآخر داخل الحركة الذي يدعو إلى التفاوض، يعمل بشكل كبير على ضرورة إنهاء الحرب في ظل ما يحدث من إفراغ القطاع والحصار المستمر الذي لن يشهد أي تحريك في ظل عناد "نتنياهو" الذي يضع حججاً لاستمرار الحرب.

ويفسر العلوي ذلك بأن الذهاب إلى المفاوضات والقبول بالحد الأدنى للمطالب لاسيما إدخال المساعدات وإعادة النازحين، سيقوّي الحركة، ويكون السعي نحو التفاوض عبر وسطاء إقليميين ودوليين؛ ما يفقد "نتنياهو" ما يقدمه من معطيات لاستمرار الحرب، الأمر الذي قد يعيد به إلى أزماته الداخلية المتعلقة بقضايا الفساد والمحاكمات المهدد بها، ما يذهب إلى تأزم الوضع السياسي الداخلي له، ويؤجل استمرار مخططاته في غزة.

وتابع "العلوي":إن "نتنياهو" يريد أن تختار "حماس" خليفة لـ"السنوار" من الصقور، قريباً من إيران، حتى تظل كل الأوراق التي تقوي استمرار الحرب على غزة قائمة".

ويرى العلوي، أن الحركة تحتاج إلى توازن في الاختيار، بالمجيء بقائد منفتح على جميع النوافذ والأبواب، صاحب إدارة في فتح قنوات مع إيران، وأن يحمل تقارباً مع دول الاعتدال العربي، وأن يتعاطى ويتعاون مع الفصائل الفلسطينية كافة، حتى يقدم أقوى ضربة من الممكن أن توجه إلى "نتنياهو" وهي المصالحة