كتب - عدنان نصار
صرح أحد العساكر ممن بحملون رتبة من مرتزقة جيش الإحتلال :”إن ممن قصفوا بالمسيرة المفخخة في معسكر كانوا اثناء الطعام ..ويضيف :ان الإسلام حرم قصف الآخر اثناء الطعام ".!!
تصريح أهبل من عسكري معتوه ؛ وهو بلا أدنى شك مصاب بلوثة عقلية ..ويبدو ان التصريحات السياسية والعسكرية عند الإحتلال باتت جزء من الإفلاس والهزائم ، وحالة الإرتباك التي شهدتها ساحات القتال والنزال مع العدو الصهيوني سواء في غزة أو لبنان ..، وهو إفلاس ينطوي على الكثير من الهلوسات بعد فشلهم الذريع في الساحة الإعلامية ، وبطلان مفعول البروباغندا الاعلامية، التي كانوا من خلالها يسوقون بضاعتهم الفاسدة والمهترئة قبل نحو نص قرن ..الآن انتهى عصر البروباغندا ، وتلاشى عهد الركاض وراء إعلام زائف وفاسد ، يسعى للإطاحة بالحقائق ..هذا عهد انتهى.
تصريح العسكري الصهيوني ممن بحملون "رتبة رفيعة” عن الإسلام والحلال والقصف اثناء الطعام حرام ..، بعد قصف لواء غولاني بمسيرة مفخخة يعيدنا الى وجود دولة الكيان القائمة على الحرام ، والى قتل الاطفال وحرقهم والآمنين الأبرياء نيام ، وإلى المستشفيات التي قصفت وبداخلها جرحى ومرضى تحت ذرائع وقحة تتقصد الإجرام ..نعود الى القذائف المحرمة دوليا التي قصفت الاطفال الخدج ، وأحرقت كل متحرك وقابل للحياة ..، نعود الى الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند التي قتلت بدم بارد وهي تصرخ ..نعود الى الطفلة التي كانت في وجدان جدها "روح الروح” ..فعن أي حرام تتحدثون يا أبناء الحرام .
المؤمنون بالقيم الإنسانية ، بصرف النظر عن دينهم ولونهم وكيفية تواصلهم مع الله ، هم وحدهم الذين يدركون معنى القيم ، وهم وحدهم الذين يعرفون نبل الإنسان ..هم وحدهم من يحق لهم الحديث عن الحلال والحرام .
من أبشع المشاهد البصرية ، ان ترى اللئام يجلسون على موائد الكرام ..، ومن أنذل الصور ان ترى اللئيم يذم الكريم ..،وأن ينظر العهرة عن الشرف ، والخونة عن الوطنية ..من أقذر الصور أن يصغ العاقل للمجتون ، والحكيم للجاهل ..تلك معادلة لا يفهمها سوى الصاعدين الى علياء المجد ، اما الهابطين في قاع الحمأة فلهم لغتهم ، ولهم السقوط الذي يليق بجباههم النذلة .
من يتحدث عن قيم وقدسية الحلال ، ورذالة الحرام ، يستوجب اولا ان يحمل صفات :النبل ، والسمو ، والقداسة الإنسانية ، والإحساس ..هي صفات يعرفها أبناء الإنسانية وأبناء الحلال ..أما أبناء الحرام ولصوص الأوطان ، وقتلة الأبرياء ..وحرق خيام الآمنين ، فهم من بستحقون ان يداس عليهم بأقدام المقاومين..
اقسم بشرفي الوطني والشخصي والمهني ؛ان انسان "كافر” يحمل في وجدانه قيم النبل والسمو الإنساني ، أشرف وأقدس من منظر ديني وسياسي ساقط يتخذ من التعهير السياسي مسار حياة ..!
إذن ، فليقصف المقاومين الأحرار المؤمنين بالله ربا وفلسطين وطنا ، ولبنان أرز حياة ..فليقصف اولئك الذين يتلذذون برؤية أشلاء الأبرياء ، وينتشون برائحة الدم ..،أقصفوهم ليتأدب عسكر المرتزقة ، وليكن لهم "العشاء الآخير” ..!!
كاتب وصحفي أردني..