الكشف عن 400 مخطوطة تاريخية في معرض مكتبة “الخان” لإحياء التراث التتاري في القرم
ما ذا تعرفون عن المخطوطات القديمة؟! إنها وثائق تاريخية مكتوبة بخط اليد تعود إلى فترات زمنية سابقة، وغالباً ما تتعلق بمواضيع دينية، علمية، أدبية، أو فلسفية كذلك.و تمتاز بقيمتها الثقافية والتاريخية، حيث توفر معلومات نادرة عن الحضارات السابقة، وتكشف عن الفكر والعلم في عصور مضت، كانت المعارف والعلوم تنتقل خلالها عبر الكتابة اليدوية.
وتكمن قيمتها في كونها مصادر أصلية تساعد الباحثين والمؤرخين على فهم التطور التاريخي للمعرفة والعلوم، وتوثق جوانب مهمة من التراث الإنساني. وتلعب هذه المخطوطات دوراً كبيراً في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتساهم في بناء الحاضر من خلال فهم الماضي وتراثه الفكري والعلمي.
وتُعد المخطوطات القديمة نوافذ على الماضي، حيث تكشف عن تفاصيل الحياة اليومية، والعلوم، والفكر الديني والأدبي للحضارات السابقة. فهي ليست مجرد أوراق عتيقة، بل هي إرث ثقافي وعلمي يمتد عبر القرون، يعكس عبقرية وإبداع الإنسان في مجالات مختلفة مثل الطب، التشريع، الدين، والأدب. كما تشكّل المخطوطات جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للشعوب، وهي مصدر ثمين لفهم كيف تطور الفكر البشري عبر الزمن، وكيف تم بناء المعارف التي أسست للحاضر.
وعلاقة بالموضوع وفي خطوة مهمة لإحياء التراث الثقافي والتاريخي لتتار القرم، سيشهد العام المقبل افتتاح معرض دائم فريد من نوعه تحت عنوان "مكتبة الخان” في قصر خان بخشيساراي، يضم أكثر من 400 مخطوطة قديمة تعود إلى القرون الـ16-18. هذا الحدث التاريخي هو الأول من نوعه في روسيا، ويأتي ضمن مشروع ترميم شامل للقصر التاريخي، الذي يمثل رمزا للهندسة المعمارية التتارية في شبه جزيرة القرم.
ونقلا عن روسيا اليوم، قالت مريم سيتوميروفا، رئيسة متحف التاريخ والثقافة لتتار القرم، أن المعرض سيشمل مخطوطات تحتوي على مصاحف القرآن الكريم، تفاسيره، مراجع في الطب والتشريع، وأعمال أدبية، مما يعكس تنوع وغنى الحياة الثقافية والعلمية في تلك الحقبة. وأضافت سيتوميروفا أن العديد من هذه المخطوطات لم تُفهرس بعد، وتُعد اكتشافاً هاماً للباحثين والعلماء من مختلف التخصصات.
تشمل هذه المخطوطات قيمة كبيرة ليس فقط من الناحية التاريخية، بل أيضاً في بناء الحاضر. إذ إنها توفر رؤى عميقة عن كيفية تطور العلوم والفكر في العالم الإسلامي، وكيف كان للمجتمعات السابقة دور في التأسيس للعديد من المعارف والمفاهيم الحديثة التي نعيشها اليوم.
وسيكون هذا المعرض بمثابة نقطة انطلاق لدراسات علمية موسعة حول هذه المخطوطات، ما سيعزز من مكانة تتار القرم ثقافياً وتاريخياً على الصعيد العالمي.
جدير بالذكر أن مجمع القصر في بخشيساراي هو المثال الوحيد للهندسة المعمارية التتارية في شبه جزيرة القرم، وقد تم تشييده في القرن السادس عشر. وبلغت مساحته 14 هكتارا، فضلا عن حدائق ومتنزهات عديدة، وتعرض المجمع للنهب والتدمير. وتم الحفاظ فقط؛ على قصر الشتاء وثلاثة من مباني الحريم الأربعة وخمسة حمامات رخامية. ومن أشهر مقتنيات قصر الخان نافورة "ينبوع الدموع” التي تغنى فيها الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين ( 1799 – 1837).