عدنان نصار : فلسطين.. لبنان.. وإتساع رقعة الشطرنج “الإسرائيلية”
تخوض القوى والطلائع العربية المدركة لواقعها القومي ، وما يحيط بالجغرافيا العربية من مخاطر، صراعا مريرا بهدف الدفاع عن القضية والهوية والإنسان العربي ، في مختلف الساحات ابتداء من فلسطين وليس انتهاء بلبنان .
العدوان الصهيوني السافر ، الممتليء بالحقد على كل من يدافع عن ثنائية القضية والهوية ، وصل ذروته في اعتى عدوان منذ ان رقص جند الأمريكان في ساحة الفردوس وسط بغداد ، وما تخلل ذلك من عدوان امريكي صارخ طال الشجر والبشر في ارض الرافدين..، الآن نخوض ذات الصراع ، بعدوان سافر اسرائيلي بدعم امريكي واضح وفاضح لا يحتاج الى إجتهادات في التحليل ، او عمق في القراءات ..
عدوان على لبنان ، لا يمكن وصفه بكل لغات التنديد والإستنكار ، والإدانة ..وكما (غزة) إتجهت الأنظار اليها منذ عدوان ما بعد السابع من أكتوبر الماضي ، وما حمله هذا العدوان الصهيوني السافر ..تتجه أنظار العالم الى لبنان ..لبنان الدولة ، والأرض والجغرافيا والتاريخ ، والجمال ..ما حدث من على مدى الاسبوع الفائت فاق جرائم الحرب التقليدية..وتخطى حواجز كثيرة ، وقفز الإحتلال فوق كل الضوابط ، بكل مظاهره العسكرية الإحتلالية الذي يحظى بدعم امريكي في محاولة اضافية لتغيير وجه المنطقة العربية كما يزعم ساسة الإحتلال ..!
رقعة الشطرنج في الإنتشاء عند الإحتلال الاسرائيلي تتسع ، امام جرائم الذبح الجماعي في قطاع غزة ومدن فلسطينية في الضفة الغربية ولبنان ..، في محاولة اضافية ايضا لتوسيع رقعة شطرنج الإنتشاء وتحقيق ما يصبو العدو الصهيوني الى تحقيقه عبر جرائم يرتكبها بطائرات أمريكية وقنابل أمريكية ..دماء عربية يدفع ثمن إراقتها النفط العربي بتدوير أمريكي .!!
طلائع القوى العربية والإسلامية ، تتصدى لعسكرة المنطقة العربية على يد الإحتلال ..وتتصدى الطلائع الى مخططات صهيونية ، تسعى للنيل ليس من فلسطين ولبنان فقط ، بل من الأمة العربية بكامل جغرافيتها وهويتها ، ومحاولة لرسم إحداثيات جديدة وفق أهواء الإحتلال الذي يمارس العواء السياسي والعسكري ويزمجر في كل الإتجاهات لحصد نصر زائف ، والخروج من مآزقه المتراكمة التي تكشفت في السابع من أكتوبر المجيد على يد المقاومة الفلسطينية في غزة ، وطلب الإحتلال الفوري للمدد الأمريكي والمال والمعدات امام حالة استثنائية لم يشهد الاحتلال مثلها منذ نشوء دولة الإحتلال .
لولا أمريكا لما صمدت "اسرائيل”، هذا جلي ومعروف عند الصغير والكبير.. وما يساعد ويساند امريكا ، هو الصمت العربي الرسمي المريب الذي لا يمتلك قراره السياسي في ظل "تغول” امريكا ، الداعم لتمدد رقعة الشطرنج الاسرائيلية التي تتمدد وتزمجر بما لا يليق بالأمة العربية وإلاسلامية ..أمريكا ، التي نفتح آفاقنا لها طواعية ، دون ان "تعطينا” أمريكا حق الحياة الهادئة البعيدة عن الدم والموت، أقول : "تعطينا” لأن امريكا قوة كونية تزعم انها تسعى لنشر العدالة والسلام ..، لكن العدوان المستمر من قبل امريكا على أحلامنا ودمتا ، يعزز فينا القناعة ان امريكا تقود محور الشر في العالم وتدعم الطغاة، وما الحديث عن ديمقراطيتها وعدالتها سوى سراب يلهث خلفه الخائفين.
يبدو أن المرحلة المقبلة ، ستكون بنكهة سياسية مختلفة؛ وأهدافها مختلفة، لذا على طلائع الأمة وقواها أن تتنبه لما يدور في فلك الإحتلال بعد كل هذا الدم الذي يراق في غزة ولبنان ..دماء ينتشي بها قتلة العصر .!!