كتب - عدنان نصار
سجلت الجماهير العربية على امتداد نطاق الجغرافية العربية موقفها الرافض قطعيا ليس للعدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ولبنان، بل رافضة للوجود الصهيوني على ارض فلسطين العربية..، وربما يتلازم هذا الرفض الجماهيري مع رفض مماثل لكل الأحرار على مساحة الجغرافية الكونية ..ولعل ما شهدناه على مدى عام مضى من عمر العدوان الاسرائيلي القذر على غزة ، وما تبعه من هجمات عدوانية على لبنان ، ووقفة الجماهير العربية والاسلامية وغير العربية والاسلامية ممن بؤمنون بعدالة القيم وجوهر الإنسانية التي تجمع البشرية حول رؤية واحدة :العدل ودفع الظلم ..ظلم الطغاة .
الإحساس بالمسؤولية عند ساسة عرب يبدو انه في عداد الأموات ، رغم الحراك الجسدي عندهم ..وهو إحساس قتيل تحول الى جثة هامدة اصابها العفن السياسي ، وربما التحلل ايضا رغم حراكهم الذي يشبه الدمى المتحركة بالريموت جيئة وذهابا ..ساسة عرب يجيزون ويتقنون الحراك العشوائي غير المستند الى إيقاعات سياسية واضحة ترسم على الأقل ملامح المرحلة المقبلة ،او حتى يشاركوا في وضع لمسات على مشهد المرحلة المقبلة ..مرحلة يصفها الصغير والكبير بإنها خطرة تقف على أكثر من مفترق طرق سياسية وعرة .
المواطنون في كل الاقطار العربية يجمعون على موت الإحساس بالمسؤولية ، لكنهم يدركون بذات الوقت ان لا حاجة للجماهير العربية لإحداث أي تغيير في وقت يتكالب فيه أعداء القيم لقتل الإنسانية على يد الرعاع الصهاينة المدعومين بالمطلق من الرعاة الأمريكان ..رعاة السلام الزائف والعدل المفقود ..وتدرك الجماهير العربية بحكمتها وصبرها ان اي تحرك بالإتجاه المضاد سيخلق بلبلة ويعيدنا الى مربع "الفوضى الخلاقة” على حد زعم السمراء كونداليزا رايس ..وهي فوضى لن تعيد للموقف "النضالي” العربي العشوائي أي قيمة مطلقا ، بل ستوقع الجميع في دائرة الفوضى والفلتان وهذا ما يسعى اليه الإحتلال الصهيوني في لبنان الشقيق ، إحداث فوضى ترافقه القنابل الأمريكية لتنعم هي بهدوء وسكينة ..هدوء وسكون ما قبل العاصفة التي قد تحدث في أي وقت وتشكل حالة من "تسونامي” عربي شعبي لكنس الطفاة حتى لو كلف ذلك مليون شهيد أسوة بالجزائر العظيم .
إن الظروف جميعا ، يصاحبها المتغيرات الداخلية والخارجية ضمن دائرة الوطن العربي ، تضعنا جميعا امام إختبارات صعبة ، وخيار واحد ؛ لا ثاني أو ثالث له :”تسونامي ضد الطغاة” ..فلبنان الدولة والشعب يدفعان الثمن الغالي ثمنا لموقف نضالي لحماية الدولة من اي عدوان أو إحتلال جزء منها ، وللبنان العزيز تجارب سابقة من المنازلات والنضال..وغزة التي اصبحت تمتلك خبرة الصبر والإمساك بالجرح والثوابت الوطنية دفعت الثمن وما زالت جراء العدوان الهمجي الاسرائيلي عليها ، على مرأى ومسمع كل العالم بما في ذلك عالمنا العربي غير القادر على وقف هذا الطغي والإجرام بحق أهلنا في غزة ومدن الضفة الغربية .
ربما ما نحتاج إليه راهنا ، هو وضع حد لهذا التدهور العربي الرسمي ، والإسراع في تأسيس :”المشروع العربي الرسمي لمواجهة الصلف الصهيوني” ، في ظل غياب مطلق لجامعة الدول العربية التي لم تكلف خاطرها مناقشة العدوان الهمجي الاسرائيلي على لبنان أو غزة بما يتسق مع الحق العربي المشروع .
إن وباء العدوان الاسرائيلي المسكوت عنه عالميا وعربيا ، إستشرى على غزة ولبنان ومدن الضفة الغربية ..، ولا حاجة لنا كأمة عربية وإسلامية ان نغوص أكثر في بئر السكون والسكوت ، وصار لزاما وقف ويلات هذا الوباء قبل ان بستفحل ويستشري أكثر مما هو عليه الآن ..وقف هذا الوباء الصهيوني قبل ان نغرق جميعا في (الجب)، ولا نجد قافلة تأخذ بيدنا .!!
كاتب وصحفي اردني..