عدنان نصار: سلام عليك يا يحيى.. يوم أرتقيت ويوم ألقيت بعصاك ويوم تبعث حيا

عدنان نصار

الشهادة للأحرار ، مطلب ومسعى ..وهي الأقرب من زم الشفاه ، لكل حر في وطن مغتصب..وهي وسام بريشة رسام على صدر المناضلين العابرين الى الحرية عبر بوابة السماء .

إستشهد الزعيم يحيى الذي دوخ الإحتلال، وإدخله في دائرة الرعب في عملية السابع من أكتوبر المجيد، إستشهد وهذا حال المتطلعين الى وطن حر يخلو من أوغاد الإحتلال ..شهادة تعلن سمو الشرف النضالي والوطني لزعيم مناضل في ساحات النزال ..هناك حيث المواجهة مع عدو منحط ارتكب ابشع جرائم العصر بحق وطن وأبرياء ..هناك زم الشهيد الزعيم على شفتيه ، ولملم جراح الشرف ليظل مقاوما صنديدا يعيد لألق النزال فروسيته ، وينسج الخيط المتين مع الصاعدين الى الله في علاه ..إستشهد "ابو إبراهيم” راضيا مرضيا في ساحات النزال حيث "الخيل والليل والبيداء ..وقنابل تشد الرحال الى وجه الطغاة الذين رقصوا حول جثة أسد لم ينالوا من "شرف حذاءه” حيا ..إستشهد الزعيم، وهذا بطبيعة الحال ثمن الحرية ، وقوافل الشهداء مهر الإستقلال ..مات يحيى ، والأرض خلاقة لألف يحيى كل مطلع شمس ..ولألف يحيى مع كل غروب ، وألف يحيى كلما صفقت الريح لتهز شجرة الحياة ..حياة بكرامة أو موت يغيض العدا.

حين زم يحيى شفتيه ، وألقى عصاه على طائر البوم اللعين ، كان وقتها يلملم جراح شرف النزال ..،ويعصب رجله من نعيق البوم ، كان جالسا على أريكة المحاربين ينزف شوقا لشهادة تليق بفوارس الأمة ..وقتها كانت سبطانات مدافع العدو وبنادقهم وطائراتهم في مواجهة رجل ..في مواجهة مقاتل شرس لم يعتقد العدو ان الفارس المقاتل هو يحيى الذي اوقفهم على قدم واحدة ..لم يلبي ما طلبه العدو منه ليجيب بصوت القنابل :”إما حياة بحرية ، او ممات يكيد العدا ..” ..شاغلهم ، أربكهم ..وسلط شعاع شمس غزة على روحه الثائرة التواقة للقاء الله بكرامة المجاهدين..

 

إحتسى قهوته في الصبح الباكر ، وشد قامته ، وتزنر بالقنابل وقال قبل ان يطبع قبلته الأخيرة على جباه الحالمين :لنا لقاء ..، وحط ببعض الإبتسامات على وجوه الذين ألفوه زعيما ومقاتلا ..وراح يقرأ نشيد الفاتحين ، نشيد الفخامة حين يتعلق الأمر الشرف الوطني .. نشيد الضخامة الذي يليق بوطن عصي على قوم العدا .

رحل صاحب السيف .. والسيف باق، فما الفتوحات التي حفظناها عن ظهر قلب سوى إمتداد لحاضر غزة .. وما الصبر الذي سمعناه عن أيوب سوى صبر غزة، وما الجب الذي القي به يوسف سوى اهل غزة ..في الجب منذ سنة وأكثر ولم تأت قافلة تأخذ بيد غزة .. يا يحيى ألق بقميص غزة على وجوه الساكتين لعل ضمائرهم ترتد اليهم.. يا يونس أخرج من بطن الحوت والق السلام على غزة .. !

إستشهد يحيى ، وأخذ قنابله بقوة الإيمان بالله ربا، وفلسطين وطنا.. فسلام عليك يا يحيى يوم أرتقيت، ويوم ألقيت بعصاك في وجه الطغاة، ويوم تبعث حيا .!!

كاتب وصحفي اردني..